عاد التوتر أكثر حدة في ولاية جنوب كردفان السودانية، وشهدت مدينة كادوقلي إطلاق نيران مدافع ثقيلة عقب التئام اجتماعات للجنة المشتركة المكلفة من قبل الرئاسة بالأطراف والأجهزة الأمنية لتهدئة الموقف، في وقت نشطت الاتصالات بين الرئيس عمر البشير ونائبه سلفاكير ميارديت لاحتواء العنف بالمنطقة . وأكد والي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون أن إطلاق نار عشوائي حدث داخل مدينة كادوقلي، وقال إن الأوضاع تحت السيطرة، وكشف عن اجتماعات مكثفة التأمت بين ممثلين للقوات المسلحة والجيش الشعبي في محاولة لنزع فتيل الأزمة، وأشار إلى أن ما يجري في المنطقة نتاج لحالة الشد والجذب بين الجانبين . وكشف هارون أن الطرفين اتفقا على عدم اللجوء إلى العنف وتهدئة التصعيد، وقال إنه فوجئ بإطلاق نار عشوائي داخل كادوقلي لحظة عودته من المطار بعد وداع وفد الحركة الشعبية، وأشار إلى أن إطلاق النار ناجم عن انتشار الأسلحة في المنطقة بطرق غير مشروعة . من ناحيته، وصف الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان الأحداث بأنها معزولة ومرتبطة بالتشويش الملازم لقضايا الترتيبات الأمنية، ودعا لوضع حد للتوتر والتمسك باتفاقية السلام في المنطقتين . وأوضح أن الرئيس عمر البشير والنائب الأول سلفاكير ميارديت أجريا اتصالات متواصلة، أمس، لوضع حد للأزمة بالمنطقة، وتعرضت محطة كهرباء كادوقلي لقصف أدى لتوقفها وغرق المدينة في ظلام دامس . وكانت الحركة الشعبية أصدرت بياناً، أمس، قال “إن هناك خطابات تدعو إلى نقض اتفاقية السلام والتهديد بالحرب على أبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقد أدت هذه التصريحات إلى تأزيم الوضع في كل الاتجاهات" . وأشارت الحركة إلى صراع قالت إنه داخل القوات النظامية السودانية، مؤكدة أنها والجيش الشعبي غير ضالعين في هذه الأحداث والصراعات “وإنما هي صراعات داخل الشرطة وعلى الأجهزة النظامية ألا تعلق صراعاتها على الجيش الشعبي" . وقال الناطق باسم الجيش الشعبي فليب اغوير “لا علاقة لنا بما يجري في جنوب كردفان، وليست لنا أي قوات في تلك المنطقة" . وأضاف “جنوب كردفان منطقة شمالية، والجيش الشعبي لا يوجد في أي منطقة في شمال السودان، وبالتالي فلا علاقة لنا بما يحدث، وعلى الخرطوم أن تحل مشكلاتها من دون أن تعلقها على عاتق الجنوب" . من جانبه، اتهم الناطق باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد بعض أفراد الجيش الشعبي بالهجوم على كادوقلي بالأسلحة الثقيلة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة احتسبت شهيداً واحداً و(7) جرحى في هجوم قوات الجيش الشعبي على منطقة أم دروين شرق كادوقلي أمس الأول . وكانت تقارير أشارت إلى قيام الجيش الشعبي بقصف عشوائي على مناطق استراتيجية بكادوقلي من بينها منزل الوالي أحمد هارون ومباني جهاز الأمن والشرطة ومطار الولاية مستخدماً مدفعية ثقيلة ورشاشات و"آربي جي" . وحتى أمس استمرت الاشتباكات المسلحة بالمدينة . وأشارت التقارير إلى مقتل عدد من الأشخاص وجرح آخرين جراء إطلاق النار المكثف، وبدأ المئات من المدنيين الهروب من المدينة . وأكدت أن الطريق المؤدي إلى داخل المدينة قد أغلق تماماً أمام حركة المرور، كما تم إغلاق مطار المدينة في وجه الملاحة الجوية . وأفادت مصادر في الأممالمتحدة بأن 6 أشخاص قتلوا في مواجهات بين قوات جنوبية وأخرى شمالية في كادوقلي . من جانبه، قال جلال تاور مسؤول قطاع جنوب كردفان بالمؤتمر الوطني إن الحادث يعتبر جديداً على المنطقة ولم يحدث حتى إبان زمن الحرب، وعزا التوتر إلى أن المنطقة كلها خاضعة للترتيبات الأمنية وهي جزء من اتفاقية السلام الشامل . وقال إن هذه الترتيبات شاب تنفيذها بعض النقص وعملية الدمج لم تتم في موعدها وكان ذلك بإمكانه إزالة الجفوة الموجودة بين قوات الشعب المسلحة وجنود الجيش الشعبي في القوات المشتركة . وكانت لجنة أمن ولاية جنوب كردفان أصدرت الليلة الماضية بياناً أكدت فيه التزام كل الأطراف بما تم التوصل إليه من خريطة طريق أمنية لمعالجة الموقف الماثل والمستقبلي، وقالت إن الأوضاع داخل المدينة قد تمت السيطرة عليها . وعزت الأحداث إلى ما أسمته الشد والتوتر النفسي الذي عاشته مختلف القوات خلال الفترة الماضية . من جهته، دعا المبعوث الأمريكي للسودان برينكتون ليمان قوات شمال السودان إلى سحب قواتها من منطقة أبيي، “لأنه من الصعب عودة الطرفين للتفاوض وهناك احتلال عسكري في المنطقة" . ووصف، ليمان عقب لقائه مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي، الوضع في أبيي بأنه متوتر للغاية، مشيراً إلى أن جهوداً تبذل لتسوية القضايا العالقة . فيما تطرقت المباحثات بين الجانبين إلى الوضع بين شمال وجنوب السودان . ودعا العربي إلى حل مقبول لطرفي قضية منطقة أبيي الحدودية بين شمال وجنوب السودان . وذكرت الأممالمتحدة أن أكثر من 1500 شخص لقوا حتفهم في أعمال العنف في جنوب السودان وذلك قبل استقلال المنطقة . المصدر: الخليج 8/6/2011