وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعارك افيال الفساد علي 200 مليون فكسب الفرعون اسامة وخسر الامبراطور المتعافي فاستقال صوريا لأيام
نشر في سودان موشن يوم 03 - 09 - 2012

ستذكر كتب التأريخ ان 2005 كانت سنة فاصلة في أهم ملفات الانقاذ : السلام والفساد! .
ففي 9 يناير تم التوقيع رسميا علي اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب . في مساء 8 يوليو 2005 هبطت طائرة تابعة لشركة بدر للطيران وفي جوفها رئيس الحركة الشعبية د.جون قرنق دي مبيور وعقيلته ربيكا ونائبه سلفاكير ميارديت ودينق الور وحرسه الشخصي. تقدم المستقبلين النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه بمطار الخرطوم الذي ضاقت الطرق المؤدية له بأكبر تجمع بشري عرفه المطار في تأريخه ومابزه عددا الا الزحف البشري علي الساحة الخضراء في اليوم التالي .من المطار توجه قرنق إلى مقر حزب المؤتمر الوطني للقاء رئيس الجمهورية ، المشير البشير.
في عام 2005 ، أيضا ، وفي التاسع من يوليو تحديدا ، أدى د. قرنق اليمين كنائب أول لرئيس الجمهورية في حفل بالقصر الجمهوري بعد 6 أشهر من توقيع السلام.حضر المراسم 10 رؤساء دول غالبهم من الجيران . تواجد أيضا الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ، آنذاك ،كوفي أنان وعمرو موسى بالاضافة لمساعد وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت زوليك ورئيس الوزراء المصري أحمد نظيف ووزير الداخلية السعودي الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز.
مكث قرنق بالخرطوم الي 22 يوليو وغادرها لأخر مرة حيث كان القدر في 30 يوليو يتربص بطائرته المروحية الروسية طراز AF605 في طريق العودة من يوغندا للسودان.تحطمت الطائرة في جبل زوليا ( 18 كيلومترا جنوب غرب نيوسايت ) وقضي معه 13 من الركاب .
هذا ماكان عليه أمر السلام في عام 2005.
أما في عالم الفساد الانقاذي ، فان ماتبدي للناس بانها زيجة تعددية عادية ، وان كانت غير مسبوقة في الرئاسات السودانية، سرعان ما انبجس خزانها متفجرا بطوفان من الفساد ونهب للبلاد فاق ماتوفر لادارة السدود من مياه ! فقد تزامنت زيجة 2005 بصدور شهادة ميلاد فرعون بمرسوم أسطوري .....واسم جديد في حياتنا : اسامة عبدالله محمد الحسن .
اقرأ نصوص المرسوم الجمهوري رقم ( 217 ) لسنة 2005 بانشاء وحدة تنفيذ السدود وتنصيب الفرعون اسامه عبدالله مديرا تنفيذيا لها وراجع صلاحياته واستثناءاته والمواد القانونية التي تقدح في دستورية هذا التجاوز الفاجع ، رابط
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-70291.htm
اقتلع المرسوم المديرالتنفيذي الجديد من حاضنته المهنية ، وزارة الري و المصادر المائية ، وألحقه ببركات زواج 2005 برئاسة الجمهورية ومنحه من الصلاحيات مالم يخطر علي بال بشر وفوضه باستثناءات لا تستقيم بعقل. بدأ 2005 كوزير دولة وعديل للرئيس ، ثم في 9 يوليو فرعون سوبر ديجتال بأبعاد ثلاثية (كهرباء ، مياه وري ) . فأصبحت البناية التي يداوم فيها رأس بلادنا التنفيذي ، هي الجهة الوحيدة المخولة بمساءلته علما بأن رئاسة الجمهورية ، وهي سلطه تنفيذية سياسية عليا ، لاتتوفر علي جهاز فني للمراجعة والادارة والمتابعة ! فغنم الفرعون صكا ينهر كل بند فيه الرعية بأمر رئاسي واحد : لا تسألوه ، وانتم تسألون !
لو لم يكن الميلاد العظيم (للفرعون بمرسوم ) صلة بتلك الزيجة الرئاسية ، فيشهد الله ، لألجمنا قلمنا من الخوض في الشؤون الخاصة لخلقه ، فلنا من قيم أصالتنا السودانية ومهنيتنا المكتسبة مايردع ! بيد ان ذات الزيجة تحاور بشأنها تلفزيون الجمهورية مع الضرة الثانية نفسها ، وتداول شأنها الناس علنا بل وكتب عنها من نحترم مهنيتهم . ففي عدد الجمعة 18 يوليو 2008 "بالشرق الاوسط" كتب زميلي المدقق الاستاذ اسماعيل أدم تقريرا عنوانه ( البشير ...سنوات الشد والجذب ) جاء علي ذكر الزيجة قوله(في عام 2005، تزوج البشير من وداد بابكر، ارملة العميد ابراهيم شمس الدين وزير الدولة بوزارة الدفاع السابق الذي قتل في حادث تحطم طائرة عسكرية اثناء قيامه بمهمة جنوب البلاد. ويقول كثيرون ان شمس الدين كان من المقربين جدا من البشير، ويُعرف برجل مهماته الصعبة جنوب السودان خاصة. ويقولون ان زواج البشير من وداد كان بمثابة وفاء منه لأبناء الراحل وعددهم خمسة. وأكد على ذلك الصحافي راشد عبد الرحيم المقرب من اسرة البشير، ومتزوج احدى قريباته، وقال ل«الشرق الاوسط»: «كان هذا من باب الوفاء والمسؤولية» )
بهذا الرباط "المقدس" شرعا أصبح العريس عمر حسن أحمد البشير عديلا للسيد اسامة عبدالله وأصبحت زوجته ، فجأة، شقيقة سيدة السودان الأولي ، وداد بابكر .
