الاعلامية المتميزة و الصحفية النابهة و كاتبة العمود الصحفي بالصحف الاجتماعية السودانية ساندرا حسن طه من أبرز الأقلام النسائية في الجيل الحالي و من الكاتبات السودانيات الائي يحاولن جاهدات البحث عن مؤطئ قدم لهن في ساحة و فضاء العمل الإعلامي . تكتب عمودها بمهنية و حرفية و رشاقة منقطعة النظير ، و بتدبرٍ جمالي نادر و انتقاء للحرف الجميل في كل الحالات ، تمتهن الكتابة من أجل الكتابة و تثير قضاياها الاجتماعية في زاويتها اليومية بكل ثقة و جمال و طموح منحتنا الفرصة لمحاورتها فكانت هذه الإفادات . حوار : محمد الخير حامد في البداية من هي ساندرا و لماذا هي كاتبة ؟ ساندرا حسن طه – مسقط الرأس المملكة العربية السعودية ... منذ طفولتي وانا مولعة بجمال اللغة العربية وبساطتها وروعة تعابيرها .. ودائماً ما كنت متفوقة فيها، حتى تعلمت القراءة قبل أن انضم لصفوف الدراسة , وحبي للغة خلق صلة وثيقة بيني و بين الكتب، فظللت أهوى التجول بين بساتين الشعر و واحات الأدب ،حتى بدأت في كتابة قصائد و خواطر ومقالات، و منذ ذلك الحين وأنا أعرف نفسي ككاتبة ولم أضطر للتفكير في اختيار التخصص الجامعي فقد كتبت رغبة واحدة وتم قبولي في كلية الإعلام جامعة الخرطوم ، والتي اضطررت لتركها فيما بعد والاتجاه لدراسة علوم الحاسوب. : : متى كتبت ساندرا أول عمود أو مقال صحفي ؟ و كيف استقبلت الصحيفة في ذلك اليوم ؟ عمودي الأول كان من وحي القلب .. وهكذا كان اسمه، بالنسبة لي هو ابن قلبي البكر الذي جاء بلا سابق إنذار وحين حصلت على عدد من صحيفة فنون فوجئت بوجود صورتي ومقالي بالداخل، و قد كانت من اللحظات الجميلة في حياتي ، وقد كان العمود بالنسبة لي مساحة حرة لممارسة شغف الكتابة عبر مجموعة من الخواطر والنثر الأدبي الجميل. ما سبب ولوجك إلى عالم الصحافة ؟ رغبتي التي تكاد أن تكون مستحيلة في تغيير العالم .. فأنا مؤمنة بأن (كلمة) من الممكن أن تضيء عقل .. وتغير حياة إنسان إلى الأفضل. هل تهوى ، تعشق ساندرا مهنة الصحافة ؟ قلمي هو مستحيلي الممكن .. هو صديقي الحميم و الوحيد .. هو عالمي .. هو صك عتقي من سجون الخوف و مفتاح قيود معصمي .. هو طائرتي التي تسافر بي في المطارات الخرافية، و ميقات مواعيدي مع الفرح و الهذيان الجميل, قلمي هو سرمدية أن أكون .. هو سفير أحلامي و بوحي و صوتي.. هو توقيعي و بصمتي .. قلمي هو أنا .. لذا .. مهنة الكتابة اختارتني ولم اخترها. لماذا اختارت ساندرا الكتابة في الصحف الاجتماعية ؟ بمعنى آخر هل تكره السياسة أم لا تجيد الكتابة في غير الملفات و الصحف الاجتماعية و الفنية ؟ تجذبني كثيراً الدراسات البشرية كعلم النفس و الإجتماع و الفن والأدب، أما عن الكتابة السياسية فبالنسبة لي فهي تفتقر كثيراً للفعالية والتأثير لعدم مشاركة الإنسان البسيط في صناعة القرار السياسي، كما أن السياسة كما قال تشرشل لعبة قذرة أفضل البقاء بعيداً عنها في عالمي الجميل انت تمثلين المرأة بشكل أو بأخر عندما تكتبين ، ألا تخشى ساندرا من نظرة أدم و انتقاداته ؟ آدم قد يكون في بعض الأحيان .. كائن قوي .. جميل .. ومؤثر يمثل للمرأة الأمان و الإحتواء والحب, ولكن في أحيان أخرى هو ابن ذلك المجتمع الذكوري الذي يعلي الرجل فوق أكتاف النساء و يضطهد الأنوثة و يصادر حقوقها ويحجم إبداعاتها وفي هذه الحالة رأيه لا يهمني. هناك اتهام ضدك ، كتاباتك أقرب إلى الذاتية منها إلى العام .. ما قولك ؟ الأعمدة الصحفية بصورة عامة تعبر عن وجهات نظر أصحابها، و أنا عندما أكتب أكون صادقة للحدود القصوى، و مع ذلك أنأى بنفسي عن سرد تجاربي الشخصية والتأثر بها، وأحرص على الإلتزام بالموضوعية والحياد. مثلك الأعلى ، أو قدوتك في مجال الكتابة ، الصحافة ، الإعلام ؟ كل من صاروا أعلاماً على مر التاريخ كانت لهم بصمة مميزة و نكهة مختلفة لأنهم ببساطة لم يقعوا في فخ التأثر بالآخرين، أنا أيضاً لي أسلوبي الخاص وأحب على الورق أن أكون ساندرا بلا مساحيق أو رتوش .. ولكني أحترم الإعلامية أوبرا وينفري. لمن تقرأ ساندرا .. ؟ أقرأ كل كتاب يقع في يدي، من الكتب العربية والإنجليزية. آخر كتاب قرأته ؟ قضايا المرأة للأمام الغزالي طموحك لمستقبل الكتابة ؟ طموحي بلا حدود .. فكلما تحقق حلم ولد آخر، في الوقت الحالي أفكر في تجربة كتابة السيناريو ، و أطمح لأن أكون رئيسة تحرير مجلة نسائية أغير عن طريقها مفاهيم المجتمع من المرأة الوجه إلى المرأة العقل. متى يمكن أن نقرأ مؤلف يحوي مقالاتك أو كتاباتك ؟ أتمنى أن يكون في وقت قريب. رسالة للشباب ... للصحفيات القادمات ..؟ انظري دائماً للمهنة على أنها رسالة سامية للتنوير والدفاع عن قضايا الحق و ليست وسيلة للشهرة, أحبي نفسك ومارسي حقك ومثلي بنات هذا الجيل بصورة ترتقي بوعي المجتمع تجاه المرأة و قضاياها. كلمة أخيرة .. برغم كل شيء .. سأحبك دائماً يا وطن المشاهير