يقول صلاح أحمد إبراهيم في إحدى قصائد ديوان (غابة الأبنوس) (الأرض وخيرات الأرض هنالك ومع ذلك ومع ذلك). لقد شهد القاصي والداني كيف أنّ (الحزب) قد أخطأ في شغبه، عند تشييع (فاطمة) في مناسبة وطنية ناضجة، بهرجلة شنيعةٍ غير ناضجة .لكن الحزب الشيوعي غير الديمقراطي لن يسعى أحد بداخله لتصحيحه أو لفت نظره، إلا أن يبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة مخازيه. ولكن (ومع ذلك ومع ذلك) أخطأ (الحزب) في شغبه (البرجوازي) عندما أقام العزاء في فندق (كمبر لاند) الأرستقراطي. لقد كانت سفارة السودان هي المكان الصحيح. ولا أحد في (الحزب) أو خارجه إلى يوم الناس هذا يجد تفسيراً للحالة (الكمبرلاندية) التي تقمصَّها (الحزب) وتلبَّست (البرجوازي التعبان). (ومع ذلك ومع ذلك) لم تتجلَّ أخطاء (الحزب) و قماءة (الحزب) في محنة (فاطمة)، كما تجلّت في مقارنات شيوعية سمجة قاسية بين (فاطمة) في ملجأ (لانزدون) و(مي زيادة) في مستشفى (العصفوريَّة). ذلك هِتر (الحزب) الهاتِر. تبَّاً ل(الحزب). سحقاً ل(الحزب).ثمّ سحقاً ل(الحزب). لقد كان ل(لأميرة) صبر جميل على المكروه. مكروه (لانزدون). وما انحنت قامتها من حمل أثقال الرزايا. كما كان ل(فاطمة) صبر جميل على مكروه (الحزب).صبر جميل لا ضجر فيه ولا شكوى. صبرٌ حمى النوم إلا القليل، في وحشتها الكئيبة في ملجأ (لانزدون). (الحزب) الذي لم يزرها في وحشتها في ملجأ (لانزدون) لماذا يقيم لها العزاء في فندق (كمبرلاند) الأرستقراطي . لماذا لم يزر الحزب الشيوعي السوداني فاطمة في وحدتها في الغرفة رقم خمسة في ملجأ (لانزدون) . هل لأن حواس الإنسان خمسة، والحزب لا حواس له. هل لأن أركان الإسلام خمسة و(الحزب) علماني. أم أن كلمة (إنسان) من خمسة حروف و(الحزب) خواء لا يمتلك ذرَّة من الإنسانية. أم (رمضان) من (5) حروف وعديد من كوادر (الحزب) لا يعنيهم الصوم فرضاً أو نافلة. أم أن من أسماء الله الحسنى (النور)، وهو من خمسة أحرف، وقد ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. أم أن (اهدنا الصراط المستقيم) آية تحمل رقم (5) في سورة الفاتحة، وهم لا يصلَّون أو يراوغون حول هذا (الموضوع)!.لكن السكرتير العام قال (أنا لا أصلي). لكن عزاء (أم أحمد) هو (أحمد). قال صلاح (خال أحمد)... (يا رياح الموت هبّي إن قدرتِ اقتلعينا... اسحقينا وامحقينا تجدينا... نحن أقوى منك بأساً ما حيينا... وإذا متنا سنحيا في بنينا... بالذي يبعث فيهم كلّ ما يبرق فينا... فلنا فيهم نشور). الدكتور أحمد الشفيع أحمد الشيخ لن يخلف الوعد أن يكون في الصف الأول في جيله، من بناة عزّة السودان ومجده، وقد ورث أحمد إرثاً مجيداً من حبّ السودان واحترامه ل(فاطمة) و(الشفيع)، أُمِّه وأبيه. كما ورث حبّ السودان لخاله (صلاح) الشاعر العملاق والوطني الأكبر. لكن في محنة (فاطمة) وموقف (الحزب) المخزي، أبى الحزب الشيوعي السوداني إلاَّ أن يضرب أمثولة في (قلة الحياء) . حيث أصدر بياناً فاضحاً (يبارك) موقفه من (فاطمة) حيَّةً وميّتةً . فاطمة تلك التي أهملها إهمالاً شنيعاً. لقد أسرف (الخِلّ الوفيّ) في خيانة (عُشرة الأيام). لقد بلغت قسوة الحزب الشيوعي الذروة، وهو يهمل فاطمة إهمالاً شنيعاً، لتبقى في عزلة (لانزدون) وحيدة ليلها بنهارها، لتعاني سكرات الموت وهي (غريبة)، لتُسلِم الروح في الملجأ وحيدة. لقد أصدر (الحزب) بياناً فاضحاً (يبارك) موقفه من فاطمة حيَّةً وميتةً. فاطمة تلك التي أهملها إهمالاً شنيعاً، ثمّ سرق تابوتها واختطف جثمانها الطاهر صباح الأربعاء 16/8/2017م. صباحئذٍ في مطار الخرطوم اختطف (الشيوعيون) (تابوت فاطمة)، وهربوا به إلى (دار الحزب) في (الخرطوم 2) عسى أن يغسلوا بالجثمان الطاهر ذنوب (الحزب) اللاوطنية، بعد أن أخفقوا في اختطاف (نهر النيل) لتطهير (الحزب) من رجسه وأدرانه.