ليت مراقد الزوجية حبست هذا التقديس . فمنذ 2005 ظل يخرج العديل علينا بقدسية أبقار الهند .شئ ماعرفته جمهوريتنا ، ولا أي جمهورية أخري ، لها نسب بالمتعارف عليه في علوم الادارة والمحاسبة.
لا علم لنا بالطريقة التي تقرب بها أسامة عبد الله محمد الحسن من رادار رئيس الجمهورية ، فتناغمت الاشارات ، فأصدر في 21 أكتوبر 2001 المرسوم رقم 78 بتعيينه وزيرا للدولة بالري ومن مهامه الصميمه وضع التصور اللازم لقيام مشروع سد مروي تمويلا وترويج ، وما علاقة التمويل والترويج بعلم الهندسة ! وبعد 4 سنوات أصبح الفرعون الذي نشهد .
لنطوف قليلا في بعض أرجاء مملكته المترامية ونقرأ من لافتات تابعيته التمويلية :
سد مروي قرض من عدة دول ،مطار مروي تابع لقرض سد مروي ،-خطوط نقل الكهرباء من سد مروي تابع لقرض سد مروي،مشروع امري الزراعي تابع لقرض سد مروي،طريق مروي الملتقى تابع لقرض سد مروي ،مشروع تعلية خزان الرصيرص قرض مشترك من عدة ممولين،مشروع مجمع سدي اعالي عطبرة و استيت قرض مشترك من عدة ممولين،كوبري الصداقة "كريمة" منحة صينية،مشروع كهرباء الخط الدائري(الخرطوم) قرض هندي،خط الكهرباء الناقل سنجة -القضارف قرض هندي، مشروع كهرباء كوستي قرض هندي ، خط الكهرباء الناقل القضارف -القلابات قرض هندي،كهرباء الجيلي قرض صيني،كهرباء الجيلي -شندي -عطبرة قرض صيني، محطة كهرباء قري 2 قرض صيني ،كوبري رفاعة قرض صيني،كوبري الدويم قرض صيني،توسعة كهرباء الخرطوم بحري الحرارية قرض صيني،كهرباء دنقلا قرض صيني،كهرباء وادي حلفا قرض صيني،مشروع كهرباء الفولة قرض صيني،مشروع طريق النهود- ام كدادة قرض صيني، مشروع طريق زالنجي -الجنينة قرض صيني،طريق الدبيبات- ابو زبد- الفاولة قرض صيني ،مشروع كوبري سنار قرض صيني،مشروع كوبري توتي -بحري قرض ايراني،طريق طوكر قرورة قرض"الصندوق العربي ،طريق سمسم القضارف ام الخير قرض"الصندوق العربي للانماء الاقتصادي"،طريق كسلا -كركون -مامان قرض"الصندوق العربي"، مشروع كهرباء الشرق قرض"الصندوق الكويتي"،جسر سيدون على نهر عطبرة قرض"الصندوق العربي"
الامبراطور المتعافي وجمهورية "مام وأخواتها" التجارية !
جمهورية ( مام وأخواتها ) التجارية يمتلكها ويديرها الطبيب العمومي عبدالحليم المتعافي .فما ان حط رحاله بالسودان قادما من المملكة العربية السعودية حتي تنوعت سياقات استوازره ، وألقابه الوظيفية بينما تناسلت شركاته الخاصة وانشطرت بسرعة الخلايا الاميبية .
ماسنورده هنا هو بعض مما علمنا من أنشطة ترخص فيها صاحبنا . ولا تسألن عن مبدأ فصل السلطات بين الاستوزار والتجارة أو ما نسي المتعافي من نشاط لم يرتاده بسجل تجاري ، ان بقي من شئ ! فله احتكار مطلق علي سوق الفراخ ومدخلاته الصناعية كافة بتاج ديك اسمه " ميكو" . اما وكالته لشركة لاس الايطالية للأثاث فهي ، المتعافى التجارية، تفوز بالعطاءات الحكومية السمينة بلا منافسة . له شركة دار الطرق للطرق والجسور المحدودة وأخري تسمي شركة فورمِن للمقاولات والإنشاءات المحدودة . وندخل أخطبوط "مام " ، وهو مانحسبه اختصارات اسمه باللغة الانجليزية...علينا السرد وعليك الترقيم :شركة مام للحفريات المحدودة ، شركة مام لخدمات البترول المحدودة ، شركة مام للأسمنت المحدودة ،شركة مام للنقل، مام للمقاولات والإنشاءات المحدودة ،ومام للطرق والجسور، مام للتنمية والإستثمار المحدودة، مام للحفريات المحدودة ، مام لليموزين، مام للطيران، مام للطاقة والكهرباء ونزيد...هناك (مام) الزراعية المتطورة، وأخري للتعدين المحدودة، وليكن ختامنا في عيدنا هذا بطعم (مام) لصناعة السكر!!
