دعوات النشطاء الأجانب لفك الحصار عن غزة واعتصاماتهم التي باتت تملأ شوارع القاهرة، والتظاهرات التي قادها طلاب العديد من الجامعات المصرية أمس، دليلان على اتساع رقعة الرفض لجريمة الحصار، وخطورة بناء الجدار. اليوم يصطف عشرات الرافضين للحصار الظالم على غزة، وهناك مسيرة "غزة نحوالحرية التي يقودها التحالف الدولي لإنهاء الحصار غير القانوني والذي يضم 1400 ناشط من 43 دولة. وهناك "قافلة شريان الحياة" التي تقاوم محاولات قطع شريان الحياة عن غزة، وتقدم نموذجا انسانيا رائعا في الدفاع عن حقوق الإنسان بقيادة النائب البريطاني جورج غالاوي. وقد بدأ تسعة نشطاء دوليين إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على منع السلطات المصرية سفرهم إلى غزة. هذه الهبة الشعبية، والغضبة الانسانية ستجد طريقها حتما إلى الشعب الأعزل المحاصر في غزة، وستخترق أي جدار فولاذي كان أم أسمنتي. هذه الهبة الشعبية والقوى الحية لا تعترض على أي قرار سيادي تتخذه مصر ب "إقامة إنشاءات" على أراضيها، لكن من حقها أن تعترض على خنق غزة من الرئة الوحيدة التي قد تتنفس منها في ضوء تفاقم جرائم الاحتلال، والتي ليس أقلها الحصار الخانق الجائر. لن يكون السكوت على حصار غزة من مصلحة مصر، أو أي دولة مجاورة، ونلمس لمصر العذر في ضبط أمنها، لكن قدرها أن تكون "نفق الحياة" للشعب الفلسطيني وشريانه، وإن تم الخيار بين تجويع الحصار ولعنة الجدار، لكان تجويع الحصار أهون على الفلسطينيين من جدار يكفيهم منه جدار الفصل العنصري الذي قطعت به اسرائيل أوصال الضفة وشتت به شمل الدولة المرتقبة. لقد اهتزت صورة اسرائيل منذ حرب غزة، وتبددت أسطورة جيشها الذي لايقهر خلال حرب لبنان، وتم خرق قصة اسرائيل "فوق القانون" مع صدور المذكرة البريطانية باعتقال ليفني، وكل ذلك تم إما خارج أراضينا العربية، أوبأيادي الصابرين منا على المقاومة والحصار، وإن كان من دين لهم علينا فهو دين الدعم والمساندة، لا الحصار والتجويع. نقلاً عن الشرق القطرية 30/12/2009م