جدل كثيف دار حول الاتفاق الإطاري الذي وقعه شريكا نيفاشا فى أديس أبابا أخيراً، تلقى على إثره رئيس الوفد الحكومي د. نافع علي نافع هجوما هو الأول والاعنف من نوعه، ولكن لو تجاوزنا الاتفاق الذي تحفظ الرئيس البشير على اربعة من بنوده وعدنا الى الوراء ونظرنا فى تاريخ الحركة الشعبية، نجدها تبصق على كل اتفاق توقعه، وتسعى لتجييره لمصلحتها بدءاً باتفاق وقف إطلاق النار فى عام2003م الذى كان الغرض منه تطبيع الحياة المدنية الى حين توقيع نيفاشا، فى وقت كانت فيه الحركة «مزنوقة» في جنوب كردفان، وكانت القوات المسلحة قد ناورت حول منطقة كاودا معقل الحركة الآن، وبدأت تستعد لاجتياحها، فكان الاتفاق الذى شل القوات المسلحة، ومن ثم جاءت نيفاشا التى طوال سنواتها فعلت الحركة بسببها العجب بجنوب كردفان، وكانت كابوسا على الولاية، حيث عقدت مؤتمرات إثنية مثل مؤتمر النوبة، وأسست مدرسة الكادر، وادخلت المنهج الكينى، وأقامت معسكرات للتدريب، واستوعبت ضباطا وجنودا، وتمددت فى مناطق لا علاقة لها بها من قبل، مثل أم دورين وشيبان، وأوحت للناس بفكرة المناطق المحررة التى تأسست فى عهد الوالى خميس جلاب الذى يدعى الآن التدثر بثوب الحكمة بانتقاده لمغامرة عبد العزيز الحلو، فى حين أنه يسعى لخلافته، ومنعت الحركة الحكومة من دخول تلك المناطق، وبالمقابل تمددت فى مناطق نفوذ المؤتمر الوطنى، فحكمت لقاوة وكادقلى وابو جبيهة وبابنوسة وتلودى «معتمدو هذه المحليات يتبعون للحركة»، وكان اكثرهم لؤما معتمد ابو جبيهة موسى كجو الذى قاتل الحكومة أشد قتال إبان أحداث كادقلى، ومنحتهم الحكومة كل الولاية، فى حين أنه طوال سنوات الحرب لم تحتل ولا 5% منها. والطامة الكبرى كانت فى الشراكة «الغبية» التى تم تنفيذها مع حركة كل صفاتها اللؤم والخيانة والغدر، ومد لها المؤتمر الوطنى يده بيضاء من غير سوء، وكان نصيبه قتل قياداته وترويع مواطني الولاية التى يحكمها كى يمرغوا سمعته، رغم أن الحكومة بجنوب كردفان دمجت «1500» من منسوبي الحركة فى الشرطة، منهم «71» ضابطاً فيهم من يحمل رتبة العميد، ونحو «3» آلاف فى القوات المسلحة و«2700» فى الخدمة المدنية، أما بشأن الحكم فحدث ولا حرج، فمن ضمن «10» وزارات تقاسمتها الحركة مع الحكومة بكادقلى و«5» مديرين عامين للوزارات يتبعون لها، ومن ضمن «19» محلية يقود «9» منها معتمدون نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 7/7/2011م