نحن هنا لا نتحدث عن المشاركات التجارية ، ماظهر منها ومابطن ، ولا عن العقارات في بلادنا أوالشركات والعقارات والودائع في مصارف البحرين ، أثيوبيا ، دبي وماليزيا أو حتي لندن حيث تستقر الاسرة والانجال حاليا .
كان المتعافي ، ولا يزال ، ذي حظوة عند أهل الحوش بكافوري . فالفلوس تبرئ المؤاخذة وبخاصة ان كان من يقوم علي أمرها يسعي في استخلاصها بهمة ويتجنب القسمة الضيزي مع شركائه. باع ، ولا يزال يبيع ، كل شئ لكنه ظل وفيا لأهل الحوش فما فارقته "الامانة " في اقتسام المعلوم مع الرئيس وأخوته .
استقال كوزير للزراعة في ذكري موقعة بدر (17 رمضان ) ، لكنها استقالة لاصلة لها بمعارك الفتح وانما بالتصارع علي الفلوس والنفوذ . ففي حواره مع "السوداني" يوم 29 أغسطس2012 قال انه تمسك بخضر جبريل ، مسؤول المبيدات وقطع اعتكاف الاستقالة وذهب لمكتبة فمزق قرار فصله ، وعاد لبيته مستقيلا ، كما غادره ! أنكر مصلحة شخصية مع رجل المبيدات نافيا "تعاطيه"للمدخلات الزراعية وان أقر بأعماله الزراعية .قال ، في ذات اللقاء ، ان الزراعة أصلا ليست سوي مدخلات !
سألوه (لماذا تعتبر سياسات مجلس الوزراء وقراراته تدخل في عملك، مجلس الوزراء لديه علاقة بتنفيذ النظم والقوانين والقرارات وهذا تدخل من جهة ذات اختصاص ؟ قال "لا هذا كما يبدو لك، أنا ماعندي مشكلة مع النظم ومجلس الوزراء و قرارات الرئيس على الرأس وسأنفذ قرار الرئيس..."
(مقاطعة) حاتبعد جبريل؟!!
قال (حأنفذ قرار الرئيس..مافي ذلك شك.. لكن أي قرار وحتى قرارات مجلس الوزراء وغيرها يؤثر فيها أشخاص باعتبار أنك لا تستطيع أن تقول لي إن قرار مجلس الوزراء( ده مابسوه أشخاص، بسوي زول واحد يعني)
ونحن نسأل ، هل كان هذا هو السبب الحقيقي الذي تسبب في استقالته (لأيام) ؟
كلا .
فمجلس الوزراء بالنسبة للمتعافي لا يعني شيئا وماعني له شيئا في الماضي . فكله يعلم بحظوته ، فهو كف الرئيس التي بها يبطش ويسرق وبابتسامة متميزة تفوق تلك المصاحبة لاشهار معجون سيغنال !
اذن ماذي جري ؟
متلازمة اللصوصية الانقاذية : شفط النفط ونهب العوائد ، واللهث خلف القروض للمزيد من النهب !
بنيت اقتصاديات الانقاذ علي خمس ، والبليون والمليار هما ألف مليون وان اختلفت التسمية :
استخراج النفط ببلايين البراميل، بيعه سرا، نهب مليارات العوائد ، الاقتراض بالمليارات باسم التنمية وأخيرا، فرفور والرقصة الرئاسية (دخلوها وصقيرها حام) طربا بافتتاح كبري مما تبقي من دولارات التمويل المنهوبة!
ومادام اننا في استعراض بعضا مما عمرت به سنة 2005 من أمور جسام ، لا بأس من ان نصطحب نموذجا تبيانيا . تقول نشرة الايكونونست الاستخبارية ذات الموثوقية الاقتصادية الرفيعة في تقريرها عن السودان المنشور في سبتمبر 2006 ، اننا في عام 2005 أنتجنا نفطا مثل 85 بالمائة من جملة صادراتنا وقبضنا مقابل ذاك 7.6 مليار دولار .
ولنا وقفة مع المديونيات لنتبين الفقه الاقتصادي لهذه المتلازمة الانقاذ التي تفتك بنا الان وبأحفاد أحفادنا .
