ربما لبعض المراقبين في الوقت الراهن أن القيادي بحزب الأمة العائد مؤخراً لحظيرة الحزب مبارك الفاضل, غائب عن الساحة السياسية وتجمدت خطاه السياسية لدي عتبة حزب الأمة القومي عقب عودته (غير المشروطة من جانبه) والتي طمرته في ترابها ورمالها المتحركة. الأمر يبدو علي هذا النحو – ببساطة شديدة – لأن مبارك في واقع الأمر مشغول(بجبهة مصالحه الخاصة) هنالك بعيداً عن الساحة حيث تشير مصادر (سودان سفاري) في العاصمة المصرية القاهرة أن الفاضل – حالياً ومنذ ما يجاوز الشهر – يقيم بشقة خاصة به بأحد أحياء القاهرة – شارع أحمد فخري. وبالطبع حرص الفاضل حرصاً شديداً علي أن يتجنب أي ظهور إعلامي وهو هناك لأن (مهمته الخاصة) اقتضت ذلك فقد التقي هناك بمسئولي المخابرات المصرية وهو أصلاً يتمتع بعلاقات طيبو معهم بلغت ذروتها في عهد الرئيس السابق حتي مبارك. الملف الذي يتناوله مبارك الآن ذو أهمية شديدة بالنسبة له وربما بالنسبة للجانب المصري إذ ليس الآن سراً أن مبارك الفاضل يتابع مشروعات استثمارية خاصة به في جنوب السودان حيث أوكلت له عملية تحديث كهرباء عاصمة الجنوبجوبا ويقدر بعض مساعديه أرباحه الشخصية بحوالي (14) مليون دولار. وبالطبع ما كان لمبارك أن يحصل علي المشروع لولا علاقته بالمخابرات المصرية التي فيما يبدو مهمته برصد النشاط الإسرائيلي بالجنوب السوداني ولم تكن هنالك من وسيلة ناجعة سوي الدفع بالرجل, بواجهة استثمارية كهذه لسير غور النشاط الإسرائيلي هناك. وكعادة الفاضل، فأنه عكف على نقل أدق المعلومات عن الأنشطة الاستثمارية وأوضاع الاستثمار في الجنوب للمخابرات المصرية وحجم وحقيقة الوجود الإسرائيلي هناك. وقد يبدو هذا المسلك للوهلة الأولي مفيداً لمصر والسودان، طالما أن الأمر يتعلق بإسرائيل ولكن كعب أخيل هذه العملية وجانبها السالب أن مبارك الفاضل نفسه تربطه (علاقات وثيقة) بالحركة الشعبية وهو عضو في قوى جوبا، داخل الدوام يتظاهر بأنه في صف الحركة الشعبية ضد شريكها – كما ان الرجل استمد بمراعاته واهتمامه بمصالحه الخاصة والتي متى ما تعارضت مع أي مصالح لأي جهة أخرى اختار مصالحه الخاصة ومن السهل على الفاضل – وفي أية لحظة – التضحية بمن يري أنه عقبة أمامه فقد سبق أن ضحي بابن عمه السيد الصادق، كما سبق وأن ضحي بالتجمع الوطني، رفاقه بالأمس – بل أن مبارك الفاضل الآن يدعم الثوار الليبيين وأعلن صراحة دعمه لهم ليس دعماً لهم ولثورتهم ولكن نكاية في نظام القذافي من جهة أبن عمه السيد الصادق المهدي من جهة أخرى حيث يعتقد هو أن القذافي كان يدعم حزب الأمة بزعامة الصادق في مواجهته. وهكذا فان الرجل الذي تحركه مصالحه الخاصة إنما يغوص الآن في بحر لجي لإلحاق أبلغ الأضرار بجهات سودانية عديدة في سبيل اثنين السلطة والمال!!