أورد راديو سوا -الاثنين الماضي- أن مني أركو مناوي قد تقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول الى لندن . ولم يورد الراديو ما إذا كان مناوي قد قدم طلبه هذا فى جوبا أم خارجها ، إذ من المعروف أن مناوي قد تحلل من اتفاقية أبوجا منذ أن سافر الى عاصمة الجنوب جوبا –قبل أسابيع – وشرع انطلاقاً من هنالك فى مقاتلة الحكومة السودانية ، كما لم يشر الراديو الى دوافع مناوي من وراء طلبه ، لكن من المؤكد أن مناوي بحق و حقيقة يعيش أزمة متفردة فى نوعها . فمن جهة فان الواقعتين اللتين قاتل فيهما الجيش السوداني الحكومى متحالفاً مع حركة الدكتور خليل وهى واقعتيّ شنقلي طوباية و منواشي بشمال دارفور فى الطريق ما بين مدينتيّ الفاشر و نيالا لم يحقق فيهما شئ سوي الانهزام و التراجع ، بل أكد قيادي ميداني من مرافقي مناوي حالياً فى جوبا أن من الصعب تكرار تجربة المواجهة مع أى قوات حكومية على المدي القريب نظراً لضعف (شديد) – حسب تعبيره – تعيشه قوات الحركة فى ظل شح الدعم المقدم من الحركة الشعبية والدول الإفريقية المجاورة التى كنا نتوقع منها الكثير، حسب ما قال القيادي المذكور . من جهة ثانية فان (حالة تناقص وتآكل) فى قوات مناوي باتت تواجهه بعنف إثر الإعلان عن عمليات التسريح و إعادة الدمج التى تبنتها قيادات الحركة بعدما تم عزل مناوي رسمياً من قيادتها و تنصيب مصطفي تيراب ، ومن المحتمل أن يكون سفر مناوي الى لندن بحثاً عن دعم مادي و معنوي أو اللحاق بالمعارضات ذات الطابع (الفندقي) – إذا جاز التعبير . من جهة ثالثة فان مناوي يستشعر(صعوبة شديدة للغاية) حيال إمكانية (رأب الصدع) الذى نشأ بينه و بين شركائه فى الحكومة ، فهو باعد المسافة فيما بينهما تباعداً مبالغاً فيه ومن غير المحتمل ان تقبل الحكومة أية أطروحات جديدة منه فى أي سياق كانت، وهو لن يحتَمِل العودة (بدرجات تقل كثيراً) عن السابق ، بعد كل هذا الجهد و هذه المتغيرات . وأخيرا، فان مناوي بات يتخوف بشدة من أن يلحق رفيقه و خصمه السابق عبد الواحد محمد نور بمفاوضات الدوحة - و قد راجت بالفعل أنباء كهذه قالت بها الوساطة المشتركة- من أن عبد الواحد قد يلحق بالدوحة فى أى لحظة، فإذا حدث ذلك فان مناوي سيكون فى وضع حرج ، اللهم إلاّ ان يلتحق هو ايضاً بحركة عبد الواحد ويأخذ ما يجده، وهو أمر قاسي عليه و شديد الوطأة ! و هكذا فان لندن فيما يبدو محاولة للبحث عن تفكير هادئ أو هروب من واقع، او محاولة أخيرة للبقاء! و فى كل الأحوال ما عادت فى الحقيقة أمراً مجدياً !