الوثيقة اعلاه ، الصادرة من صندوق النقد الدولي توضح مديونية السودان الخارجية الي نهاية عام 2005 ، عام الرمادة والزيجة والفرعنة ! فبالرغم من ان عوائد البترول سرت في شرايين اقتصادنا منذ 31 أغسطس 1999 ، وتدفقت المليارات علي خزينتنا ، الا ان أهل العصبة تركوا فوائد ديوننا تتراكم طبقا عن طبق وماأشبعتهم ليلة قدر البترول ، فحبسوا عوائدها عن الشعب بظن أنها اكرامية لهم ، وانتظروا ليلة قدر تنفيذية أخري تأتي بأموال جديدة لتسدد الديون فابتهلوا معنا ( اللهم أرفع الدين عن المدينين ) .ليتهم تركوا ديوننا علي حالها وأقلعوا عن الاستدانة بشهية عين لاتقنع وبطن لا تشبع. فقد ارتفعت طوابق الديون والفوائد معا ، سقفا فوق سقف عاما بعد عام ! وبنظرة فاحصة لأصول الديون والتضاعف الفاحش في قيمها جراء أقساط لم تسدد ، يتضح ،مثلا، ان ديوننا المستحقة لمؤسسات دولية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجموعة بنك التنمية الأفريقي ) بلغت أكثر من اربعة مليارات ونصف بقليل بيد أن متأخرات الفوائد الداخلة في جوفها تبلغ حوالي 3 مليارات! أما الديون الثنائية لبلدان صديقة مثل الكويت والسعودية وغيرهما فقد انتفخمت وتورمت بفضل هذا التراكم غير المبرر . فمن أصل ماكان مطلوب منا تسديده في 2005 (18 مليار و823 مليون دولار ) شكلت الفوائد المتراكمة من أصل الديون 16 مليار و949 مليون دولار، واليوم(في 2012) وصلنا لأكثر من 40 مليار ولاتزال مديونيتنا علي زحفها ، لا يسددون اقساطا عما ااستدانوه، فتتضاعف الارقام ويستدينون المزيد باسمنا !
اذن ، الديون الملقاة علي عاتقنا بنهاية عام 2005 بلغت 27 مليار وسبعمائة مليون دولار . يعلق التقرير عن نمط لصوصية أهل الانقاذ ، وقد حسبوه سرا ، فيقول نصا ( تقوم حكومة السودان بخدمة جزء يسير من دينها الخارجي ، وبشكل أساسي للمقرضين من المؤسسات الدولية وبعض مختار من البلدان المقرضة (ونعني الصين ، الهند وماليزيا ) الذين علي استعداد لتقديم قروض جديدة . في عام 2005 فان اجمالي خدمة الديون ( وتشمل أصل الدين والفوائد والمدفوعات العقابية ) بلغ 279 مليون دولار أما القروض الجديدة اللاامتيازية (الواجبة السداد بلا خصم خلال فترة محددة ) فقد بلغت 935 مليون دولار !!
تأمل هذا الكلام يارعاك الله!
بداية المعركة الفاصلة : الفرعون و الامبراطور ومأثورة انهبوا الفلوس ولو من الصين
في يوم الاحد 15 يناير 2012 حط في دار اسلامنا احد الملاحدة ، الرفيق لي شوان. مترأسا وفدا رفيعا من الحزب الشيوعي الصيني كعضو باللجنة المركزية للحزب .حضر معه نائب وزير التجارة تشن جيان. شكي له اسلاميونا عسر الحال فرق قلبه ورماهم بقرض "جديد" قيمته 200 مليون دولار ! وقعت الاتفاقية بحضور الرئيس البشير وضيفه.وقع عنا وزير المالية والاقتصاد وعنهم رئيس الشركة الوطنية للبترول. قالت سونا نصا (وفي سياق متصل بحث علي محمود مع رئيس بنك التصدير والاستيراد الصينى لى رو قو سبل وآليات معالجة المعوقات التى تعترض سير المشروعات الممولة من القرض الصيني البالغ قدره(3) مليار دولار.... لافتا لوجود فرص واعدة للتعاون في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين).
أهم مافعله الصينيون وحسبه مستشار الرئيس ، طبيب الرحي الثالثة ، مصطفي اسماعيل انجازا كما صرح ، قبولهم تمديد 5 سنوات لدفع قروض نضج موعد قطفها بفوائدها . شكرهم هو ورئيسه علي السماح لهم بعبث جديد الي 2017 !
قرض ال200 مليون دولارالجديد خصص لتمويل "مشروعات تنموية مختلفة" غالبها زراعي .تيقن الرئيس ان مشكلة كبيرة ستحدث بين من يرفدون جيبه وأهل الحوش : الفرعون اسامه والأمبراطور المتعافي .فكر في سبيل لفض الاشتباك باستجلاب أموال للمتعافي تغنيه عن المطالبة بنصيبه ، وهو الأوفر ، من القرض الصيني . فقرر زيارة السعودية لتفعيل ملف الأمن الزراعي بوساطة من أمير دولة قطر .
زيارة السعودية الفاشلة : ذهبوا وشحدوا المليارات للامن الغذائي فأعطوهم 60 عربة اسعاف هدية !
