* فلنتحدث أولاً عن استباحة الأجواء السودانية، حيث تعرضت الأراضي السودانية لقصف من إسرائيل أكثر من مرة وقبلها كان القصف الأمريكي على مصنع الشفاء، وكذلك قصف تشاد في الفترة من 2006 حتى 2009 لدرافور أكثر من 6 مرات؟ - أولاً الوجود الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط ليس بالأمر الطارئ، وإنما هو أمر قديم .. وثانياً من ناحية إستراتيجية معروف أن إسرائيل تصنف الدول العربية المحيطة بها بالحزام العدائي لها، ومعروف كذلك أن السودان مصنف إسرائيل عدواً له ويناديها بالعدو الإسرائيلي، وبما أننا نصفها بالعدو وتصفنا كذلك، فالدهشة هنا تبقي غير واردة، وما قامت به هي أعمال يقوم بها العدو، فهي تضرب أحياناً المفاعل النووي العراقي، وتقوم بقصف غزة، وقد قصفت مركز التدريب السوري قبل أربعة أعوام، وتقوم بعمل تحليقات كثيرة في الدول العربية، وكثير من الاعداءات على هذه الدول العربية، وهنا تزول الدهشة، فنحن نعيش في جهة الشرق الأوسط الذي تتربع فيه إسرائيل وتصفنا بالعدو ونصفها كذلك، وبالتالي هذه الاعتداءات نعم هي كثيرة، ولكن يبقي هذا واجب الدولة عموماً وليس القوات المسلحة فقط ، فمثل هذه الأشياء لا تتصدي لها القوات المسلحة وإنما الدولة بتكنولوجيتها المتطورة وتطورها في المجال التقني عموماً وكافة المجالات الأخرى، التي تساعد الآلة العسكرية، فإسرائيل تحاربنا بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الأمريكية، ونحن كدولة من دول العالم الثالث مرهونون بالاتنا ومعداتنا القديمة، والتي لا تضاهي الآلة الأمريكية المتطورة، ولا يأس ولا قنوط، ولكن نؤكد بأننا سندافع ونعمل، ويكون كل همنا أن ندافع عن حدود وطننا بما هو متاح لدينا من إمكانات. * ذكرت بان هناك أشياء لا تتصدي لها القوات المسلحة فقط وإنما الدولة، ولكن هناك أشياء تحسب على وزارة الدفاع والقوات المسلحة، فقصف إسرائيل السودان أكثر من مرة ومن قبلها تشاد وأمريكا، وهي تساؤلات تجاهكم كوزارة مناط بها حماية البلاد من العدوان الخارجي؟. * وزارة الدفاع تقوم بواجبها تماماً كلما حدثت مثل هذه الاعتداءات، وحتى في هذا القصف الأخير، نحن لم نقف مكتوفي الأيدي، فكثير من الناس يشنون حملة، ويظنون بأننا قد وقفنا مكتوفي الأيدي ننظر لهذه الحالة، كأنهم لا يريدون أن يقبلوا هذه الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة، فمن المعلوم أن القوات المسلحة، تصدت لهذا الاعتداء بما تملك من قدرات، وقمنا بصياغة بعض الملابسات التي تبين أن هذا الحادث لن يسكت عنه، ولم يثم التكتم عليه ولم يفوت، وأخذ الحق بالرد سواء كان على المستوي الدفاعي من قبل وزارة الدفاع، أو الدور السيادي عبر وزارة الخارجية، فأما على المستوي الدفاعي – كما يعلم الناس – أن القوات المسلحة ببورتسودان بما لديها من إمكانيات حاولت التصدي لهذه الطائرات، وان كانت هذه الطائرات قد قامت بعمليات تشويش عبر أجهزة متطورة ومتقدمة من ناحية، ومن الناحية الثانية جاءت ودخلت المجال المدني لكي تؤمن لنفسها أن تعامل معاملة الطائرات المدنية، وبالرغم من أنها استخدمت هذا الساتر، إلا أن قواتنا تصدت لها بالمضادات الأرضية، نعم لم نجد ما يفيد بسقوط أحدها ، ولكن حتى الآن لا نستطيع أن نحزم أو ننفي عدم إصابة هذه الطائرات بضرر أو أذي جراء المضادات التي أطلقت عليها، وكذلك استخدمت هذه الطائرات عنصر المفاجأة وهو عنصر فعال في المجالات العسكرية، لان الأوضاع كانت في البحر الأحمر هادئة، ومعلوم أن في حالة التوتر تكون الأمور العسكرية في كامل استعداداتها – بالنسبة العليا – التي لا تسمح للآخرين بالاقتراب، فعنصر المفاجأة كان من ضمن