أشاد البرلمان العربي بجهود دولة قطر لحل أزمة دارفور والحوار مع الفصائل المسلحة للوصول لحل نهائي للمشكلة وتجنيب السودان أي فتنة داخلية تؤثر على وحدته وأمنه واستقراره، مؤكدا في الوقت نفسه الرفض المطلق لأي تدخلات خارجية تعمق الصراع في دارفور ولا تسعى لحل المشكلة. وفي سياق ذي صلة، عبر وفد مجلس الأمن الدولي الذي يزور السودان حاليا عن قلقه حيال التدهور السريع للوضع في منطقة أبيي. وأدان الوفد في بيان أعمال العنف التي جرت في المنطقة.. مطالباً كل الأطراف بالعمل على حل المسائل المتعلقة باتفاقية السلام الشامل وما بعدها بالطرق السلمية. وطلب البيان من الحكومة السودانية إيقاف كل العمليات العسكرية والانسحاب إلى خارج أبيي. وأدان البيان في الوقت نفسه الهجوم الذي قامت به قوات الحركة الشعبية على قوات بعثة الأممالمتحدة بالسودان والتي كانت في صحبة القوات المسلحة.. قال إن ذلك الهجوم لم يكن فقط خرقا للاتفاقات الموقعة بين الطرفين بل كان فوق ذلك فعلا "إجراميا "ضد بعثة الأممالمتحدة والعاملين بها. وطالب البيان بإعادة تعيين إدارة منطقة أبيي وذلك وفق اتفاق ثنائي بين الأطراف السودانية بأسرع ما يمكن.. كما طالب كافة الأطراف المعنية بعدم اللجوء إلى استخدام القوة وألا تشترك في أي فعل قد يؤثر على مآلات المفاوضات ودعا إلى سحب كل العناصر العسكرية من منطقة أبيي والتنفيذ الكامل لاتفاق "كادقلي". وشهدت مدينة أبيي أمس حرائق وعمليات نهب بعد يومين من سيطرة الجيش الشمالي عليها، الامر الذي تندد به سلطات جنوب السودان وتعتبره بمثابة "اجتياح"، مبدية خشيتها من حرب أهلية جديدة. وهرب آلاف المدنيين باتجاه جنوب هذه المدينة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، بعد أن احكم الجنود ودبابات القوات المسلحة السودانية (الجيش السوداني النظامي) سيطرتهم عليها في انتهاك لاتفاقيات السلام السارية المفعول. وقالت بعثة الأممالمتحدة في السودان في بيان إنها "تدين بقوة الحوادث وعمليات النهب التي ينفذها عناصر مسلحة في مدينة ابيي". وحذرت البعثة حكومة الخرطوم من أنها مسؤولة عن فرض القانون في المدينة التي سيطرت عليها، داعية إياها إلى التدخل "لوقف هذه الأعمال الإجرامية". أكد وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين أن الجيش السوداني سيبقى في أبيي ولن يغادرها. وقال في جلسة للبرلمان السوداني خصصت للاستماع إلى أقواله حول التطورات في أبيي "نحن باقون في أبيي حتى صدور قرار بغير ذلك"، مضيفا أن الجيش لن يتراجع قيد أنملة. وقال رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر "تبقى القوات المسلحة في أبيي حتى تتضح المسألة وتبحث الرئاسة مع الحركة كيفية إدارة أبيي وحتى ذلك ستظل القوات المسلحة في أبيي". وقال أمين حسن عمر للصحافيين عقب مباحثات أجرتها الحكومة السودانية مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في الخرطوم "حتى نتوصل لترتيبات أمنية جديدة سيظل الجيش حارسا للمنطقة حتى يضمن عدم دخول قوات الجيش الشعبي لها مرة أخرى". وفي جوبا، قال برنابا ماريال بنجامين وزير الإعلام في منطقة جنوب السودان: "إنه اجتياح غير مشروع ينتهك كل اتفاقيات السلام ويعرض للخطر حياة الاف المدنيين". من جهته، حذر السناتور الأمريكي جون كيري الذي زار بدوره السودان مرارا للدفع باتجاه تطبيق اتفاق السلام المبرم في 2005، من مخاطر تجدد الحرب. وحذر الخرطوم أيضاً من مغبة الإساءة إلى تقارب موعود مع واشنطن. وبحسب الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، فإن مجلس وزراء الخارجية سيدرس "الأعمال الإضافية التي قد تكون ضرورية للتأكد من أن اتفاق السلام يحظى بالاحترام وبعودة السلام". وينص اتفاق السلام على تنظيم استفتاء يسمح لسكان أبيي بالاختيار بين الانضمام إلى الشمال أو إلى الجنوب، وكان يفترض تنظيمه في الوقت نفسه مع الاستفتاء حول مستقبل الجنوب. المصدر: الشرق 24/5/2011