تعزيزا وتأكيدا لدور قطر العروبي المتطلع إلى نهضة عربية جديدة يحضر ويشارك حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، غدا الخميس، في حفل التوقيع على اتفاق سلام بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة، والذي يأتي تتويجا لمسيرة طويلة من المفاوضات قادتها الدبلوماسية القطرية بدأب وثقة واقتدار. إن أي مراقب عربي متابع للشأن السوداني في تطوراته الاخيرة، وبالخصوص إعلان استقلال الجنوب، يوم السبت الماضي، سوف يتأكد له أن ما قامت به دولة قطر لعلاج قضية دارفور كان استراتيجيا بامتياز، وكان سباقا للجم أزمة كان في استمرار احتقانها وتصاعدها خطر جديد على السودان ووحدة ترابه. ومن ذلك فإن من كانوا يمارسون استقطابات بلهاء لفصائل دارفورية، لشق الصف السوداني، وفتح المجال لتدخلات إقليمية أو دولية، هم في واقع الأمر لا يمكنهم رؤية ما تحت أقدامهم، أو أنهم لا يعايرون بدقة التداعيات التي كان يمكن أن تترتب لو أن هذه الأزمة انزلقت إلى تصعيد، وانعطفت إلى مسار التدويل والتدخلات الدولية التي تتيح لقوى مختلفة أن تصطاد في ماء عكر. صدق النوايا وقوة الإرادة والإحساس العميق بمسؤولية عربية تجاه السودان الشقيق، هي ما دعت قطر إلى بذل هذا الجهد الكبير الذي يتوج غدا بنجاح كبير، وبهدف إعادة حشد طاقات السودان الواحد تجاه أهداف تنموية تحقق ما لم يتحقق بسبب ما استهلكته الحروب، وتتوزع عوائد هذه الأهداف على كل السودان، وصولا إلى جماعة وطنية سودانية تتحمل مسؤولياتها في إنجاز ما يحقق الوفرة والرخاء لكل أقاليم السودان وشعبه الواحد. المصدر: الوطن القطرية 13/7/2011