اتهم قيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بزعامة رئيس البلاد عمر البشير الحزب المنشق عنه وغريمه حالياً “المؤتمر الشعبي" بزعامة السياسي الإسلامي المخضرم حسن الترابي، بالضلوع المباشر في ضرب مصنع اليرموك للأسلحة جنوبالخرطوم. ونقلت صحيفة (آخر لحظة) السودانية القريبة من المصادر الحكومية وقادة حزب البشير، إلى قيادي في الحزب امتنع عن كشف هويته قوله إن “الكيد السياسي دفع بحزب المؤتمر الشعبي إلى اختلاق الأكاذيب ونشرها في الصحيفة التي كانت تصدر معبرة عن الحزب باسم (رأي الشعب)- قبل إيقافها- وذلك عندما نشرت في عددها رقم (1483) بتاريخ الخامس عشر من مايو عام 2010م خبراً كاذباً حمل عنواناً جاء فيه (الحرس الثوري يبني مصنعاً للأسلحة الإيرانية في السودان). وجاء في الخبر المشار إليه أن قوات القدس- الحرس الثوري الإيراني- أقامت مصنع جياد للصناعات العسكرية تنفيذاً للملحق غير المعلن من الاتفاقية الدفاعية التي وقعها وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار، خلال زيارته للخرطوم في مارس من العام 2008م والتي وصف خلالها السودان بأنه (حجر الزاوية في الإستراتيجية الإيرانية بالقارة الأفريقية)". وقال الكادر القيادي بحزب البشير للصحيفة إن “التصريحات الإسرائيلية أكدت استناد إسرائيل إلى ما نشرته صحيفة (رأي الشعبي) في ذلك الوقت، حيث إن القيادات العسكرية والأمنية في دولة العدو الإسرائيلي أكدت أنها أخذت تخطط لهذا العمل منذ عامين". وكانت صحيفة (رأي الشعب) قد نشرت في عددها بتاريخ 2010/5/15 العدد 1483 تقريراً مطولاً في صفحتها الأولى بعنوان (الحرس الثوري يبني مصنعاً للأسلحة الإيرانية في السودان)، أشارت فيه إلى قيام قوات القدس- الحرس الثوري الإيراني- في السودان بإنشاء مصنع جياد للصناعات العسكرية. وأوردت الصحيفة نقلاً عن ما قالت إنه «موقع القناة من طهران» إن “إنشاء المصنع جاء تنفيذاً لملحق سري من اتفاقية الدفاع التي وقعها وزير دفاع إيران مصطفى محمد نجار عندما زار الخرطوم في مارس 2008 ووصف السودان بأنه حجر الزاوية في الإستراتيجية الإيرانية بالقارة الأفريقية". وقالت صحيفة (رأي الشعب) حينها “إن فرق عمل إيرانية متخصصة من الحرس الثوري أجرت مسحاً لعدد من المواقع المقترحة واستقر الرأي على إقامة المصنع ضمن حدود ولاية الخرطوم، كما تم تشكيل فريق عمل مشترك ضم من الجانب السوداني خبراء ومهندسين بوزارات الدفاع والاستثمار والصناعة والشؤون الهندسية وعناصر من المخابرات السودانية، ومن الجانب الإيراني عناصر من وحدة الهندسة التكنلوجية بالحرس الثوري، والتزم الجانب الإيراني بدفع مستحقات الفريق السوداني من رواتب ومصاريف أخرى". ويمضي تقرير (رأي الشعب) والذي بسببه تم إيقافها عن الصدور ليقول : “إن إيران هدفت من إقامة المصنع في السودان لوجود رؤية استباقية للعقوبات الدولية التي تراها قيادة طهران قادمة، كما أنها سعت لتأمين حلفائها واستمرار مدهم بأسلحة نوعية مصنعة بخبرة إيرانية في السودان، لتكون تحت أسرة الحرس الثوري ساعة ما يحتاج لها أو أراد إمداد حلفائه في منطقة البحر الأحمر كالحوثيين والصوماليين وغيرهم، إضافة إلى دعم حركة حماس بقطاع غزة بالأسلحة والصواريخ". وأشار التقرير الذي عد مسيئاً في ذلك بتجاوزه للخطوط الحمراء، إلى أن هدف إيران من إقامة المصنع هو محاولاتها تجنب نقل الأسلحة عن طريق الموانئ الإيرانية بعد انكشاف حمولة الطائرة الأوكرانية في تايلاند والتي كانت تحمل 35 طناً من الأسلحة والصواريخ الكورية الشمالية المصنعة لحماس الاتحاد الخبر الذى ورد فى صحيفة رأى الشعب الحرس الثوري يبني مصنعاً ل ( الأسلحة) الإيرانية في السودان أقامت قوات القدس - الحرس الثوري الإيراني فى السودان (مصنع جياد) للصناعات العسكرية، وجاء إنشاء المصنع تنفيذًا للملحق غير المعلن، من