منذ لحظة التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة على اساس وثيقة الدوحة ل"سلام دارفور"، ظلت الدوحة تشهد احتفالات متواصلة للسودانيين ابتهاجا بانطلاق قطار السلام الى محطته النهائية. ففي حفل التوقيع على اتفاق السلام بفندق شيراتون الدوحة والذي كان يوما مشهودا، اظهر السودانيون عامة واهل دارفور خاصة امتنانهم البالغ لدولة قطر، حيث كانت ردود الافعال وهتافات الترحيب واهازيج وزغاريد الفرح والسعادة التي قوبلت بها كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى، حفظه الله، ابلغ دليل على المشاعر التي قابل بها اهل السودان تلك الرعاية الكريمة من سموه للمفاوضات وحرصه الكبير على تحقيق الامن والاستقرار في دارفور وhلتزامه، ليس بجلب السلام والاستقرار فقط للاقليم، بل ودعم عملية اعادة الاعمار والتنمية في هذا الاقليم الذي عانى اهله من ويلات الحرب والنزوح والتشريد من خلال اعلانه عن انشاء بنك لتنمية دارفور برأسمال يصل الى ملياري دولار. وقد جاء تكريم سعادة السيد احمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية في اطار الاحتفالات التي نظمها السودانيون ابتهاجا باتفاق السلام تعبيرا عن امتنانهم لدوره الكبير في ادارة عملية المفاوضات الشاقة بين اطراف النزاع في السودان والتي امتدت لاكثر من 30 شهرا جاب خلالها مناطق الحرب في دارفور ومعسكرات النازحين واللاجئين في الاقليم وفي دول الجوار، والتي اظهر خلالها قدرا كبيرا من الحنكة والاقتدار والصبر والحكمة التي عرفت بها الدبلوماسية القطرية واصبحت احدى سماتها البارزة في المنطقة والعالم، وأكسبتها الاحترام في كل المحافل الدولية. لقد نجحت دولة قطر في تحقيق انجاز تاريخي بالتوصل الى وثيقة الدوحة التي اجازها اصحاب المصلحة في دارفور، واعتمدها المجتمع الدولي والاقليمي ممثلا في مجلس الامن والجامعة العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الاسلامي. ان المطلوب الآن من اهل السودان عامة واهل دارفور خاصة الذين عرفوا برد الفضل لأهله، ان يتمسكوا بالوثيقة التي اصبحت ملكا لهم وان يعملوا على انجاحها وان يستجيب الذين لم ينضموا بعد للوثيقة الى مصلحة اهلهم بالانحياز الى خيار السلام والتنمية والعمل على انجاز اتفاقات نهائية على اساس وثيقة الدوحة. المصدرك الشرق القطرية 17/7/2011