شكَل الرحيل المأساوي والمفاجئ للشهيد الدكتور خليل ابراهيم محمد رئيس حركه العدل والمساواة، صدمة قوية وفاجعة وقاسية للشعب السوداني كافة والمهمشين منهم على وجه الخصوص, حيث جرى الإغتيال الغامض في ليلة الجمعة المباركة 23/12/2011 بمنطقة ودبنده – أم قوزين الواقعة بولاية شمال كردفان. حتى الآن لم يتم حل طلاسم لغز الإغتيال ولا تحديد الجهات المسؤولة عن هذه العملية الغادرة بل ولم تقم إية جهة بمحاولة تحقيق جادة لأزالة الغموض خاصة إذا علمنا أن الحركة نفسها لاتملك القدرات ولا الخبرات الكافية للقيام بهذه المهمة المعقدة والمكلفة. لم يتبق إذن غير المتابعات الفردية التي يقوم بها بعض المهتمين لإستجلاء الغموض ومحاولة ربط خيوط الظلام التي تظهر فى دائرة الضوء بين الفينة والأخرى والمعلومات الشحيحة التي تتسرب أحيانا من مصادر غير صحفية. آخر هذه التسريبات تشير الى أن العملية نفذتها إستخبارات دولة اوروبية كبرى بالتعاون مع دولة أفريقية مجاورة ولكن أخطر مافي هذا التسريب هو تأكيد ضلوع خلية داخل الحركة بقيادة أحد الشخصيات النافذة في الحركة والمقربة جداً من الشهيد بل وقد كان فى وقت من الأوقات مدير الأمن والمخابرات بالحركة. تذهب هذه المصادرالى القول بأن حياكة مفردات هذه المؤامرة قد بدأت في الأصل أثناء الغياب الطويل للشهيد عن الميدان وتواجده القسري في ليبيا , إذ بدأ هذا القيادي النافذ والمقرب باجراء إتصالات مع بعض القادة الميدانيين – على أساس العشيرة - بهدف إستقطابهم والقيام بعمل ما بالتنسيق مع الدولة الافريقية والنظام السوداني ولكن هذه الاتصالات لم تتبلور أو تتطور لتحرك محدد. عند عودة الشهيد من ليبيا من خلال العمليه المشهورة والمسماة ( قفزة الصحراء)، أصدر القرار رقم (68) بتاريخ 23/9/2011 والمتضمن تعيين الفريق بخيت دبجو قائدا عاما للحركه بديلاً للقيادي النافذ الذي أبدى تبرمه وإمتعاضه من هذا الاجراء إلا أنه كتم ذلك. عندئذ تكثفت الإتصالات, أرسلت إستخبارات الدولة الاوروبية عميلا لها من طرابلس الى الدولة الافريقية لمقابلة وسيط أوربى يعمل بمخيمات اللآجئين وعن طريق هذا الوسيط الذى إستعان بعناصر داخل الحركة تم تهريب جهاز إلكترونى عالى التقنية فى حجم رأس دبوس الإبرة داخل قوارير أدوية علاجية الى الميدان (وادي هور) حيث جرى تسليم هذا الجهاز للقيادي المذكور. عندما قرر الشهيد نقل مقر قيادته الى الجنوب - رغم معارضة عدد من العسكريين - تخوفت الإستخبارات الأوروبية من صعوبة تنفيذ العملية لأسباب لوجستيه تتعلق بقدرة الطيران على الوصول الى تلك المسافة من دون تزود بالوقود، فأوعزت للقيادي بسرعة التحرك وبالفعل إنتهز القيادي المذكور ظروف السفر والتنقل المترجلة والتى تتراخى فيها إجراءات الأمن عادة فقام بزرع الجهاز في المكان المحدد. تحركت فور إتمام عملية الزرع، طائره ميراج من الدولة المجاورة وأطلقت صاروخا من مسافة بعيدة جدا وكان هذا الصاروخ يحدد مساره وهدفه بتوجيه من الذبذبات الصادرة من الجهاز المزروع ونسبة الخطأ لاتكاد تتجاوز العشرة سنتيمتر فأصابت الشهيد وعربته فى كبد وبدقة متناهية وبشكل إحترافي. بعد تنفيذ المهمه إرتابت إستخبارات الدولة الأوروبيه في إنكشاف الأمر إذا ما ظل هذا القيادي في الميدان او أماكن نفوذ الحركة فى جنوب السودان أو أوغندا وحفاظاً على حياته، شرعت في تدبير ملاذ آمن له ولعائلته وذلك على نحو عاجل ومفاجئ حيث جرى وبعناية إختيار إحدى الدول الإسكندنافية وترحليه، هذا وما زال القيادي المذكورر يقيم هناك وينشط فى إطلاق التصريحات والبيانات بصفته قياديا بحركة العدل والمساواة وذلك في محاولة منه لإبعاد الشكوك حول نفسه وتأكيد ولاؤه، علماً بأن الجهود جارية الآن لتأمين دولة أوربية لأحد عناصر الخلية الذى ما زال حتى اللحظة من بين أعصاء الحركة ولكن لم ينكشف أمره. دارفور إنتليجنس نيوز