أعلنت مفوضية الانتخابات السودانية أمس فوز مرشح حزب “المؤتمر الوطني" الحاكم أحمد هارون، والياً لولاية جنوب كردفان الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب . وقالت المفوضية القومية للانتخابات، في مؤتمر صحافي بالخرطوم، أمس، إن أحمد هارون فاز بفارق نحو 6 آلاف صوت عن مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان عبد العزيز الحلو، مشيرة إلى أن هارون حصل على 201،455 صوتاً مقابل 194،955 صوتاً للحلو . فيما حصل تلفون كوكو أبوجلحة مستقل على تسعة آلاف ومئة وثلاثين صوتاً . وحصل حزب المؤتمر الوطني على معظم مقاعد المجالس التشريعية القومية والولائية التي ستتولى الإشراف على المشورة الشعبية بولاية جنوب كردفان، والتي تنص عليها اتفاقية السلام الشامل . وكانت الانتخابات بولاية جنوب كردفان قد تأجلت عن موعد الانتخابات العامة التي جرت في إبريل/نيسان 2010 بسبب اعتراض الحركة الشعبية على الإحصاء السكاني بالولاية، وهي العملية التي تمت إعادتها في وقت سابق . ونفت المفوضية وجود صفقة في هذه الانتخابات أو تلك الماضية بولاية النيل الأزرق، مشيرة إلى عدم علاقتها بما تردد بأن الحركة الشعبية في جنوب كردفان سعت لعرقلة إعلان النتائج حتى تنال تسوية كالتي قامت بها المفوضية في النيل الأزرق، وشددت المفوضية في بيانها على أنه لم تتم أية تسوية أو ترضية أو صفقة في تلك الانتخابات . وفي أول تصريح له عقب إعلان فوزه دعا هارون أبناء الولاية بالحركة الشعبية لإعادة تقييم علاقتهم بقادة اليسار في الحركة الذين يتسببون في الأزمات . وأضاف في مؤتمر صحافي بكادوقلي أن عرض المؤتمر الوطني للقوى السياسية بما فيها الحركة الشعبية بتشكيل حكومة قومية عريضة قائم ولن يتراجع عنه . وناشد حكومة الجنوب إطلاق سراح القائد تلفون كوكو ومعاملته وفقاً للمبادرة التي أطلقتها بالعفو عن كل من حمل ضدها السلاح . من جانبها، رفضت الحركة الشعبية لتحرير السودان نتائج الانتخابات، وقال مرشحها لمنصب الوالي عبد العزيز الحلو: “لقد قررنا رفض أي نتائج للانتخابات، ولن نشارك في أي سلطة يتم تعيينها بموجب هذه الانتخابات"، واتهم اللجنة المشرفة على الانتخابات وحزب المؤتمر الوطني بأنهم شركاء في تزوير هذه الانتخابات . على صعيد دارفور، اتهم الوفد الحكومي لمفاوضات سلام دارفور بالدوحة، الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة جبريل باسولي بتبني المواقف الأمريكية بمفاوضات الدوحة لمصلحة بلاده بعد تعيينه وزيراً للخارجية ببوركينا فاسو، ورفضت في الوقت ذاته أن يلعب المبعوث الأمريكي دان سيمث دور الوسيط أو الشريك في المفاوضات . إلى ذلك، كشف ضابط رفيع في استخبارات الحركة الشعبية أن الزعيم السابق د . جون قرنق اغتاله الموساد بالتواطؤ مع الرئيس يوري موسيفيني ومنظمات غربية وكنسية بسبب رفضه توجيهاتهم له بالعمل على تحقيق انفصال الجنوب . ونقلت صحيفة محلية عن الضابط قوله، إن رحلة قرنق الأخيرة إلى أوغندا لم تكن بسبب مقابلة سفراء غربيين كما نُشر حينها وإنما بسبب زيارة مخطَّطة إلى “إسرائيل"، وأكد أن قرنق فور وصوله إلى أوغندا استقلّ طائرة بمرافقة موسيفيني إلى “تل أبيب" وكان هنالك اجتماع حاشد ضم مسؤولين “إسرائيليين" ومنظمات كنسية وطوعية . وقال إنهم عرضوا على قرنق في ذلك الاجتماع خريطة انفصال الجنوب وطلبوا منه أن يعمل على تحقيق ذلك الهدف، لكنه رفض وقال لهم إنه كان يطلب مساعداتهم من أجل النضال لتحقيق مبادئ السودان الجديد وليس فصل الجنوب، ولكنهم أصرّوا على أن المساعدات التي قُدِّمت للحركة الشعبية كانت من أجل تحقيق هدف الانفصال . المصدر: الخليج 16/5/2011