عقب قرارات الجيش المصري بعزل الرئيس محمد مرسي واعتصام مؤيديه بميدان رابعة العدوية، صعد أحد القيادات الإخوانية ليبشر المعتصمين إن النصر قريب لا محالة،القيادي الإخواني روى أنه وصلتهم رسائل من المدينةالمنورة، مدينة الرسول "ص" مفادها أن الصالحين رأوا الوحي، حيث أن الملائكة تصلي مع المعتصمين في رابعة العدوية وتؤيدهم وترفض قرار عزل مرسي.. الملائكة ترفض قرار الجيش المصري، ولم تكن هي السقطة الأولى في عام الإخوان في مصر وقبلها وإبان بداية عهد مرسي، قال أحد قيادات الإخوان أن شخص روى له أنه رأى في المنام أن الرسول "ص" كان في مجلس يجمعه والرئيس المعزول محمد مرسي،فرفع النداء لصلاة العصر،قام النبي "ص" ليقدم الرئيس مرسي ليؤم الناس في صلاة العصر، الرسول خلف مرسي..أكثر ما عجّل بالإخوان في مصر أنهم بدأوا من حيث انتهى إخوانهم في السودان. "الإخوان" في السودان معلوم أنهم منذ مجيئهم للسلطة نصبّوا أنفسهم قيّمين على الناس، بل أنهم في حالة إقناع مستمر أنهم أُنزلوا ليخرجوا الناس من ظلماتهم إلى نورهم،هم صدقوا ذلك ويصرون على تصديقهم..إذن حديث رئيس المخابرت السابق المتهم في محاولة انقلابية صلاح قوش،حينما يشبه نفسه بسيدنا يوسف عندما رماه إخوته في البئر،لم يكن ليشذ عن القاعدة،اللهم إلا تشبيه نفسه بسيدنا يوسف دون كل الأنبياء صلوات الله عليهم.. السيد رئيس المخابرات السابق شهد عهده ما لا يحتاج إلى إثبات أو سرد مطول،مايعني أن ذنوب الكثيرين من السودانيين مُعلق في رقبته،وهو يدرك ذلك جيداً حيث أنه يطلب السماح في حالة إقرار نادرة،إلا أن تشبيهه بسيدنا يوسف ربما لا يجعله محتاج إلى أن يسامحه من عنده حق في رقبته..التشبه بالأنبياء ليس حديث عهد عند الإسلاميين في السودان،فعقب الانفصال مع بداية الأزمة الاقتصادية،كان مساعد الرئيس نافع يتحدث لجموع من الناس،حيث رأى أن السودان لا يمر بمنعرج خطير إنما هو رحلة معراج "تصحيح مفاهيم" المساعد يرى أن السودان بعد الانفصال في رحلة معراج طويلة،قطعاً ستنتهي بنا إلى سدرة المنتهى برفقة الوحي المؤتمر الوطني، رحلة المعراج هذه تحدث والوطن يتلظى من جميع أطرافه. ما يبدر من القيادات الإسلامية إنما هو ترجمة أكثر من طبيعية لما تحمله ذهنية الإسلاميين وليس هو فقط محاولة تجميل صورة فحسب،الكارثة أنهم بالفعل يرون في أنفسهم فعلاً أنبياء، وأن شعوبهم تحتاج أن تُخرج من الظلمات إلى النور، وعلى يدهم ذلك،المشكلة تتجاوز تجميل صورة ساءت أمامنا كثيراً لتصل مرحلة خطرة تهدد العقيدة ذاتها التي هم حُراسها.. هي ليست أزمة فكر حقيقية فحسب،هي خلل نفسي كبير وانهزام أكبر أمام الواقع،وتكشف مثل هذه "الهلاويس" كل يوم خواء هذه الفكرة وتسقط أقنعتها كل يوم. = شمائل النور عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.