في ثنايا التقرير الاخباري الذي نشرته (آخر لحظة) عدد الأمس، سقطت صفة من الموصوف واختل المقعد الذي يجلس من فوقه شيخ العرب الزعيم حسن صباحي، ورد في التقرير أن قيادات حزبية معارضة للحكومة تقف في ضفة الرافضين لقانون استفتاء أبيي الذي وصفه احد ابرز القيادات حسن صباحي بأنه سلب حق مواطنين في الاستفتاء. ولم نكتب تعريفاً سياسياً لصباحي بصفته أحد قيادات المؤتمر الوطني ونقله عدم التعريف لضفة المعارضة، رغم أن صباحي لا يكترث كثيراً لاسباغ الصفات عليه، لأنه يتحدث فيما يعتقد انه الصحيح ( على كيفو)، لا يتلقى راتباً من الحكومة ولا ينتظر وظيفة مع الطائفين حول صنم السلطة.. ومبعث هذا الاستدراك ليس اعتذاراً للرجل، ولكنها الحقيقة التي يجب التحلي بها عند تناول قضايا الوطن الكبيرة، ومن بينها قانون استفتاء أبيي الذي اصبح وثيقة قانونية في انتظار اضفاء الشرعية عليها، بتوقيع الرئيس على القانون أو اعادته للبرلمان المنتخب في ابريل القادم لتعديل بعض نصوصه وحتى توقيع الرئيس على القانون لا يعني سد دروب التعديل بالاضافة والحذف، لأن البرلمان المنتخب يملك حق تعديل القانون واي قانون آخر. ولست في مقام من يسدي النصح لسعادة الجنرال مهدي بابوب نمر بالصبر، وادخار جهده لتعديل القانون بالطرق والوسائل السلمية بعيداً عن اثارة مشاعر العامة من الناس في الحاج يوسف والمجلد، فالقانون يتم تعديله في البرلمان لا اطراف العاصمة، ولاأسى لموقف المؤتمر الوطني وحده وقف مسانداً للمسيرية حينما تخلت عنهم القوى الشمالية الحزبية، ولم يدخر الوطني جهداً او يضن بمال لتنمية المنطقة الغربية من كردفان، وطاف قيادات المنطقة العالم شرقه وغربه بدعم من الوطني، حتى ينال المسيرية حقوقهم في منطقة ابيي.. كان مهدي بابو وصباحي وصلوحة، وبشرى والدرديري شركاء في لاهاي وشركاء في نيفاشا، ولتمتد الشاركة حتى تعديل قانون استفتاء أبيي بعيداً عن التلويح باستخدام القوة الذي لا يرد حقاً مسلوباً، وكفى المنطقة (احزاناً ودموعاً وارامل وايتاماً زغب الحواصل تدمع من اجلهم المقل).. وقريباً من الحدث فان النائب علي عثمان محمد طه يضع يوم الاربعاء القادم اول قطرة من اسفلت طريق الدبيبات ابوزبد الفولة بطول 183 كلم دفعت المالية الاتحادية نقداً مقدم القرض الصيني حتى يبلغ الاسفلت مدينة الفولة التي تشهد قيام اكبر محطة لتوليد الطاقة الحرارية، ورغم ذلك يتنكر البعض لمواقف المؤتمر الوطني ويدمغه بما ليس فيه، وقيادة المؤتمر الوطني ظلت تشرع الابواب لقيادات المنطقة، وظلت القيادة ممثلة في الرئيس عمر البشير قريبة من وجدان الناس وخاطرهم.. فلا تعجل سعادة الجنرال مهدي بابو وقديماً كانت جدتي ابنة كرتقيلا ابو جردة تردد في خلواتها مقولة مأثورة للبقارة (الصابرات روابح وان أقدمن في الليل.. التردة ما بتيبس وان خريها شين). نقلاً عن صحيفة آخر لحظة السودانية 3/1/2010م