اشتهرت النساء السودانيات منذ القدم بالتزين بالحلي الذهبية مثل (الشف) و(السوميد) وخاتم الجنيه و(الجدلة) للعروسات وحتى في حالة عدم توفر القوة الشرائية كان الذهب يستعار أو يستأجر للعروس، ولكن من الملاحظ أن جزئية الذهب في مراسم الإعداد للزفاف أخذت في التلاشي نسبة لارتفاع أسعاره وحل محله ذهب مزيف أسماه البعض ب(الصيني) وأصبحت الكثير من العروسات يتزين به مستسلمات للظروف الاقتصادية الأخيرة. مرور عرسان: بداية التقينا بالتاجر الزين أحمد الزين والذي قال :( الإقبال علي شراء الذهب الصيني كبير خصوصاً بعد ارتفاع اسعار الذهب، ويزداد الإقبال في مواسم الأعياد و الأعراس، وأضاف : (العرسان كلهم بقو يمروا من هنا)..بمعنى الذهب المزين في (سد المال أغلبو صيني ). وعن مدى جودته وأسعاره قال : (إن الذهب الصيني يحافظ على بريقه لمدة عامين ونعطي كرت ضمان. أما الأسعار فيتراوح سعر السوار (الغويشة ) ما بين 20 – 70 جنيها أما الخاتم فيتراوح سعره ما بين 17 -25 جنيها. ما بنختلف: ويحكي لنا س .ع قائلاً: اقترحت علي خطيبتي شراء ذهب مزيف (صيني) بدل الذهب والاستفادة من مبلغه في شراء قطعة أرض لتأمين مستقبلنا حيث أكدت لي أنه نوع ذو جودة عالية بضمان خمس سنوات وذلك لإتمام مراسم زفافنا لأن الذهب من أهم مراسم إتمام الزفاف في أسرتنا فوافقت وهذا الموضوع سر بيني وبينها. صائغ متحرك: وأضاف المواطن محمد صالح: ( عند عودتي من إنجلترا تفاجأت بكمية الذهب الكثيرة التي تتزين بها النساء برغم ارتفاع أسعاره والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وعند استفساري أكدوا لي أنه ذهب مزيف... وزاد : (حتي وإن كان رخيص الثمن ليس هنالك داع للمبالغه لأن الرقة في البساطة)... وأضاف : في انجلترا تكتفي العروس بسوار و(دبلة ) وليس هناك اهتمام بالمظاهر الاجتماعية (البوبار). ووافقته الرأي شقيقته شذى والتي قالت : ( إن النساء السودانيات أصبحن يتزين بكمية من الإكسسوارات الذهبية مثل الصائغ المتحرك وقد لاحظت ذلك من خلال مشاهدتي للسهرات الرمضانية بالتلفزيون وزادت : (يعني عشان صيني رخيص يتخمخموا بيهو كدا). أحفظ مالك: أما ربة المنزل زهرة عبد الله فتقول : ( إن إقتناء النساء للذهب أصبح من الكماليات نسبة لارتفاع أسعارة وأيضاً ظهور الذهب الصيني (لانو ما مفروز من الذهب الحقيقي )، وأضافت : حتي الثريات منهن أصبحن يستثمرن أموالهن في المشاريع الإستثمارية مثل استثمار الأراضي والعقارات وذلك عكس الماضي حيث كانت النساء يدخرن أموالهن بواسطة الذهب وكان هنالك سوار يسمى (احفظ مالك ) وزادت : حتى الذهب لم ينس الصينيون تقليده أيضاً.