حذرت طهران أمس من أيّ هجوم عسكري على محطتها النووية الأولى في بوشهر يفترض أن يبدأ مدّها بالوقود الروسي اعتباراً من السبت المقبل. وأعلن رئيس دائرة العمليات في القيادة العامة للقوات المسلحة الايرانية العميد علي شادماني أن قواته سوف تقوم بإغلاق مضيق هرمز في حال قيام الولاياتالمتحدة بأي هجوم على بلاده. شادماني قال في تصريح صحافي ان القوات الايرانية في الوقت الحاضر في اعلى مستويات الجاهزية. وأضاف "لدينا ثلاث خطط لمواجهة أي هجوم محتمل على إيران، أولاها السيطرة التامة على مضيق هرمز بحيث نمنع الحركة فيه بشكل تام"، موضحاً أن "أعداء إيران سوف يركعون عند أول خطوة يقومون بها" لضرب البلاد. وقال شادماني شارحاً الخطوة التالية للجيش الايراني الذي يراقب من كثب كل القواعد العسكرية الأميركية في العراق وأفغانستان"، إن القوات الإيرانية "ستشل الحركة في تلك القواعد العسكرية تماماً وتمنعها من القيام بأيّ حركة". وأما الخطوة الثالثة فقال رئيس دائرة العمليات في القيادة العامة للقوات المسلحة الايرانية، إن بلاده "قادرة، وتعرف الولاياتالمتحدة وإسرائيل ذلك"، على "تخريب السلام في إسرائيل التي تعتبرها الولاياتالمتحدة حديقتها الخلفية". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست قال رداً على سؤال في لقاء مع صحافيين أمس، عن احتمال هجوم اسرائيلي ضد منشآت بلاده النووية، إن "أي اعتداء على البلد سيواجه رداً جدياً". وذكر بأنه "حسب القوانين الدولية لا يمكن مهاجمة المنشآت التي تحوي وقوداً نووياً بسبب عواقب انسانية"، إلا أنه رأى ان "وقوع عمل خطير كهذا غير مرجح"، معتبراً التهديدات الاسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية "متكررة وفاقدة لمعناها". كما أعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان "هجوماً على مركز نووي إيراني سيكون جريمة دولية لأن نتائجه لن تطال الدول المستهدفة فقط بل سيكون لها بعد عالمي". وأضاف أن "بوشهر كانت حتى الآن منشأة بسيطة، لكن عندما يتم ادخال الوقود إليها ستصبح محطة نووية وسندخل في مرحلة جديدة". وأمس صرح وزير الدفاع الايراني الجنرال أحمد وحيدي ان ايران ستقدم الاسبوع المقبل اسلحة جديدة بينها على وجه الخصوص صواريخ وطائرة طويلة المدى من دون طيار. وقال وحيدي "سنعرض اول طائرة من دون طيار ايرانية طويلة المدى تسمى "كرار" وسنختبر صاروخنا الجديد "قيام" وكذلك الجيل الثالث من صاروخنا الجديد "فتح 110"". ولم يذكر أي تفاصيل بشأن الطائرة من دون طيار والصاروخ. وقالت وكالة الانباء "فارس" ان "قيام" هو صاروخ ارض - ارض مثل "فتح 110" الذي تصل النماذج الحالية منه الى مئتي كيلومتر. وقال وحيدي ان انتاج الزوارق السريعة "سراج" و"ذو الفقار" المزودة قاذفات صواريخ ستدشن خلال "اسبوع الحكومة" المخصص تقليدياً كل سنة في نهاية آب (اغسطس) لعرض المنجزات الاقتصادية والعلمية والعسكرية الاخيرة. وأكد الوزير الايراني ان هذه الاسلحة الجديدة "تدل على ان العقوبات (الدولية ضد ايران) لا تأثير لها على الشعب الايراني ولا على قدرات الجمهورية الإيرانية، لكنها سمحت لنا بمزيد من التجربة