أولاً لا أتمنى أن يكون ما تفكر فيه الحركة الشعبية قطاع جنوب كردفان من تخريب السودان الشمالي إذا خسرت انتخابات ولايتها حسب تصريحات بعض المنسوبين لقيادة الحركة.. أتمنى ألا يكون ذلك التصريح صحيحا. أو على الأقل أن يكون فيه خللا في النقل أو خطأ إملائي أو لغوي، أو خطأ في التعبير. فقد تكررت تصريحات بعض قادة الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان عن الفوز (الكاسح) الذي سيحققه مرشحها الفريق عبد العزيز الحلو لمنصب والي الولاية وفي الانتخابات التشريعية. مثلا صرح سكرتير الحركة في الولاية أرنو نقوتلو لودي يوم الخميس 7 أبريل الحالي بأن الحركة (ستفاجئ الجميع بفوز كاسح)، وتمنى على المؤتمر الوطني أن (يتقبل الخسارة بروح طيبة). وصرح مرشح الحركة عبد العزيز الحلو بأنه سيسجل انتصارا غير متوقع على مرشح المؤتمر الوطني. فتح الرحمن شبارقة قدم تقريرا مطولا في صحيفة (الرأي العام الثلاثاء 5/4) عن تلك الانتخابات والفرص المتاحة لكلا المرشحين. وقال على لسان القائم بالأعمال الأمريكي السابق إلبرتو فيرنانديز، إن انتخابات الولاية ليست في حاجة لعراف ليتنبأ بها، فالنتيجة معروفة، إن لم تكن محسومة مسبقا. هناك سبب واحد يدعو الحركة الشعبية للتفاؤل باكتساح انتخابات الولاية سواء في انتخابات الوالي أو في الدوائر الجغرافية، هو قراءة نتائج آخر انتخابات تعددية عام 1986. فقد حصد الحزب القومي السوداني بزعامة الأب فيليب عباس غبوش سبع دوائر، وأحرز حزب الأمة ست دوائر، والحزب الاتحادي الديمقراطي دائرتين، وأحرزت الجبهة الإسلامية القومية دائرة واحدة. هذا التقدير مبني على افتراض أن الولاءات السياسية التي كانت سائدة قبل (25) عاما ما زالت كما هي لم تتغير. ولكن كما يعرف الجميع فإن مياها كثيرة جرت تحت الجسر منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم. بالإضافة لذلك فإن الأب فيليب عباس غبوش غاب عن الدنيا قبل أكثر من عقد من الزمن، ولم تنجب جنوب كردفان قائدا في مستواه. أما في التاريخ الحديث فقد بان التململ بين أبناء جنوب كردفان المنضوين للحركة الشعبية وبين قيادة الحركة من الجنوبيين. أما في التاريخ الماثل أمامنا الآن فقد أفرز تململ أبناء جبال النوبة اعتقال اللواء (في الجيش الشعبي) تلفون كوكو الذي يعتبر من أبرز قادة المنطقة، فترشح من داخل السجن لمنصب الوالي كمرشح مستقل، واستقال عبد الرحمن جبارة دنقس من منصبه الرفيع كعضو في مجلس التحرير بالحركة الشعبية وغير اتجاه ترشحه من مرشح للحركة في دائرة المجلد إلى مرشح للمؤتمر الوطني في نفس الدائرة. إذن وسط كل هذه التفاعلات السلبية يبدو قول قادة الحركة الشعبية في الولاية أنهم سيكتسحون الانتخابات بشكل يذهل المتابعين.. يبدو قولا غير مؤسس. وبعد.. جميعنا نعرف أن الانتخابات فوز وخسارة. ولذلك لا مجال للقول (إما أن أفوز أو أعتبر الانتخابات مزورة). أو (إما أن أفوز أو أدمر الجهة التي تسببت في إسقاطي). خصوصا إذا كانت كل الشواهد المرئية ترجح احتمال السقوط أكثر من الفوز. ولذلك أقول: إن ذلك التصريح، إن لم ينفِ أو يعدل، خالٍ من اللياقة السياسية والقانونية. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 27/4/2011م