دخلت سياسة النهب المفروضة من الولاياتالمتحدة على المنطقة, في مرحلة الأزمة وتعود الأخيرة إلى رفع أسعار الحبوب. التي كانت وطأتها قوية على الدول العربية المستوردة بسبب النقص في المياه وفقر الشعوب وفي الوقت الذي ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل مذهل استطاعت الأقلية الارستقراطية جني ثروات طائلة, ولم تأخذ الأنظمة العربية التي تشكلت بعيد العصر الاستعماري, بطموحات وتطلعات شعوبها, وساهمت خيانة أنور السادات في كامب ديفيد بالحؤول دون قيام الدولة الفلسطينية المنصوص عنها في اتفاقيات الأممالمتحدة, ما ساهم بتعاظم قوة إسرائيل( ولاسيما النووية) حليفة الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي, ولم تتوان الولاياتالمتحدة عن تقويم كل أشكال الدعم العسكري والمالي لإسرائيل والذي قدر بمليارات الدولارات. وفي الوقت الذي تتسارع فيه التطورات في المنطقة وقف حلف شمال الأطلسي حائراً حيال ما يجري في ليبيا, إلا أن هذه الحيرة لن تدوم طويلاً, إذ سوف يستجمع قواه للتعامل مع هذه الأحداث وحسب وكالة رويترز التي تشكل الصدى لمصرف نومورا الياباني المعروف فقد أشارت إلى أن أسعار النفط قد تصل إلى أرقام غير مسبوقة, ففي حال أوقفت ليبيا والجزائر إنتاج النفط, فإن سعر البرميل قد يتجاوز ال 220 دولاراً. هذا ما أشار إليه المصرف المذكور. والسؤال الذي لابد من طرحه هنا, من سيتمكن من دفع مثل هذه الأسعار, وما هي النتائج التي ستسفر عن ذلك في ظل أزمة غذائية خانقة؟ في الواقع, هلل القادة الرئيسون في حلف شمال الأطلسي وابتهجوا, فقد أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, في خطاب ألقاه في الكويت, عن الخطأ الذي ارتكبته الدول الغربية لمساندتها الأنظمة غير الديمقراطية في الوطن العربي, في الوقت الذي أعرب الرئيس الفرنسي عن استيائه واشمئزازه من القمع الذي يتعرض له الشعب الليبي, وتحدث وزير الخارجية الايطالي عن الأرقام المأسوية في عدد الضحايا الواردة استناداً إلى المصادر الغربية, في حين أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية عن ضرورة وضع حد لحمام الدماء الدائر في ليبيا وعد الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» أن اللجوء إلى استخدام العنف غير مقبول, ويبدو أن يان كي مون لن يتخذ أي إجراء إلى أن يدلي الرئيس اوباما بكلمته الأخيرة. أما الرئيس أوباما فقد أشار إلى أن وزيرة خارجيته ستزور أوروبا للتباحث مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي بالإجراءات الواجب اتخاذها. في الأحوال جميعها, مهدت وسائل إعلام الإمبراطورية... الطريق بهدف القيام بعملية ما, ومن غير المستبعد القيام بتدخل عسكري في ليبيا. ما سيضمن لأوروبا تدفق المليوني برميل من النفط الخفيف يومياً, اللهم إلا في حال ظهور مفاجآت جديدة على الساحة. في الواقع, يبدو دور أوباما معقداً ومحفوفاً بالمخاطر, فقد أسفر غزو العراق, استناداً إلى حجج واهية, إلى إزهاق أرواح أكثر من مليون عراقي من الأبرياء المدنيين, لذلك يمكن القول: أن لا أحد مطلقاً يرضى بموت المدنيين الأبرياء. المصدر: تشرين السورية 1/3/2011