بدءاً التحية للشعب السودانى الصامد والصابر على الظلم والبطش والقمع والتهميش إلى حين إشعار آخر.. والتحية للثوار والمقاتلين فى كافة الجبهات القتالية فى جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور.. التحية للقُرَّاء الكرام بعد طول إنقطاع لأسباب متعلقة بمتطلبات الثورة والكفاح, فقد كُنا حيث يصعب التواصل.. أتينا مجدداً والساحة تضج بالعديد من الأحداث ولا ندرى من أين نبدأ, فقد كنا نتابع ما يدور فى هذه البلاد المكلومة, بدءاً بقصف مصنع اليرموك بالصواريخ الإسرائيلية.. مروراً ببحث المؤتمر الوطنى عن بديل للبشير الذى أُصيب بسرطان الحنجرة.. ثم تخريج الجيش الشعبى لتحرير السودان للواء جديد يسمى ب(لواء تغيير النظام) وإحكام قبضته على مدينة كادقلى والدلنج ومدن أخرى فى المنطقة الشرقية لجبال النوبة حيث أصبحت جميع هذه المدن تحت مرمى نيران مدافع الجبهة الثورية (الجيش الشعبى لتحرير السودان) مباشرة وأصبحت الأجهزة الأمنية للمؤتمر الوطنى تمنع البصات السفرية من نقل المواطنين خارج الولاية التى يسيطر عليها الجيش الشعبى بغرض إستخدامهم كدروع بشرية, ونحن نجدد دعوة الناطق الرسمى بإسم الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان للمواطنين بمغادرة مدن الولاية بأسرع ما يمكن, وبأى طريقة ممكنة لأن (من يرى ليس كمن يسمع),.. بالإضافة إلى تلك الأحداث محاولة المؤتمر الوطنى ربط تدفق نفط الجنوب بالملف الأمنى وتسليم قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان فى الشمال وهى بمثابة أحلام (زلوط), وهو أمر لا يستحق التعليق عليه. نأتى إلى موضوعنا الرئيسى وهو عنوان هذا المقال, إذ طالع الجميع فى صبيحة الخميس 22 نوفمبر نبأ فبركة المؤتمر الوطنى وأجهزته الأمنية بإفشال إنقلاب (محاولة تخريبية) قام به بعض قادة الجيش والأجهزة الأمنية وجميعهم محسوبين على الحركة الإسلامية, منهم مدير الأمن والمخابرات السابق/ صلاح قوش, بالإضافة إلى اللواء/ كمال عبد المعروف الذى قاد معارك هجليج مع دولة جنوب السودان, كما ورد فى الأنباء إختفاء مدير الأمن الحالى الفريق أول / محمد عطا, وهذه الفبركة لا تفوت على فطنة المواطن السودانى البسيط, فهى فى حقيقة الأمر محاولة من عمر البشير وأعوانه للتخلص من معارضيهم الرئيسيين والذين يرفضون السياسات التى أدت إلى تفتيت الوطن وضياعه بتفجير الحروبات فى معظم أجزائه, وتعكس هذه المحاولة حالة الإنقسام الحاد الذى يعيشه النظام وتعدد أجنحته وتياراته, كما تعكس المحاولة المستوى الخطير الذى إنعطف إليه الصراع داخل الحزب والدولة, وفى نهاية الأمر.. هذه المحاولة هى عبارة عن إنقلاب للبشير على نظامه .. وسنرى فى مقتبل الأيام ما ستؤول إليه الأوضاع ..