تلاحق القوى المعارضة السودانية هذه الأيام – وفى الحقيقة منذ أشهر– حزب الأمة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي بشأن حواره و مفاوضاته مع الحزب الحاكم . القوى السودانية المعارضة تسعي لإفشال أى تقارب او اتفاق بين الأمة و الوطني، و سبق أن رأينا كيف تعرضت الدكتور مريم الصادق القيادية بالحزب لنقد لاذع فى اجتماع لقوي المعارضة – قبل اسابيع – لمجرد أن أمين عام حزب الأمة صرَّح للصحف إن حزبه قارب التوصل الى اتفاق و نقاط التقاء مع الحزب الوطني، و زعمت قوي المعارضة حينها- فى مسلك مضحك و مبكي معاً – ان الأمة يسعي للاتفاق مع الوطني (ثنائياً) خارج منظمِي ما يسمي بقوى الإجماع الوطني الشبيه بالتجمع الوطني. وقالت قوي المعارضة ان أقصي ما منحته لحزب الأمة من تفويض - انظر الدرك السحيق الذى غاصت فيه المعارضة السودانية- هو أن (يطلب لها الحزب موعداً مع الحزب الحاكم) لا أن يتفاوض معه حول القضايا مثار الخلاف و(يدع رفقائه وحدهم) ! السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة من جانبه اضطر لتذكير قوي المعارضة بأنه حزب يملك حق المبادأة و له مطلق الحق فى التفاوض و التوصل لما يري أنه يحقق المصلحة العامة و بالطبع لم يتعرض المهدي لمسألة (تحديد موعد) مع الحزب الوطني لصالح قوي المعارضة ! الدكتور غندور المسئول السياسي بالحزب الوطني قال إن قوي المعارضة تعمل على نسف اتفاق الأمة و الوطني بشتي السبل مؤكداً ان الحوار الجاري بين الحزبين مؤمن عليه من كافة مستويات الحزبين وأنه قطع شوطاً باتجاه التوافق . ولعل من الملاحظ فى هذا الصدد أن قوى المعارضة السودانية لا تفعل شيئاً و لا تدع الآخرين يفعلون شيئاً ، و الأكثر غرابة ان هذه القوى و بدلاً من ان تقوِّي نفسها و هياكلها وتصبح قادرة و فاعلة ، فهي تمتطي صهوات جياد الآخرين ، تارة تحتمي بالحركة الشعبية و تحاول الوصول عبرها الى (الإطاحة بالنظام) و تارة أخري تستخدم حزب كما فعلت مع حزب الأمة ايضاً (للإطاحة بالنظام) و هى بهذا المسلك تؤكد أنها لن تكون خياراً لأحد ، فهي غير قادرة على ان تفعل بإرادة منفردة و بمبدئية شئ ذي بال و لعل هذا أكبر مؤشر و أوضح عنصر من عناصر إحجام الشارع السوداني إحجاماً تاماً – عن قناعة راسخة – عن الاستجابة لمطلب هذه القوى بالتظاهر والخروج للإطاحة بالحكومة ، فالشارع يعلم ان هذه القوى ضعيفة، و لن تستطيع ان تصبح بديلاً فى يوم ما ، فهو جربها من قبل ، و يشاهدها ويراقب سلوكها الارتدادي الضعيف حالياً .