قبل أيام أكد مسئول مكتب القاهرة بحركة الدكتور خليل الدارفورية المتمردة (محمد حسين شرف) إمكانية انضمام د.خليل إبراهيم الى مفاوضات الدوحة. و قال شرف ان حركته (جادة) فى التفاوض و فى إحلال السلام فى دارفور طالباً من الحكومة السودانية اتخاذ ما وصفتها بمعالجات حقيقية بشأن حل الأزمة . شرف لم يقطع بميعاد محدد لانضمام خليل الى المفاوضات و لكنه قدرها (بأيام قلائل) حسب تعبيره. والواقع ان حركة الدكتور خليل – سواء تأكد فعلاً انضمامها للتفاوض و رغبتها الجادة فيه أم لا – هى بالطبع أصبحت بلا خيارات ، ولم يعد من سبيل أمامها سوي خوض المفاوضات، فهي من جهة فقدت و ربما الى الأبد أفضل مهد و مأوي حنون بالنسبة لها و المتمثل فى تشاد التى قرر الرئيس دبي – و على نحو استراتيجي – إستحالة العودة لمربع الدعم المسلح الذى أضر بأمن البلدين السودان و تشاد ، وسحب الكثير من استقرار المنطقة بلا طائل . حركة خليل أيضاً فقدت طرابلس التى لجأ إليها خليل بعد ان أوصدت أمامه أبواب تشاد، فطرابلس (لديها الآن ما يشغلها) و لن يغالي أو يبالغ أى مراقب اذا قال بأن الأوضاع الجارية هناك هذه الأيام قد تمضي الى ما هو أسوأ ، ومن ثم قد يهتز النظام فى طرابلس بقدر كبير ، ولهذا فان هذا الخيار ايضاً صار يتراجع و يتلاشي إذ حتى ولو صمد نظام القائد الأممي هناك فهو لن يكون كما كان فى السابق بحال من الأحوال . تبقي بعد ذلك الجنوب السوداني و الذى يبدو ان خليل مؤخراً راهن بالفعل عليه بعد ان فتحت لهم الحركة الشعبية أراضيها بمزاعم غير منطقية و لكن الحكومة السودانية استطاعت انتزاع (قرار من رئيس حكومة الجنوب بإجلاء متمردي دارفور من هنالك و هو ما بدأ بالفعل ، ولعل أبرز دليل على ذلك حالة التيه و الضياع التى يعيشها مني أركو مناوي و الذى بحث عن وسيلة للحصول على لجوء سياسي فى بريطانيا و لكن الأخيرة لم تمنحه إياه . إضافة الى ان حركة خليل على وجه الخصوص لن تستطيع الاستمرار فى اى علاقة من أى نوع مع حكومة الجنوب نظراً للفارق الكبير فى الأطروحات و المواقف و الرؤي . وعلى ذلك فلم يتبقي منطلق مناسب آخر فى ظل استحالة تمكن حركة خليل من العمل داخل دارفور فهي لم تبرأ بعد من الضربات الموجعة التى تلقتها من الجيش السوداني لأكثر من ثلاثة مرات فى بحر أشهر معدودات . و هكذا فان الحركة حين تقول إنها (جادة) فى التفاوض فهي و من حيث لا تقصد تعني ما تقول ، لأنها بالفعل لا تملك خيارات أخري !