مابين التوقيع علي القرض الصيني في 15يناير وزيارة البشير للرياض الجمعة 9 مارس 2012 ، لاستقطاب دعم زراعي للمتعافي ، جرت مياه كثيرة تحت الجسر ! فقد اشتعلت حرب النفط وقفل سلفاكير الانبوب ، علي غير ماتوقع الانقاذيون في أسوأ سيناريوهاتهم فجف ضرع بقرة البترول عن الحليب وأمتلأ بماء قراح ! انهارت العملة وتصاعد التضخم وفشلت الموازنة في أول 3 أشهر . رهنوا مصفاة الجيلي لقطر ب2.7 مليار ، وماأجدي الامر شيئا .ضاق الحال فنسي البشير تقاربه مع طهران وعدم اكتراثه السابق بالرسائل السعودية الناصحة والمحذرة. تيمم السعودية مصطحبا وفدا من (عتاولة) الشحدة في الجمهورية . كان فيهم وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح ووزير المالية ووزير النفط ووزير المعادن ومحافظ بنك السودان ووزير أخر من الوزن الثقيل كتب له عمرا جديدا ، قبل 10 أيام فقط ، بعد سقوط طائرته واحتراقها في مطار الفاو يوم 29 فبراير ومقتل 3 من مرافقيه . بيد ان العناية الالهية أنجته هو و(المستثمر الغامض ) الذي كان رفقته . نعم .... انه ، امبراطور الزراعة وصاحب المامات : عبدالحليم المتعافي ، الرجل المقصود من زيارة الشحدة .
في ذات اليوم ، وصل للعاصمة السعودية أمير دولة قطر لترطيب اجواء االلقاء خاصة وان ايران كانت تتصدر قائمة الغضب السعودي تجاه التصرفات السودانية .
باستعراض تشيكلة من حضروا اللقاء من الجانبين تتضح الهوة الكبيرة الفاصلة بين هموم القيادتين . فقد حضر الي جانب الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الدفاع ، الأمير سلمان بن عبدالعزيز و الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض و الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية والسفير السعودي بالسودان فيصل بن حامد معلا .
ان تساءلت عن الغياب من الجانب السعودي ، للمعادلين وظيفيا لرصفائهم السودانيين، كوزير الخارجية والمالية والزراعة والبترول والمعادن ومحافظ البنك المركزي ، اذن وصلتك الرسالة !
الهموم السودانية وأهداف الزيارة نقلها لجريدة الشرق سفير السودان بالرياض قائلا (الجانب الاقتصادي سيأخذ حصته من اللقاء ... سنطرح رؤية لشراكة اقتصادية استراتيجية للاستجابة لمبادرة الملك عبدالله في الاستثمار الزراعي في الخارج، ورؤيتنا تستند على مدى الاستفادة من المقومات الموجودة في السودان في المجال الزراعي خاصة في هذه الظروف التي نمر بها فكما هو معروف إن المملكة دوما تقوم بدور مميز تجاه أشقائها وبالتالي فإننا نسعى لهذه الشراكة لتأمين الأمن الغذائي للمملكة ).
ولولا علمنا المتيقن ان هذه الزيارة لم تسفر الا عن 60 عربة اسعاف كهدية من المملكة للزائرين ، فضلا عن حسنات في ميزان الرئيس وصحبه الذين غادروا الرياض لزيارة قبر سيد الخلق بالمدينة المنورة ، لقلنا لسعادة السفير عن أي أمن غذائي تتحدث؟
ففرية تأمين الامن الغذائي للمملكة ( وهو عطاء من لا يملك وصار يستورد الطماطم كمدخل أساسي لوجبة السخينة) هذه الاطروحة الكذوبة ماتت وشبعت موتا منذ مارس 2004 !
ففي يوم الاثنين29 فبراير 2004 وبتوجيهات من الملك عبدالله شخصيا ، ترأس وزير الزراعة االسعودي، آنذاك ، الدكتور فهد الغنيم وفدا زراعيا نوعيا رفيعا لم يسبق للمملكة ان أرسلت مثيله للسودان . توجيهات الملك لوزيره كانت الا يرجع الا باتفاقات نافذة مع السودان فأجبرت قيادات الشركات المتنافسة في السوق السعودي علي البحث عن مشروعات تشارك فيها رأسماليا في السودان ! وزع الوزير وفده المتكون من 31 من القيادات العليا في شركات الانتاج الزراعي والحيواني بالمملكة ، الي مجموعات .مثلت كل مجموعة كتلة متجانسة في المنشط التجاري وحذرهم من التنافس مشترطا النطق بلسان واحد عند التحاور مع رصفائهم السودانيين حول اقامة مشروعات مشتركة . فمثلا، في قطاع الالبان ضم الفريق السعودي المدراء التنفيذيون للعمالقة (الصافي ، المراعي ، نادك ، النجدية، المزرعة وألبان الرياض ) .هذه شركات، لمن يعرف، تتنافر حتي منتجاتها وتنظر معلباتها شذرا لبعضها البعض في رفوف السوبرماركت !
وصل الوزير السعودي الغنيم معيه وفده الكبير للخرطوم فاستقبله نظيره الدكتور محجوب الخليفة .
الي جانب الصفوة التنفيذية للقطاع الخاص، أحضرالوزير الزائر معه 13 مسؤولا من وزارته وممثلين للغرف التجارية والصناعية بالمملكة برئاسة د. فهد بن صالح السلطان - أمين عام مجلس الغرفة السعودية.
