بدأت في العاصمة الإيرانيةطهران أمس فعاليات المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب تحت عنوان «العالم بدون إرهاب» وذلك بحضور عدد من الرؤساء ورؤساء الحكومات ووفود رفيعة المستوى وممثلين عن بلدان ومنظمات دولية وإقليمية. وأكد مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في افتتاح المؤتمر أن ذاكرة شعوب المنطقة لن تنسى محاولات الدول الغربية في تنظيم مجموعات إرهابية مثل المجاميع الصهيونية الدولية ومجموعات مماثلة أخرى لاغتصاب فلسطين وتشريد وارتكاب عشرات الجرائم والمجازر ضد الشعب الفلسطيني وتشريده من وطنه. سجل إرهابي أميركي واستنكر خامنئي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مستشاره للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي مواصلة الكيان الصهيوني لأعماله الإرهابية داخل فلسطين وخارجها حيث يفاخر قادة هذا الكيان بتاريخهم الإرهابي وبمشاركتهم في العمليات الإرهابية مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة الأميركية خلفت سجلا اسود من الأعمال الإرهابية إضافة إلى تقديمها الدعم المالي والتسليحي لجرائم الإرهاب المنظمة في دول المنطقة. ولفت خامنئي إلى الادعاءات الكاذبة للولايات المتحدة وبعض الدول الغربية حول محاربة الإرهاب في الوقت الذي يدعمون فيه الجماعات الإرهابية مستنكرا نظرة الدول الغربية إلى المقاومة المشروعة في الدفاع ضد المحتلين والمعتدين باعتبارها إرهاباً في حين تغض النظر عن عصاباتها الخبيثة والمرتزقة التي تهدد أرواح الأبرياء. إسرائيل أجرمت في المنطقة من جهته أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ضرورة وضع حلول واضحة وعملية لمواجهة موحدة ضد الإرهاب وبلورة الإرادة العالمية لمحاربته بشكل حقيقي ومؤثر عبر إصلاح الآليات الاستعمارية نحو العدالة مبيناً أن الإرهاب أصبح هاجساً مشتركاً لدى جميع الدول ولاسيما بعدما ازدادت الخسائر الناجمة عن الأعمال الإرهابية التي تطال جميع الشعوب والدول. وأشار أحمدي نجاد إلى أن محاربة الإرهاب تتطلب فهما وإرادة عالمية مشتركة مؤكداً أن الكيان الصهيوني الغاصب الذي ارتكب جرائم كثيرة بحق البشرية في فلسطين ولبنان وسورية والأردن يعد أحد أخطر مظاهر وأسباب الإرهاب داعياً المجتمع الدولي إلى محاربة الإرهاب بشكل حقيقي وفعال بجهود جماعية والتركيز على إصلاح آليات التمييز للاستعمار التي مهدت الأرضية لنشوء الإرهاب لصالح العدالة والأخلاق والشعوب. واقترح الرئيس الإيراني تأسيس أمانة دائمة للمؤتمر الدولي لمحاربة الإرهاب تعمل على انعقاد المؤتمر بشكل سنوي في إحدى الدول لتوظيف جهود جميع الشعوب والحكومات المستقلة من أجل تحديد تعريف واحد ومشترك للإرهاب وجذوره وعناصره ووضع حلول عملية واضحة لمحاربة موحدة ضد الإرهاب. طالباني: الإرهاب ظاهرة عابرة للقارات من جهته دعا الرئيس العراقي جلال طالباني إلى تضافر الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب بعد أن تحول إلى ظاهرة عابرة للحدود والقارات مؤكداً أن إقرار حقوق الإنسان ورفع الظلم واعتماد مبادئ الديمقراطية هي عوامل أساسية في محاصرة الفكر الإرهابي. من جانبه رأى الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين وإزالة الازدواجية في المعايير هما أولى الخطوات العملية لمكافحة الإرهاب إضافة إلى العمل على إصلاح المؤسسات الدولية العدلية والأمنية والثقافية وتجنب استغلال الحملة على الإرهاب للاستهداف السياسي والنيل من الآخر. استيلاب فكري هدام ولفت البشير إلى أن استفحال هذه الظاهرة الهدامة يعود إلى عمليات الظلم والاضطهاد والاحتلال والاستلاب الفكري التي تمارسها القوى الاستعمارية على القوى المستضعفة داعيا إلى التصدي لإرهاب الدولة الذي تعتبر إسرائيل وحلفاءها الأنموذج العملي له سلباً وتشريداً وقتلاً . بدوره حذر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من التفاقم المتزايد للإرهاب على الصعد المحلية والإقليمية والدولية بحيث أصبح يؤرق الجميع الأمر الذي يتطلب تكريس الجهود لمكافحته مشيرا إلى أنه غالبا ما يكون ضحايا الإرهاب على أيدي الجماعات المتطرفة التي تستخدم الدين ظلما لقتل الأبرياء وتشوه صورة الإسلام الذي هو دين السلام والإخاء والتعاون. الحل بالتعاون الدولي كما دعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إلى إيجاد تعاون على مستوى المنطقة للوقوف بوجه الإرهاب ومكافحته معتبرا أن تعاون دول العالم المختلفة في هذا المجال كفيل بالوصول إلى آلية واضحة المعالم لمكافحة الإرهاب. وأد جذور الإرهاب وفي السياق ذاته رأى الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان أن هناك صلة مباشرة بين الإرهاب وغسيل الأموال وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية الأمر الذي يحتم على جميع الدول التعاون لتفعيل القوانين الدولية لمكافحة هذه الظاهرة مؤكدا ضرورة اتخاذ خطوات مؤثرة وفاعلة لمكافحة جذور الإرهاب على المستوى الدولي. يشار إلى أن المؤتمر الذي يستمر يومين يتمحور حول استعراض ودراسة السبل الناجعة لمكافحة الإرهاب ودور المنظمات الدولية والإقليمية في مكافحة الإرهاب ووجهات نظر الاديان بخصوص مكافحة هذه الظاهرة. إلى ذلك ، انتُخِبَتْ إيران مقراً للأمانة الدائمة للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي عقدت في طهران. كما قرر الأعضاء المشاركون عقد المؤتمر الدولي القادم لمكافحة الإرهاب في العاصمة العراقية بغداد العام المقبل. المصدر: تشرين 25/6/2011