تحليل سياسي قبل أن تمتد الى خصمه اللدود مني أركو مناوي فان المتمرد عبد الواحد محمد نور تلقي ضربة يمكن وصفها بأنها موجعة من الجيش السوداني -الأسبوع الماضي- وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد ان مجموعات من حركة عبد الواحد تعرضت للتحركات الإدارية الروتينية للجيش السوداني فى المنطقة الواقعة بين (قولو) و(ركرو) بجبل مرة بولاية شمال دارفور . المعركة سقط فيها 15 قتيلاً من مجموعة عبد الواحد و استولت القوات الحكومية على أسلحة وذخائر و أسرت عدداً كبيراً (لم تشأ الإفصاح عنه) من الجرحي، كما تمكنت القوات الحكومية من تدمير 5 عربات تابعة لمجموعة عبد الواحد . ومن المعروف ان الاستيلاء على الأسلحة والذخائر وتدمير العربات- فى التقاليد العسكرية - يعني بداهة ان القوات المنهزمة قتل منها ما قتل وجرح منها ما جرح ، وفرَّ من فر ، بما يعني ان الهزيمة كاملة، حيث لا مجال للانسحاب فى ظل خسائر كبيرة كهذي. ومن ثم فان النتيجة الواضحة المستخلصة فى هذا الصدد ان المجموعة التى اعترضت الجيش الحكومي لحقت بها خسائر كاملة بنسبة 100% و ربما فرَّ البعض تاركاً سلاحه وهى ليست المرة الأولي مما يشير الى أن الحركات الدارفورية المسلحة فى السنتين الأخيرتين - على وجه الخصوص - وفى الأشهر القليلة جداً الماضية على وجه أكثر خصوصية باتت تخسر و باستمرار مواجهاتها مع الجيش السوداني ، وهذا ما من شأنه ان يجعل هذه الحركات المتمردة – فى ظل غياب الدعم و استحالة الحصول عليه بعد إغلاق تشاد لبابها ، وحدوث ما حدث و ما يحدث الآن فى ليبيا، حركات أضعف مما كانت عليه ؛ وهذا بدوره يعني ان التحالف المرتقب بين مناوي وعبد الواحد (مات قبل ميلاده) أو أنه حتى ولو خرج الى الوجود فسوف يأتي مشوهاً و معاقاً و غير قادر على الحياة. و كلنا يعلم ان مناوي تلقي عشرات الضربات المماثلة فى ظروف مختلفة وأماكن متفرقة من دارفور وربما أبرزها شنقلي طوباية ، وقد جرب التحالف مع حركة د. خليل ، ولكن لم تنجح الفكرة، واضطر بعد ان يئس من ذلك للخروج من الجنوب - بعد طرده من هنالك بأسلوب مهذب من قبل حكومة الجنوب - وبحث عن لجوء سياسي فى لندن لم يحصل عليه، ثم هو الآن فى كمبالا بحثاً عن تحالف مع عبد الواحد. ان الاثنين – مناوي و عبد الواحد – هما فى الحقيقة كل واحد منهما يلعق جراحه و يعاني الأمرَّين ، وزاد الأمر سوءاً ما وقع من هزيمة نكراء مريرة لقوات عبد الواحد ، و أما مناوي فهو أصلاً بلا قوات فى الوقت الراهن ! تُري في مثل ها الوقت كيف سوف يتسني للشابين التحالف لفعل شئ ،لم يعد من سبيل و لا معطيات لفعله !