ركزت محاور زيارة الاسبوع علي صياغة اتفاقية للتعاون الزراعي بين السودان والمملكة في مجالات البحوث الزراعية ،صادرات الأمن الغذائي، الوقاية والحجر الزراعي ، التبادل الفني ،الاستثمارات الزراعية واللحوم والثروة السمكية ، انتاج الغلال،المدخلات الزراعية من آليات ومبيدات وأسمدة، النقل والتبريد، والتصنيع الزراعي والحيواني والغذائي . طافوا بهم طوافا ، من سندس والي مشروع الجزيرة، سكر كنانة، وولاية نهر النيل.
تألف الجانب السوداني من نصف وزارة الانقاذ يتقدمهم وزراء الزراعة ، الاستثمار، الثروة الحيوانية، المالية والاقتصاد الوطني، الري والموارد المائية، العلوم والثقافة، النقل، الصناعة، التجارة الخارجية، محافظ بنك السودان، مدير عام الجمارك، مدير عام الضرائب، وممثلين عن الاجهزة المختصة والولاة ووزرائهم الزراعيين .
الا ان الوفد السعودي عاد لبلاده بيد بيضاء كما غادرها !
اصطدمت الاحلام التنموية بعراقيل الروتين الغبي شاكلة ان الاراضي المستثمرة (لن ، ولا ، ولا يمكن )ان تتنازل الحكومة السودانية عن ملكيتها للشركات المستثمرة! عرض السعوديون الايجار لمدد طويلة ، فرفضوا! قال لهم جهابذتنا ان ارادوا الاستثمار فالتطوير لابد وان يبدأ ببناء كل هياكل البني التحتية ، وتحمل كل النفقات ، من توليد للكهرباء وتنقية للمياه وانشاء للمدارس والطرق بل وحتي الاسهام في ترقية موانئ التصدير!
هرب السعوديون بجلدهم لبلادهم بعد أن تحلق حولهم رباطة لايرغبون في المستثمر الاجنبي الا ولا ذمة . هربوا بلسان حال يقول ان استيراد الاعلاف الجاهزة من نيوزيلنده والحبوب من البرازيل رحمة للجيب. فقد أرعبتهم ، بعد حسابات النفقات العالية جدا ، قائمة الطلبات الشخصية لبعض الرباطة من الوزراء المضيفين بدءا من استخراج اقامات لهم ولذويهم وأنسابهم فضلا عن تمويل زيارات الحج والعمرة ، وفتح حسابات لايداع نصيبهم من مال السحت !
ان كان هذا هو الأمن الغذائي الذي عناه سفيرنا الهمام فقد تبخر كحله قبل 8 سنوات ، وما ازدانت به من عين !
تابع الفرعون نتائج الزيارة الفاشلة للسعودية في مارس فتهيأ للانقضاض علي القرض الصيني حال وصوله . طلب من وزير المالية تحويل المبلغ بكامله لحسابات وحدة ادارة السدود مبينا انه ومنذ ترقيته الجديدة وتأديته القسم يوم الاثنين 9 يوليو الماضي كوزيرسوبر ديجتال للسدود والكهرباء والري ، فلاشريك له في القرض.انصاع الوزير ونفذ أمر الفرعون فغضب الامبراطور!؟ استقال المتعافي بعدما وصله من الرئيس رجاءا بان ينسي الموضوع بوعد انه سيعوضه (بقرض خير منه) وظل الهاجس الجديد يمثله تحكر خصمه الفرعون علي مقعد الري الملامس لأمبراطوريته فتأرق منامه وسعي للحصول علي ضمانات بعدم ابتلاع الفرعون لوزارة الزراعة ، فاعتكف في البيت حردانا منتظرا عودة سيد الحوش من قمة المؤتمر الاسلامي بجده.
أنماط الادارة في مملكة الفرعون: نتف ريش الخصوم وتعديلهم وراثيا علي الطريقة الاسرائيلية!
انهمك الفرعون بمرسوم في تأسيس دولة " سدود بقروض وبلا حدود". رجل يغمطه علي صلاحياته جمال مبارك وأحمد عز وسيف القذافي مجتمعين ، وتتأسف ليلي الطرابلسي علي ضياع 24عاما علي نهب متأن للوطن واسامه عبدالله في 7 سنوات فاقها ، فتراءت ملاليينها ملاليما !
نظر لكل من قال له (لا) كعدو وكتب عليهم الفصل وأخذهم ، عند التنفيذ، بلا رحمة . متسلحا بالرئيس ، أصبح اسامة عبدالله الفرعون قاهر كل الرجال . جاءه الشعب شاكيا ، فأمرهم بالتحدث لولاتهم . جاءه الولاة ومن توهم انه من "أهل الحل والعقد " فسمعوا عجبا . خاصم ان عاتبوا ، صرخ ان استكانوا ، تطاول ان رخوا ، واستفزهم محرضا باللجوء للرئيس . وفهموا حين ذهبوا، فخرجوا يتباكون علي ضياع ملك عضود.
انتصر في كل معركة ، فهو ماكوك فضائي لا جاذبية تربطه بكوكب الروتين والمساءلات ، أيا كان مصدرها ونوعها.
