يدخل حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي في مواجهة معلنة مع الحكومة وأعلن الحزب رسمياً عن تنظيمه لندوة وإعتصام يوم غد السبت يعد الأكبر من نوعه منذ إستيلاء الرئيس عمر البشير على السلطة في ال30 من يونيو العام 1989 م وبحسب ناشطين ان المهدي سيعود الجمعة من القاهرة لمخاطبة أنصاره الذين حشدوا ما لابقل عن 2 الف منتسب للحزب بينما يغتزم الشباب تنظيم إحتجاجات اليوم الجمعة بمسجد الهجرة بود نوباوي . و طرح المهدي مطلع يونيو الجاري ميثاقا للتغيير وقال ان المبادرة تنوي قيادة حركة اعتصامات وتوقيعات شعبية لاجبار النظام الحاكم على الرحيل، واعلن المهدي انه لاعلاقة لحزبه بمشروع 100 يوم الذى طرحته احزاب تحالف المعارضة لاسقاط النظام. ودرج شباب حزب الامة على التظاهر في مسجد الهجرة عقب صلاة الجمعة لاكثر من اربعة اسابيع على التوالي وهي احتجاجات تدعو الى اسقاط النظام ، ونشر الشباب الامة الخميس على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) رسائل تبين كيفية التجمع اليوم الجمعة بمسجد الهجرة لمواصلة حركة الاحتجاجات ، وقال عضو في لجنة شباب حزب الامة محمد حسن المهدي " ينبغي عليكم الخروج في جمعة الكرامة اليوم ". وطالب احد الشباب المحتجين بارتداء ال(كدمول) وهو عمامة تغطي الوجه بأكمله لاخفاء شخصية المحتجين تجنبا للهروات والغاز المسيل الدموع الى جانب عملية الاعتقالات وتتزامن الاحتجاجات مع ارهاصات تتحدث عن اتجاه الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات. وقال نائب برلماني ينتمي الى حزب المؤتمر الوطني الذي يتمتع باغالبية ساحقة في البرلمان انه لايستبعد رفع الدعم عن الوقود لان الاوضاع الاقتصادية تتطلب اتخاذ تدابير عاجلة. وكان الرئيس عمر البشير ابلغ اعضاء حزبه في فاتحة اعمال مؤتمر الشورى الاسبوع الماضي بان الحكومة تعتزم الغاء الدعم عن المحروقات لتحويل الدعم الى الفقراء قائلا ان الدولة تنفق 14مليار جنيه على الدعم ويشمل غير المستحقين له. وقلل مسؤول بحزب المؤتمر الوطني من تأثير المعارضة وعملية الاحتجاجات وقال ان السودانيين يتفهمون الظروف الحالية ، وقال مدير المنظمات بحزب المؤتمر الوطني الحاكم عادل سليمان بحسب حوار نشرته صحيفة (الصحافة) الخميس ان تأثير المعارضة ضعيف ولاوجود لها في الشارع ولن تحدث احتجاجات مماثلة لثورات الربيع العربي. لكن المهدي يعتزم مخاطبة انصاره في ليلة السبت لحضهم على المضي في التغيير ويتزامن هذا اليوم مع الذكرى 24 لليلة الانقلاب الذى اطاحه عن الحكم بقيادة الرئيس عمر البشير. وكان عضو بارز في المكتب السياسي لحزب الامة القومي اشار الى ان عملية الاعتصامات ستستغرق حوالي 3اسابيع وصولا الى مرحلة (الفوران) الشعبي للضغط على النظام الحاكم للتنحي. من جهته رحب تحالف المعارضة بخطاب المهدي ، واعرب عن امله في انهاء نظام المؤتمر الوطني الحاكم وقال المتحدث الاعلامي باسم التحالف ان المعارض كمال عمر ستتابع العملية باهتمام كبير املا في انضمام حزب المهدي الى خطة المعارضة التي تدعو الى اسقاط النظام خلال 100 يوم. لكن مسؤول رفيع بالمعارضة قلل من العملية واتهم المهدي بمحاولة البحث عن انفراج سياسي للحزب الحاكم وقال " لانثق في هذا الرجل انه يسرق خططنا لافشالها واهداء عمر جديد للنظام الحاكم كما انه ليس على وفاق مع الجبهة الثورية لانه وجه اليها انتقادات لاذعة في احداث ابوكرشولا ". وتحدثت تقارير صحافية في الخرطوم عن الندوة التي يعتزم المهدي مخاطبتها بعد ان حشد منسوبو حزبه اكثر من الفي عضو في ساحة قريبة من دار حزبه بمدينة امدرمان, وقال حسن اسماعيل الكاتب بصحيفة الخرطوم " لنرى ماذا ينوي المهدي في اليوم الاخير من هذا الشهر لكن ماصنعه هذا الرجل في كثير من المبادرات السابقة لايجلعنا نتفاءل اطلاقا انه شخص غير موثوق فيه وفي الانتخابات الاخيرة حصل ملايين الجنيهات من الحزب الحاكم ". غير أن مسؤول لجنة الاتصال بحزب الامة القومي عبد الجليل الباشا قال انه بات واثقا اكثر من اي وقت مضى ان حركة التغيير ستنطلق من نهاية الشهر الجاري وسط قواعد حزب الامة وقال " لدينا آلاف الاعضاء من قواعد الحزب الذين يتطلعون الى حركة التغيير لقد سئموا من الحرب والاوضاع الاقتصادية ولن يجدي نفعا الانتظار طويلا لان الوضع اصبح حرجا للغاية ".