عقد القنصل الأمريكي بجوبا باري واكلي اجتماعاً بجوبا ضم كل من باقان أموم وياسر عرمان وعبد العزيز الحلو استمع خلاله لتنوير من هذه القيادات عن الأوضاع بالشمال وكشف الإجتماع تفاصيل خطيرة عن الاستراتيجية الأمريكية تجاه قضايا الشمال واستخدام الحركة الشعبية وقوى معارضة لتغيير بنية الدولة السودانية بدعم مباشر من واشنطن. وكشفت مصادر مطلعة ل (smc)أن القنصل الأمريكي نقل لقيادات الحركة أن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن قضايا أبيي وجبال النوبة والنيل الأزرق باعتبار أن اتفاقية السلام مستمرة كما أنهم يدعمون استمرار الحركة الشعبية في الشمال لتكون قريبة من هذه الملفات. وحول مصير المشورة الشعبية بالمنطقتين أكد القنصل أن بروتكولات جبال النوبة والنيل الأزرق ستنتهي مع اتفاقية السلام وأن الحديث عن التطبيع مع الحكومة في الخرطوم يعتبر عاماً لتشجيعها على تقديم المزيد من التنازلات مبيناً أن التطبيع ورفع العقوبات لن يتم إلا بعد استجابة الحكومة في الخرطوم لكافة المطالب الأمريكية. وانضم للاجتماع قيادات شمالية لها ارتباط بالحركة الشعبية لمناقشة مستقبل القوى السياسية الشمالية وأكد القنصل الأمريكي أن هذه القوى قامت بما وصفه (بالعمل الكبير) من خلال تحالف جوبا وهو ما وجد الإشادة منهم متعهداً بتوفير كافة الدعم اللازم لاستمرار التعاون بين قوى المعارضة في الشمال والحركة الشعبية تجاه قضايا السودان. وشدد على أن الولاياتالمتحدة وضعت رؤية خلال اجتماع المعارضة مع الحركة بكمبالا في العام 1997م بحضور سوزان رايس مؤكداً استمرار هذه الرؤية التي سيتم تقويتها ودعمها. وقال القنصل إن العوائق التي كانت تعترض الاتصال بقوى المعارضة بالشمال قد زالت بتوفر قنوات الاتصال معها عبر الجنوب وأوضح أنهم في حاجة لتطوير شراكة حقيقية مع المعارضة لأنها تنادي بأهداف تتطابق مع ما يتطلعون إليه. وأكد القنصل الأمريكي بجوبا دعم بلاده للتحركات الكبيرة التي تقوم بها المعارضة للمطالبة بتغيير الأوضاع وأنها تتفهم تحميلها للنظام الحاكم مسؤولية الانفصال نتيجة للأخطاء ممثلة في عدم تنفيذ اتفاقية نيفاشا والتلكؤ في دفع استحقاقاتها. واعترف بأنهم كانوا يعولون على القوى المعارضة والحركة الشعبية في إحداث تغيير جذري في بنية الدولة السودانية ولكنهم فضلوا الخيار الثاني وهو انفصال جنوب السودان ومن ثم العمل على تحقيق هذه الأهداف عبر الحركة الشعبية. وقطع القنصل بأن الولاياتالمتحدة ستوفر الدعم الكامل للتحالف من خلال التحرك الدولي والإقليمي وحشد الإعلام والمنظمات العربية والأمم المتحدة للتأثير على مجرى الأحداث في السودان. نقلاً عن صحيفة الوفاق 14/2/2011م