الاتفاقية الدفاعية التى وقعها وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار، أثناء زيارته للخرطوم بمارس (آذار) ،2008 والتى وصف خلالها السودان (حجر الزاوية فى الاستراتيجية الإيرانية بالقارة الإفريقية). وفى أعقاب هذا الاتفاق وصلت إلى السودان فرق عمل متخصصة من قوات القدس - الحرس الثوري لإجراء مسح تفصيلى لعدد من المواقع المقترحة لاختيار أرض ملائمة للمشروع استقر الرأى ، فى آخر المطاف، على إقامة المصنع ضمن حدود ولاية الخرطوم . وكان الطرفان، السوداني والإيراني ، قد شكلا فريق عمل مشتركًا ضم من الجانب السوداني، خبراء ومهندسين بوزارة الصناعة والاستثمار، وزارة الدفاع، وزارة الشؤون الهندسية وعناصر من المخابرات السودانية ومن الجانب الإيراني عناصر من وحدة الهندسة التكنولوجية بالحرس الثوري الإيراني، يشرفون إشرافًا كاملاً على المشروع. ومن بنود الاتفاق التزام الجانب الإيراني دفع كامل مستحقات الفريق السودانى من رواتب ومصاريف أخرى . هدف إيران الأساسي من وراء إقامة مصنع (جياد) فى السودان هو الرؤية الاستباقية الإيرانية للعقوبات الدولية، التى تراها قيادة طهران ، لائحة لا محال فى الأفق وبهذا تكون إيران قد أمنت لحلفائها استمرار إمدادهم بأسلحة نوعية مصنعة بخبرة إيرانية خارج إيران، والمهم أن هذه الأسلحة لا تحمل علامات إنتاج إيرانية ومن السهل تخزينها، كأسلحة احتياطية، فى مستودعات إيرانية فى السودان تكون تحت إمرة الحرس الثوري ساعة ما أحتاج لها أو أراد إمداد حلفائه فى منطقة البحر الأحمر كالحوثيين والصوماليين وغيرهم بها ناهيك عن الاستمرار بدعم حركة حماس بقطاع غزة بالأسلحة والصواريخ فى كل الأوقات وأحلك الظروف . الهدف الإيراني الثاني ، من وراء إقامة مصنع (جياد) هو محاولات طهران تجنب، قدر الإمكان، نقل أسلحة ومعدات عسكرية عن طريق المرافئ والموانئ الإيرانية إلى حلفائها توفيرًا للتكاليف وتفاديًا لاحتمال كشف مسارات التهريب البحرية التى تنقل الأسلحة الإيرانية، ومن ثم توفير الأدلة المادية للغرب ضد النظام الإيراني خصوصًا بعد انكشاف أمر حمولة الطائرة الأوكرانية فى تايلاند، نهاية العام الماضى، والتى كان على متنها 35 طنًا من الأسلحة والصواريخ الكورية الشمالية الصنع لحساب (حماس) بتمويل وبإشراف مباشر من قبل الحرس الثورى وبهذا يكون مشروع مصنع (جياد) الممول إيرانيًا قد اكتسب مغزى آخر فى محاولات طهران الحثيثة لتضليل الغرب . يذكر أن الدكتور غازى صلاح الدين، المستشار السابق للرئيس السوداني قد أشار فى تعليقه، بسبتمبر (أيلول) ،2009 على التقارير التى تطرقت لوجود مصانع عسكرية إيرانية على أرض السودان بقوله: (ما العيب فى أن تكون لدينا مصانع سلاح إيرانية فى السودان؟) ونفى الدكتور صلاح الدين، فى التصريح نفسه، تقديم السودان أى دعم عسكري لحركة حماس على الرغم من اعترافه ضمنًا بأن هناك سلاحًا (مهربًا) يصل إلى حماس من السودان . ويقوم (مصنع جياد) للصناعات العسكرية، ومنذ عامين، بمد حماس - قطاع غزة بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وبإشراف مباشر من قبل مهندسي الوحدة التكنولوجية لقوات القدس - بالحرس الثورى والذيت اختيروا من بين طواقم لها باع وخبرة طويلة فى مجال الإنتاج والتطوير بمعامل الحرس الثوري فى إيران ويشرف محمد على جعفرى، قائد الحرس الثورى، شخصيًا على سير أمور هذا المصنع، الذى تعتبره إيران مشروعًا استراتيجيًا . من ناحيتها تحاول السلطات السودانية، وعلى أعلى المستويات الأمنية، التكتم على وجود ضباط من الحرس الثوري فى السودان، عامة وبمصنع جياد خاصة، حيث تتحفظ على تحركاتهم ولا تسمح لهم بمغادرة محيط المصنع، إلا فى أيام الجمع والعطل الرسمية، حيث يسمح لهم بالتجول داخل الخرطوم بتغطية تجارية خصوصًا وأن أغلبية الطاقم الإيراني يتقن اللغة العربية .