*الصورة الإعلامية لمشهد الحرب في جنوب كردفان تغطي علي حقائق الواقع الذي تعيشه الولاية ..فالحرب التي نشبت بتمرد عبد العزيز الحلو ومجموعته لم تغط ولاية جنوب كردفان كما تبدو في "المديا"..وحتى الحركة الشعبية وقياداتها والجيش الشعبي لم يتورطوا جميعا في الحرب التي نبذها ورفضها رموز في قامة الجنرال خميس جلاب والسياسي المخضرم دانيال كودي ومناطق مثل تلشي وتيمين وتيما في غرب محلية الدلنج رفضت ولوج ساحة الحرب وأثرت مصلحة المواطنين في حياة آمنة ومستقرة ومناطق قبائل مثل الغلافن والنمانج وتيرا وكيقا لم تواجه الدولة بالعصيان والتمرد وتستهدف التعايش بين مكونات المجتمع . الحرب من حيث الرقعة الجغرافية انحصرت في محلية كادوقلي ومحلية البرام وأم دورين وهيبان وأجزاء من محليتي الدلنج ودلامي وتأثرت ست محليات فقط بالحرب من جملة الولاية البالغ عدد محلياتها تسع عشرة محلية ولكن دخان الحرب غطي علي الاستقرار بالقطاع الغربي وكل القطاع الشرقي من محلية العباسية ورشاد وأبو كرشولا وأبو جبيهة وتلودي وشمالا محلية القوز وجنوبا محلية الريف الشرقي . من حق المحليات المستقرة امنيا ان تحظي بزيارة والي جنوب كردفان وأعضاء حكومته وإشرافهم علي بدايات العام الدراسي ومتابعة مصالح المواطنين في الصحة وانسياب مدخلات الموسم الزراعي بعد ان سجن التمرد المحدود الوالي وحكومته في مدينة كادوقلي وحدها وأصبحت الحكومة تستقبل قوافل دعم الداعمين وتطمئن اقل من 20%من سكان الولاية بان الأمن مستتب وتناشدهم العودة لمساكنهم بينما صورة الحرب تغطي علي كل الولاية التي لا تعرف بعض مناطقها صوت السلاح حتى في حقبة التمرد الأولي وحقبة التمرد الثانية ..فلماذا الانسياق الاعمي وراء دخان معارك محدودة وفي رقعة جغرافية صغيرة ..وحرمان بقية المحليات التي لم تتمرد من حق الحياة الكريمة .. *سعي احمد هارون وفريق حكومته المؤقت لعودة الروح لمدينة كادوقلي عاصمة الولاية وتكللت مساعيهم بالنجاح النسبي في عودة نصف سكان المدينة ..وأنفقت الدولة في سبيل كادوقلي وحدها اموالا طائلة ..بينما الدلنج والفولة وتلودي تنتظر قرع أجراس المجارس وبداية العام الجديد بالأمل في الاستقرار وخريف مهطال ولكن الي متى تظل كادوقلي الصوت الاعلي سياسيا والأكثر إثارة في الإعلام ومركز الجاذبية لقضايا عامة تختزلها كادوقلي في نفسها . *في كل يوم تتأزم قضية كادوقلي في غياب رؤية سياسية إستراتيجية لتفكيك الأزمة من جذورها بتفكيك الولاية نفسها برغبة أهلها في القطاع الغربي والقطاع الشرقي والقطاع الجنوبي الطامح نحو حكم ذاتي وذاتية تحقيق أشواق طال انتظارها !...والي متى انتظار "الرهاب "في الكنائس واصطياد البط في الصحراء ودون ذلك ثمة حلول سهلة جدا لقضايا تبدو وصعبة اذا وضعنا لكل قضية مقدارا ولم نصرف كل الولاية لجزء صغير منها أفادته فكرة مجنونة لقيادات سقطت في اختيار الديمقراطية فقررت معاقبة الذين صوتوا لصالحها والذين صوتوا لغيرها ! نقلا عن صحيفة آخر لحظة بتاريخ :10/7/2011