كتب الزميل صديق رمضان في الصحافة يوم 28 ابريل 2011 يحدثنا عن ديوك من الولاية الشمالية اصطفوا خلف الوالي ، فتحي خليل، فجمعوا للفرعون اسامة وتنادوا لمنازلته ، فأحالهم الي دواجن صلعاء بلا ريش من فصيلة ماعدله وراثيا البروفسور الاسرائيلي افيقور كاهانير ! ماحاق بهؤلاء من "زعمطة" مهنية مهينة ، أغضبت حتي اعداء الوالي الكثر من شرفاء المحامين ممن زور ارادتهم سنينا عددا كنقيب تايواني الصنعة لنقابتهم السامقة الأمجاد . فاذلال الانسان، الذي كرمه ربه، أمر لا يشمت عليه الشرفاء .
قال الزميل (ورغم أن الأصوات الناقمة على إدارة السدود بأمري وكجبار ومروي والروصيرص وخشم القربة وغيرها من مناطق تأثرت بقيام خزانات وسدود قد انخفضت أخيراً بدواعٍ مختلفة، غير أن أصواتاً أخرى تعالت بولايتي القضارف والشمالية احتجاجا على تغول إدارة السدود على الأراضي لاغراض لا تدخل ضمن صميم عملها، دون الرجوع الى حكومتي الولايتين والوزارت ذات الصلة. ) فهم الفرعون ان له حق التصرف المطلق في كافة أراضي الولاية الشمالية وترك للوالي وحكومته ومجلسه التشريعي وشعبه (أراضي المدن والقرى وحرمها، والاراضي الملك الحر) فقط
وانطلق يتصرف وفق مافهم !علم الشعب فرفض ، وعلم الوالي ميرغني صالح فذهب مغاضبا . لكنه خرج من الاجتماع فروجا أفيقوريا ، بلا ريش وبلا منصب !
شرع الفرعون يوزع عطايا الاستثمار لمن أصطفي وهو في أعلي سرجه وأولغ في نتف الريش والتعديل الجيني لمسؤولي الولاية . ظهر زغب ريش جديد لوزير التنمية والاستثمار ، البروفيسور محمد سعيد حربي ، فقصه له في مهده. استقال البروف محتجا بيد أن كبرياؤه البروفسوري حمله لعقد مؤتمر صحفي مشترك مع الوالي ، فتحي خليل ، في 17 ابريل 2011 . قال الديك "السابق" خليل بعد عملية الاستنساخ الأفيقوري ، أن أسامة عبد الله، يتصرّف في أراضي الولاية دون الرجوع إليهم ومشاورتهم....ثم نكتة : هدد بشكواه لرئيس الجمهورية!! حماس الوالي المستقيل ألهم البروف ليتحدي بنكتة أخري اذ قال مهددا (أسامة ما أفضل مننا ليقول الأرض دي حقتي وأنا أعطيتها لمستثمرين).
هؤلاء الافيقوريون غدوا أمام الفرعون مجرد ظاهرة صوتية نابحة بحلقوم !
لم يثنِ المؤتمر الصحفي وفرطقاته الفرعون من المضي في تصرفه باراضي الولاية الشمالية. فشرع التحضير لزراعة 210 ألف فدان بمحلية القولد، رفض الناس وتبرموا . قال عبد الوهاب أبو، رئيس لجنة حماية اراضي القولد، وهو فروج أخر تم تعديله وراثيا (يبدو أن الحكومة ماضية في تنفيذ القرار 206 غير عابئة باحتجاجات الولاية الرسمية والشعبية،) ثم نكتة (بهذه الطريقة من الممكن أن تصبح مملكة سد مروي )!
بعد تنكيله الدامي بمسؤولي الولاية الشمالية ، انتقل معمل الفرعون لنتف الريش جينيا لولاية القضارف فوصلها (افيقور كاهانير) دون علم حكومتها ووزارة غاباتها . شرع هذه المرة بالتنفيذ الفوري .اختياره موقعا لو علم بأمره أصدقاء البيئة وجمعياتهم في أي بلد محترم لفعلوا الافاعيل .نزلت معداته الثقيلة "بغابة الفيل" متسلحة بحفاراتها وبلدوزراتها وقواطعها الالية وايضا ، بقرار ممهور بامضاء عديله وختم رئاسة الجمهورية .قرار رئاسة الجمهورية الجديد رقمه 76 وقعه العديل الرئاسي في 24 مارس 2011 يأمر فيه بفك الحجز عن غابة الفيل «الرواشدة ودكابو» بولاية القضارف لصالح عديله الفرعون بمرسوم ! وهذا حظر عمره 51 عاما " سري منذ حكم عبود بتاريخ 14 أبريل 1960"بهدف المحافظة علي النسيج البيئي والحيواني بالمنطقة . نعم ، حظرت (غابة الفيل )عندما كانت بلادنا صديقة للبيئة وتحتفي بعمارة الارض والمحافظة علي مااستخلفنا فيه فاطرها .رفضت وزارة البيئة والغابات بولاية القضارف فك الحجز الذي طالب به (الفرعون بمرسوم) ليستصلح مساحة «15.428» فداناً بغابة الفيل كمطار لمجمع سدي نهر عطبرة وسيتيت. أعتذرت فدوى شواي دينق، وزيرة البيئة والتنمية العمرانية بالقضارف وأوضحت فى ردها أن أي مشروع اقتصادي أو تنموي لا بد له من دراسة جدوى بيئية. بينت أن فك الحجز يخالف قانون الغابات لعام 2002م المادة «31» ومخالف لقانون البيئة. أما هيئة الغابات بالقضارف فبررت رفضها بحجة أن الغابة محجوزة لحماية المنطقة من الانجراف المطري وأنها تحمي مجرى نهر عطبرة وتوفر المراعي للاهالي والرعاة الرحل .