وبتعزيز اكتفائنا الذاتي". وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان طائرة مقاتلة ايرانية من طراز "اف 4" تحطمت امس من دون سقوط ضحايا قرب ميناء بوشهر (جنوب) على بعد اربعين كيلومترا من محطة بوشهر النووية. ووقع الحادث قرب منطقة صناعية على بعد أربعة كيلومترات من المدينة كما اعلن غلام رضا كشتكار مسؤول خلية الازمة في بوشهر لوكالة "مهر"، موضحاً ان الطيارين تمكنا من القفز من الطائرة. وأفاد موقع التلفزيون الايراني بالانكليزية "برس تي في" ان حادث التحطم وقع قرب جزيرة شيف شمال بوشهر على بعد اربعين كيلومترا من المحطة النووية التي تقع جنوبالمدينة. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية عن مسؤول محلي أن الحادث نجم عن "مشكلة تقنية" وأن سقوط الطائرة في منطقة صحراوية لم يسبب خسائر بشرية او مادية. وما زال الجيش الايراني يملك طائرات مقاتلة اميركية من طراز "اف 4" تم شراؤها قبل ثورة العام 1979. وفي سياق مقارب، اعتبر سفير الولاياتالمتحدة السابق في الاممالمتحدة جون بولتون أن أمام إسرائيل "أياماً" لتوجيه ضربة عسكرية للمحطة النووية، وإلا يكون فات أوان ضرب هذا المفاعل دون التسبب في تلوث إشعاعي، مرجحاً ألا تبادر اسرائيل او الولاياتالمتحدة الى مهاجمة المفاعل النووي الايراني الجديد. وقال بولتون للإذاعة العامة الإسرائيلية أمس، ان مهاجمة المفاعل الإيراني في بوشهر بعد امداده بقضبان الوقود النووي ستؤدي الى تسرب مواد مشعة من شأنها ان تضر بالمدنيين وبمياه الخليج. وحذر من ان اقدام ايران على تطوير قنبلة نووية سيؤدي الى انطلاق سباق تسلح نووي في دول اخرى ايضا بينها السعودية ومصر وتركيا وغيرها. وألمح بولتون الى ان البرنامج النووي الايراني لا يقتصر على مفاعل بوشهر فقط، وأن طهران تقوم ايضاً بتخصيب اليورانيوم. وكان بولتون قال ان امام اسرائيل "ثمانية ايام" لتوجيه ضربة عسكرية لمحطة بوشهر النووية وإلا يكون فات الاوان لضرب هذا المفاعل من دون التسبب في تلوث اشعاعي. ويتوقع تدشين محطة بوشهر (جنوبايران) التي بنيت بمساعدة روسيا منذ نحو 15 سنة، السبت المقبل. وأعلنت روسيا انه سيبدأ حينها العمل التقني لأول محطة نووية ايرانية مع شحن المفاعل بالوقود النووي. وصرح بولتون لقناة "فوكس بزنس نتوورك" انه "عندما يكون اليورانيوم والوقود قريباً جداً من المفاعل ومن دون شك عندما يكون في المفاعل، ستتسب الغارة في نشر الاشعاعات" النووية. وأضاف "وإذا ارادت اسرائيل المبادرة بأي خطوة ضد بوشهر فعليها القيام بها خلال الثمانية ايام المقبلة"، لكنه شكك في الوقت نفسه في هذا الاحتمال. ورداً على سؤال حول احتمال حصول هجوم اسرائيلي قال بولتون "لا اظن..، اعتقد انهم فوتوا الفرصة". ومع عدم توجيه ضربة اسرائيلية "ستملك ايران شيئا لا يملكه أي اعداء آخرين لاسرائيل والولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط، ستملك مفاعلاً نووياً جاهزا للعمل". وانتقد السفير السابق الذي يعتبر شخصية مثيرة للجدل، دور روسيا في بناء هذه المحطة وقال ان "موسكو كانت تريد دائما القدرة على وضع اصبع في عين الولاياتالمتحدة".