البيت فى الكلاكلة صنقعت وتحديدا فى محطة 3 ،، شاغرى البيت إمرأتان إحداهن غير متزوجة وضريرة والأخرى متزوجة ولديها أربعة أطفال ،، لا رجل معهم فى المنزل حيث هم مشتتون فى بقاع الأرض بحثا عن الرزق ،، الإبن الأكبر للمرأة المتزوجة عمره 10 سنوات وخرج قبل ثلاثة أيام من المستشفى بعد أجراء عملية جراحية له ومازال جرحه طرياَ . تعاطى القوم عشائهم وأعقبوه بشاى ثم أخذ كل شخص سطح سريره وأطفأوا الأنوار لينهوا بذلك يوم طويل يجميع أحدااثياته ،، وفجأة يسطع نور هائل جداَ أنار الكون أرضه وسمائه ومابين الحيطان جعل الصاحين منهم يقفزون من أسرتهم ويقفون مشدوهين لمعرفة ما جرى ،، ولكن لم يترك لهم الحدث أى مجال للتبحر فى أندهاشتهم فقد أعقب ذاك النور صوت لم يسمعوا مثله من قبل وبقوة هائلة مما جعل سقف منزلهم ينهار فوق رؤسوهم ،، المرأة الضريرة لم ترى النور ولم يكن الوقت بين سطوع النور وصوت الأنفجار بما يكفى حتى تستفسر من المرأة الأخرى عما يجرى حيث شعرت وكأن الأرض بدأت الأنشقاق وتخيلت أنه سيبتلعها او شىء من ذاك القبيل ،، وبدأت الصراخى بصورة هستيرية ،، هنا أختلط صراخها مع صراخ المرأة الأخرى والأطفال ،، وأنحشروا جميعهم تحت سرير واحد وهم بتلك الحالة ،، الطفل ذات العملية لم يأبه كثيراَ بآلام العملية الجراحية فإن همه الآن أن ينحشر مع والدته وعمته وأخوانه تحت ذات السرير وهو ينزف دماَ حتى يحمى نفسه قبل أن يحمى مكان الجرح ،، وهم هنالك أصبح يترامى فى آزانهم صراخ الجيران وتأكدوا بأن شيئا جللاَ يحدث الآن وأن القيامة قد قامت وأصبحوا يكبرون ويلقون الشهادتين بصوت عال ما بين الصرخة والأخرى . فطنت العائلة الكريمة التى تجاورهم من جهة الشمال بأن جيرانهم هؤلاء يخلو من الرجال فهبّ رجل المنزل لتفقد حال المرأتين والأطفال وبدأ فى خبط باب منزلهم بصورة متكررة ،، وكلما فعل ذلك كان الصراخ يشتد من تحت السرير ليقينهم بأن الآتى هذا ربما يكون ذات نوايا شريرة أو هكذا خيل لهم ،، وعندما عجز الرجل من الخبيط نط من السور ودلف داخل منزلهم وأصبح يقول لهم : يا جماعة أنا فلان جاركم أنا فلان جاركم أنا فلان جاركم يمكن زى 20 مرة حتى تيقنوا تماماَ بأن هذا فعلا صوت جارهم المعروف عندها فقط خرجوا من تحت ذاك السرير ليمطروا جارهم بمليون سؤال فى وقت واحد ،، ماذا يحدث ماذا الذى يجرى ما هذا ولماذا الكلاكلة و و و و و و و و و و و و ،، المهم طمأنهم الرجل وأخذهم لمنزله ومن هنالك خرج جميعهم إلى الشارع بدون ثوب يغطى أجسادهم أو نعال يقى أرجلهم ،، فوجدوا أن القوم جميعهم يهرعون إلى أين ؟؟ لا يعلمون ولكنهم هرعوا مثلهم وهم يحلمون الأطفال ويأخذون الضريرة من يديها ،، وصلوا أين وصلوا أين ،، أووووووه وصلوا حد المستشفى التركى ،، ووجدوا نصف الكلاكلة هنالك أيضاَ ،، فجلسوا هنالك مع الجالسين وهم لا يعلمون أى شىء ،، وكان بعض الصراخ مازال منطلقا من هنا وهنالك ،، الأطفال أفترشوا الأرض وراحوا فى نوم عميق أما الآخرين جميعم رجالهم ونسائهم فلم يغمض لهم جفن حتى مطلع الفجر ،، وحينه فقط رجعوا إلى بيوتهم ليبدأوا عملية النظافة والترميم ومن ثم الخلود للنوم بعد ذلك . فيا سعادة المشير عمر البشير ،، بصفتك المسؤول عن الرعية فى السودان سواء أن أتيت على ظهر دبابة أو أتيت بفضل صناديق الإنتخابات لتكون راعيا لأهل السودان ،، فإننى وبصفتى عم الأمرأتين وجد الأطفال المذكورين أطالبك بتعويضهم أدبيا وماديا لما جرى لهم ،، وأطالبك بصيانة منزلهم كما كان قبل الأنفجار وأطالبك بالتحرى عن الحالة النفسية لهؤلاء الأطفال ومن ثم علاجهم أن أقتضى الأمر .