غضب الفرعون ، ولم ينتظر ردود الوزارات الاتحادية المخاطبة بالقرار ( العدل، البيئة والغابات، الزراعة والتنمية العمرانية) . مط لسانه ممدودا في وجه اجراءات التقاضي بالاستئناف اتحاديا وأنكر مرجعية قانوني الغابات لسنة 2002 وقانون البيئة لسنة 2001. فشرع في ازالة الاشجار مستأجرا مقاولا لا علاقة له بالاعمال البيئية ، فدمر أضعاف ما كان مطلوبا ازالته ! وبالنتيجة، تلفت كل الغابة كمحمية طبيعية بعد اذ كانت رئة للحياة البرية !
نمط الفرعون في استقطاب الديون: مستعدون لأي دين ، نوقع أولا ولا نقرأ الشروط !
نسوق هنا نموذجا للطريقة التي يستقطب بها اسامه عبدالله القروض ، حتي وبعد ان جفت انابيب البترول المنهوب وتأكده الا سبيل لسدادها . ذهب للكويتيين واستلف يوم 28 مارس 2011 ، 50 مليون دينار كويتي لمشروع مجمع سدي أعالي عطبرة وستيت ( وهذا يعادل 187.5 مليون دولار ) . وصلت الفلوس في 18 أغسطس 2011 وفي نفس اليوم وقع عقدا بقيمة 50 مليون دينار كويتي أخري لمشروع "مطار الخرطوم الجديد"! ثم وبعد 9 أشهر بالضبط ( 29 ديسمبر2011) وقع قرضا آخر قيمته 30 مليون دينار كويتي(112.5مليون دولار ) لانشاء محطة توليد كهرباء في مجمع سدي أعالي عطبره وستيت ! انتهي العام 2011 وفي رقابنا، من ديون الكويت فقط لامبراطوية فرعون السدود في تلك السنة 180 مليون دينار اي 675 مليون دولار لم يدخل منها فلسا واحدا لخزينة المالية ولم يرها أو يدقق منصرفاتها أو يراجعها ، أو يشمها ، أنس ولا جان ! بينما حصل ، أيضأ في ذات العام علي قروض ضخمة من الهند وماليزيا!
أول قسط مستحق من القروض الكويتية سيحل عام 2017 بفائدة "ربوية مركبة " تبلغ 2.5% .ويتوجب تسديد الاقساط كل 6 أشهر لتكتمل في 39 قسطا ( أي خلال 18 عام ونصف ) !
أحد هذه القروض وهو مشروع مطار الخرطوم . فحتي الطير القابض في أجواء السماوات يعلم ان مطار العاصمة الجديد هذا ليس سوي مشروع وهمي لم ينفذ منه الا مجسماته الهندسية الصماء البهية المنظر.شهد الناس مطارا افتراضيا من جبص علي غرار كعبة الساحة الخضراء .. أما فلوس الكويتيين فهي الان في الحفظ والصون في البنوك الطافية .
ولأن كثير البلوي يضحك ، ألما لا متعة ، فلا بأس من مطالعة قول الممولين "المغشوشين " ، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ، يبشرونا بمطار جديد في عاصمتنا 2014، بعد 15 شهرا ! قال من يمولون 20% من مطارنا "المزعوم " يوصفونه في صفحة 54 في تقريرهم السنوي لعام 2011
(يتكون المشروع، المتوقع اكتمال اإنجازه في نهاية عام 2014، من اإنشاء البنى الأساسية للمطار وفقا
للمواصفات القياسية المعتمدة من المنظمة العالمية للطيران المدني ليتمكن من استقبال كافة اأنواع الطائرات. ويشمل المشروع اإنشاء مدرج هبوط واإقلع وممرات ومواقف للطائرات، والمباني التابعة للمطار، وتوفير المعدات والتجهيزات اللازمة لخدمة المسافرين ومناولة البضائع. كما يوفر المشروع الخدمات الهندسية لتنفيذ أعماله، والدعم الموؤسسي لوحدة متابعة تنفيذ مشروع مطار الخرطوم الدولي الجديد.)
رجل أمسك بقبضته علي القصبة الهوائية لكل شئ ، حتي المطبوعة المسماة بمجلة سد مروي عندما حارت في لقب تسبغه عليه ، أدرجت اسمه عاليا في ترويستها الرئيسة وكتبت ( تحت رعاية اسامة عبدالله محمد ااحسن ) .. مثله مثل قطر للبترول والترويج لسدود بقروض بلاحدود !
عبدالرحمن الأمين
هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.