من المؤكد أن البساط فى طريقه للانسحاب من تحت أقدام قادة الحركات الدارفورية المسلحة من خلال ما جري فى ملتقي أصحاب المصلحة فى العاصمة القطرية الدوحة. فقد بات فى حكم المؤكد ان تزداد أزمة كل من المتمرد عبد الواحد و مناوي و خليل سياسياً و عسكرياً ، طالما ان المعنيين بالأمر الحقيقيين فى دارفور يتابعون الآن كيفية حل الأزمة و أصبحوا طرفاً مهماً رئيسياً فى القضية. المشكلة دائماً كانت ان القادة الدارفوريين الذين حملوا السلاح باعدوا بينهم و بين أهل دارفور ، وبالغوا فى تهويل وتدويل الأزمة لدرجة أن بعضهم ارتضي لنفسه ان يصبح عميلاً مخلصاً لإسرائيل (عبد الواحد) و ينطبق ذات الحكم على رفيقه الذى التحق مؤخراً – بعد طول إخفاق و تجوال- أركو مناوي. ذلك ان السؤال المحوري الذى ظل ولا يزال يلح على أذهان أهل دارفور بكافة توجهاتهم واثنياتهم هو : تري هل من العقول و من المتصور ان هؤلاء القادة (المرتبطين باسرائيل) على نحو صريح و واضح بإمكانهم حل أزمة الاقليم ؟ هل ما قدمته – ولا تزال تقدمه لهم اسرائيل – هو محض (عمل خيري) الدافع الأساسي له هو ان اسرائيل رقَّ قلبها الحاني على أهل دارفور و أرادت مساعدتهم أو أنها لا تريد منهم جزاءً ولا شكوراً؟ وإذا افترضنا - جدلاً- ان اسرائيل تمتلك قدراً من (الحنو الإنساني) وان عاطفة انسانية شديدة دفعتها لمعاونة هؤلاء القادة ، فهل من المعقول أن يلجأ أناس مسلمين لدولة يهودية همها الأول هو الفتك بالمسلمين و سلب حقوقهم لكي تعينهم على حل أزمتهم؟ و إذا كانت اسرائيل تعين على الأزمات الإنسانية و تتمتع بهذا القدر من العطف الإنساني ، من إذن يقتل و يهدم بيوت أصحاب الارض فى فلسطينالمحتلة فى الضفة الغربية و القدس و غزة؟ هل تلك اسرائيل أخري وهذه التى تعين عبد الواحد و صحبه اسرائيل أخري ؟ و إذا تركنا عبد الواحد و موساده وصهاينته ونظرنا الي الدكتور خليل ألم يتعظ الرجل من فقدانه المتكرر للدعم الخارجي؟ فقد خسر الرجل تشاد و طرد من هنالك شر طرده و لما لجأ الى طرابلس قامت الثورة- ولا تزال مشتعلة - ضد النظام الليبي بحيث يستحيل تماماً أن تعود الأمور الى سابق عهدها أو على الأقل أن يسلم القذافي خليل مستقبلاً من ملاحقات المجتمع الدولي جراء ما اقترفوه فى ليبيا . أليس فى ذلك عبرة للدكتور خليل ؟ ان قادة بهذا المستوي المتدني من الفكر والتكتيك من المستحيل أن يحققوا شيئاً لأهل دارفور ، هم أشقياء ، همهم الأول و الأخير الوصول الى السلطة تحت أجساد بني جلدتهم ، بل و بيع بلادهم لمن يدفع لذلك كان من الطبيعي أن يأتي الملتقي لينتبه أهل دارفور الى حقيقة قضيتهم و حقيقة هؤلاء القادة التعساء !