ارتفعت في الأيام الماضية وتيرة التصريحات بين الشمال والجنوب فيما يتعلق بمستقبل العلاقة (النفطية )بعد الانفصال وفي كلا الحالتين كانت التصريحات تمضي نحو (التهديد )بعدم استخدام (جالون )ومنع استخدام (الأنابيب )هنا بينما الواقع يقول ان التعاون والاتفاق في هذه المسألة يحقق الفائدة للطرفين وهو ما يعرفه خبراء الاقتصاد هنا وهناك جيدا ومع ذلك فان الحكومة من المفترض ان تكون قد وضعت (بدائلها )للنفط الذي سيمضي اغلبه الي دولة الجنوب بينما من المتوقع كذلك ان تتصاعد عمليات الاستكشاف في السودان الشمالي لتعويض الفاقد . وفي تقديري ان جهدا كبيرا ومتعاظما تقوم به وزارة المعادن يمكن ان يفتح الباب واسعا للاعتماد علي استكشاف وتنقيب المعادن الذي اصبح الآن يغطي مساحات واسعة من البلاد وظل الوزير د.عبد الباقي الجيلاني يعلن يوما بعد يوم ارتفاع حصيلة تلك الاستكشافات وما يتم حصاده من معادن لا تتوقف علي الذهب وحده رغم انه الأكثر ولكن يتجاوز التنقيب نحو عدد من المعادن النفيسة التي سيكون لها اثرها الاقتصادي والتنموي في المستقبل القريب ،جاء في أخبار الأمس علي لسان الوزير د.جيلاني عن اكتشافات جديدة في عدد من الولايات لكميات كبيرة من الفوسفات بجانب التوقيع علي اتفاقيات مع دول أفريقية لاستغلال الأحجار الكريمة مع التأكيد علي أحكام الرقابة علي الشركات العاملة في مجال التعدين ومكافحة التهريب وهي جميعها تمثل إجراءات تؤكد علي اهتمام الوزارة وإدراك كوادرها لأهمية التعدين ودوره في دعم الاقتصاد الوطني . نتوقع ان تتخذ الحكومة المزيد من الإجراءات والقوانين التي تساعد وزارة المعادن في أداء مهامها وعدم إعاقة جهودها في مجالات الاستكشاف والتنقيب والتعدين بجانب التسويق العالمي وذلك يتطلب من وزارة المعادن تقنين عمليات التنقيب الفردية التي يقوم بها المواطن في كثير من الولايات حيث ان جهود المواطنين تحتاج الي دعم معرفي وخبرات جيلوجية لتحقيق الفائدة الكاملة للمواطن والوطن دون إهدار للوقت والجهد والحصاد المعدني وسبق ان شهدت واستمعت لبيان وزير المعادن أمام المجلس الوطني والذي حظي بكثير من الدعم المعنوي من أعضاء البرلمان لإدراكهم أهمية التعدين كأفضل البدائل للنقص في النفط . واعتقد أن تسليط الأضواء الإعلامية علي جهود الوزارة في عمليات التنقيب والتعاقدات علي الاستكشافات ثم التسويق يمثل بشارة اطمئنان للشعب السوداني في مقابل بعض الدعوات للاستعداد لسنوات (عجاف )بسبب فقد دخل البترول في المرحلة المقبلة فان تركيز الجهود مع وزارة المعادن ستفتح أبواب الخير نحو بدائل حقيقية تساهم بصورة فاعلة في النهوض بالاقتصاد السوداني ما بعد الانفصال وسنكون في انتظار مزيد من البشريات التي تأتينا من جهة وزارة المعادن . نقلا عن صحيفة الوفاق بتاريخ :21/6/2011