أصدرت هيئة الأبحاث في القيادة القومية كتاباً جديداً بعنوان: العرب والأمريكيتان... واقع العلاقات وآفاق تطويرها. ويأتي هذا العدد الخامس من سلسلة ملفات عربية شتاء 2011 ليسلط الضوء على تاريخ العلاقات العربية- الأمريكية وواقعها ومستقبلها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية، ويعرض لما تعانيه هذه العلاقات من ركود.. والانعكاسات الإيجابية لتطويرها على الطرفين العربي والأمريكي، باتجاه دعم وتأييد القضايا العربية ولاسيما القضية الفلسطينية. وفي تقديمه للكتاب سلّط الرفيق عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الإشتراكي الضوء على المحطات الرئيسة لتاريخ العلاقات العربية- الأمريكية بهدف الوقوف على الحقائق، واستخلاص العبر والنتائج التي لا بدّ منها لمواجهة استحقاقات المرحلة القادمة، مشيراً إلى وقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية الدولة الرئيسة في شمال القارة الأمريكية على الدوام إلى جانب «إسرائيل»، حيث ظلت تعلن على لسان مسؤوليها وقادتها المختلفين أنها ملتزمة بأمن «إسرائيل»، وتفوقها على العرب مجتمعين وبدعمها ومساندتها إلى درجة تنفرد فيها باستخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن أكثر من مرة لمنعه من اتخاذ أي قرار ضدها يتعلق بممارساتها العنصرية وتمردها على قرارات الأممالمتحدة، أو بمعاقبتها على عملياتها العدوانية المتواصلة ضدّ الشعب العربي الفلسطيني، أو اغتصابها الحقوق العربية واحتلالها للأرض العربية. كما أشار إلى أن الولاياتالمتحدة تخلت عن دور الوسيط النزيه في عملية السلام وعادت إلى سابق عهدها في الانحياز ل «إسرائيل» ودعمها في كل مواقفها، ما شجعها على الاستمرار في سياستها العدوانية والعنصرية ضدّ العرب وأتاح لها التمرد على الشرعية الدولية وقراراتها. وأكد أن الاحتلال الأمريكي للعراق لاحقاً -الذي مضى عليه أكثر من سبع سنوات- شكّل ضربة جديدة للعلاقات العربية- الأمريكية، نتيجة ممارسات إدارة «بوش» العدوانية تجاه هذا البلد وشعبه بهدف السيطرة عليه والانطلاق منه لإعادة رسم خريطة المنطقة بما ينسجم مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية في السيطرة على الأرض والإنسان والثروة. وشدّد الرفيق الأحمر على دفع علاقات المشاركة العربية- الأمريكية الجنوبية خطوات إلى الأمام وتطويرها باتجاه التفاعل والتنسيق الشامل الذي يؤمّن للعرب الاستفادة من تجربة غنية تساعدهم في مواجهة التحديات وبناء طريق تطورهم المستقل وكسر التبعية للأجنبي، فضلاً عن الاستفادة من التجربة الوحدوية الاقتصادية لدول أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي. ويوضّح العدد الخامس من سلسلة ملفات عربية أن العلاقات العربية- الأمريكية لا تحرز تقدماً، بل هي عند مستوى أقل مما بلغته خلال الفترة 1973-1978.. ويدعو إلى محاولات جادة للارتقاء بهذا المستوى نحو الأفضل. ويلقي هذا العدد الضوء على واقع العلاقات بين العرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، وآلية اتخاذ القرار الأمريكي وتوجهاته تجاه القضايا العربية وخاصة فيما يتعلق منها بالصراع العربي- الصهيوني، ومدى تأثير اللوبي الصهيوني في اتخاذ القرارات الأمريكية، والعلاقات الاقتصادية العربية- الأمريكية، وكيف تعتمد على المصالح الاقتصادية الأمريكية أولاً. كما يتناول العدد العلاقات بين العرب وأمريكا الجنوبية وآفاق تطويرها، من خلال بعض الوثائق، حيث يؤكّد عمق الروابط التاريخية والثقافية والحضارية بين العرب وأمريكا الجنوبية التي تشكل مرتكزات للحوار العربي- الأميركي.. والعمل العربي- الأميركي المشترك في مواجهة العنصرية وجميع أشكال الهيمنة والاستغلال والعدوان، والتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلدان، ويؤكد على أهمية تعزيز الاتصالات على مختلف المستويات بهدف الوصول إلى صيغ أفضل للتعاون بين الجانبين، بما يخدم قضايا الحرية والعدل والسلام في منطقتنا والعالم. وفي العدد أيضاً مقالات وعناوين حول: معوقات الحوار بين العرب والغرب، وشخصيات من أمريكا اللاتينية، مبدأ آيزنهاور، مبادئ ويلسون الأربعة عشر، وعرض لكتاب الوطن العربي في السياسة الأمريكية.