عبر وفد مجلس الأمن الدولي الزائر للسودان عن قلقه حيال ما أسماه التدهور السريع للوضع في منطقة أبيي ، وأدان أعمال العنف التي جرت في المنطقة ، مطالباً كل الأطراف بالعمل على حل المسائل المتعلقة باتفاقية السلام الشامل وما بعدها بالطرق السلمية. وطلب البيان الصادر عن وفد مجلس الامن الدولي الزائر للسودان ، طلب من الحكومة السودانية إيقاف كل العمليات العسكرية والانسحاب إلى خارج أبيي ، كما أدان البيان الهجوم الذي قامت به قوات الحركة الشعبية على قوات بعثة الأممالمتحدة بالسودان والتي كانت في صحبة القوات المسلحة السودانية. وقال البيان إن ذلك الهجوم لم يكن فقط خرقاً للاتفاقات الموقعة بين الطرفين بل كان فوق ذلك فعلا إجراميا ضد بعثة الأممالمتحدة والعاملين بها. وطالب البيان بإعادة تعيين إدارة منطقة أبيي وذلك وفق اتفاق ثنائي بين الأطراف السودانية بأسرع ما يمكن ، وطالب البيان كافة الأطراف المعنية بعدم اللجوء إلى استخدام القوة وألا تشترك في أي فعل قد يؤثر على مآلات المفاوضات ، ودعا البيان إلى سحب كل العناصر العسكرية من منطقة أبيي ، مطالباً بالتنفيذ الكامل لاتفاق كادقلي. وقال البيان إن على الأطراف المعنية أن تدعو إلى الهدوء وأن تطبق اتفاق السلام الشامل وأن تتداعي إلى الحل السياسي عبر التفاوض حول مستقبل وضع منطقة أبيي تحت رعاية لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى لتنفيذ الاتفاق. واضاف البيان أن أعضاء المجلس يؤكدون مسؤولية كافة الأطراف في حماية المدنيين ، داعيا كل الأطراف إلى احترام تفويض بعثة الأممالمتحدة في السودان. وكان وفد مجلس الأمن الدولي الزائر للسودان قد عقد مؤتمراً صحفياً بفندق السلام روتانا بالخرطوم عقب مباحثات أجراها مع عدد من الأطراف السودانية وتحدث في المؤتمر الصحفي كل من سفير روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين (Vitaly Churkin) وسفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس والتي تترأس معه وفد المجلس في زيارته إلى السودان بالأضافة إلى سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة ورئيس المجلس لشهر مايو جيرار آرو و قال السفير الروسي إن الوفد قد التقى برئيس بعثة الأممالمتحدة بالسودان هايلي منكريوس وإبراهيم قمباري رئيس بعثة اليوناميد وتحدث معهم حول التحديات التي يواجهونها والمسائل المتعلقة بأداء مهامهم بالسودان ، مضيفاً أن أعضاء المجلس قد عبروا عن دعمهم القوي للبعثتين وأوضح تشوركين أن أعضاء المجلس قد عقدوا اجتماعا مع ثامبو أمبيكي الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا والذي قدم للوفد شرحا ضافيا حول تكليفه فيما يتعلق بتنفيذ إتفاقية السلام الشامل وحل مشكلة دارفور واشار السفير الروسي إلى أن الوفد كان قد التقى صباح أمس ببعض المسئولين السودانيين وناقش معهم المسائل المتعلقة بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل والأوضاع في دارفور وأوضح السفير الروسي أن اجتماعاً كان من المزمع انعقاده مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه إلا أن الجانب السوداني قد ألغى هذا الاجتماع ، مشيراَ الي أن مثل هذه الاجتماعات كانت فرصة للحكومة السودانية للتعبير عن وجهة نظرها للمجتمع الدولي من خلال أعضاء وفد مجلس الامن وأبان أن الوفد قد التقى بوفد من المسيرية كما أنه قام بزيارة إلى معسكر للنازحين بضواحي الخرطوم وقال تشوركين إن الوفد ، وفي أثناء التحضير لزيارته إلى الخرطوم ، علم بالتطورات التي حدثت في منطقة أبيي والتي كان من المقرر أن يزورها الوفد ، الأمر الذي أدى إلى إلغاء تلك الزيارة إلى منطقة أبيي ، مشيراً إلى أن الوفد قد أصدر بيانا صحفيا حول الأوضاع في منطقة أبيي