العناصر، وان كانت القوات المسلحة هي أصلاً مستعدة، ولكن أحياناً عندما يأتي عنصر المفاجأة وتخترق طائرات عسكرية مجالاً مدنياً وتقوم فيه بتنفيذ عملية تؤدي إلى ما حدث في أحيان كثيرة، فنحن كوزارة دفاع لم تصمت ، وحتى في هذه الحادثة تحركنا حركة كبيرة جداً على كافة مستوياتنا الدفاعية والتحصينية في البحر الأحمر، لنؤكد جداً أننا سنقوم بتعزيزات قوية جداً تمكنناً في المستقبل من حماية شواطئناً ومدننا وكافة المناحي الداخلية في الدولة، ومن ناحية سياسية قامت وزارة الخارجية برفع الأمر إلى جامعة الدول العربية، وقامت بعمل دبلوماسي مشهود يعرفه كل الناس وبينت فيه كل الأدلة والشواهد التي تجرم هذه الدولة واعتداءها، واعتد أن الحادث من الأمور التي لقيت بحثاً مستفيضاً ليس للتطمينات فقط، وإنما في المجال العملي، فقد قام السيد وزير الدفاع بزيارة إلى بورتسودان لا ليقف على الحادث، ولكن بغرض التأكيد والتخطيط لما يجب عمله مستقبلاً.. * مقاطعة .. التأكيد من ماذا؟ - التأكيد من سير التحقيقات في القضية، والتأكيد من الاستهداف، وكل ذلك عبر اللجان المختصة التي شكلت، والخبراء الذين أرسلوا من الخرطوم لدراسة الحالة، وكل هذا معالجة لهذا الأمر، وأن كان في نظري الشخصي يجب أن نعامل بأننا لم نصل لمستوي التطور التكنولوجي، فنحن أن كنا نعتبر دولة متطورة تكنولوجياً، فلاً شك أن مثل هذه الأحداث لن تمر علينا، ولكن قدرنا أننا نعاني من التخلف التكنولوجي كدولة وليس كقوات مسلحة. * الأ تعتقد أن زيارة وزير الدفاع لموقع الحدث جاءت متأخرة؟ - أبداً لم تأت متأخرة، وهي ليست من أجل الوقوف على الحدث، وإنما هناك مسؤولون ومختصون يقومون بهذا العمل، وهناك من تقع هذه المسؤولية في نطاقهم كانوا حضوراً، سواء أكان علي مستوي المشاهدة أو المعالجة، أما وزير الدفاع فقد ذهب إلى هناك ليضع خططه المستقبلية، ويقف على سير التحقيقات، فالزيارة كانت في وقتها تماماً. * إذن بعد أن أعلنت إسرائيل العداوة فعلياً، ما هو الرد الذي يمكن ان تتخذه وزارة الدفاع.. وما هو ردكم السابق علي قصف الشاحنات بولاية البحر الأحمر؟ - هذا السؤال يمكن أن يوجه إلى الأخوة في العمل السياسي واعتقد ان هذا السؤال قد أجابت عنه فعلاً وزارة الخارجية . * الحدث قاد إلى تكهنات بعدم وجود دفاعات جوية، وعدم وجود نقاط مراقبة في ولاية البحر الأحمر.. ما ردك؟. - هذا ليس صحيح، حيث هناك دفاعات جوية ودفاعات أرضية ونقاط مراقبة، وقد تصدت للحدث، وقد تكون أصابت هذا الهدف أو قد أحدثت به خسائر، ولكن ليس لدينا ما يؤكد ان مضاداتنا الأرضية قد أحدثت خسائر بالنسبة للعدو. * ولكن الحدث كان على بعد 500 متر من الدفاع الجوي بورتسودان كما أكد بعض الشهود؟ - هذا الكلام غير صحيح، فأنا ذهبت ورأيت بأم عيني، فهي كما ذكرت دخلت المجال المدني حتى يعتقد بأنها طائرات مدنية. * وصلتم كوزارة لمرحلة صناعة طائرة دون طيار، وهذا دليل على وجود إمكانات وأنكم تقدمتم تكنولوجياً، فالي ماذا تعود الإخفاقات التي أشرت بأنها معاناة في التكنولوجيا ؟ - ليس هناك تقصير او إخفاق من القوات المسلحة، نعم نحن على قدر من التطور التكنولوجي، ولكن مهما بالغنا في الحديث عن تطورنا التكنولوجي، فلن نتمكن من الدعاء بأننا قد وصلنا إلى أقصي ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في الدول المتقدمة، فنحن دونها كثيراً. * هناك أحاديث متضاربة عن طريقة القصف، فالبعض يقول إنها طائرة وتارة صاروخ.. أين الحقيقة؟ - هما طائرتا أباتشي دخلت المجال الجوى السوداني وقامت بقصف العربة السوناتا القادمة من عطبرة. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 17/4/2011م