في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية قال الفريق عبد العزيز الحلوان هدفه الإستراتيجي (تغيير النظام في الخرطوم ).. وبالطبع حسب الدستور من حق أي سوداني وسودانية العمل علي تغيير النظام في الخرطوم أو في البشاقرة .. لكن يبقى السؤال الكبير .. كيف ؟ إذا كانت الإجابة (بالبندقية) فهنا لا تسمى العملية (تغيير النظام ). بل (حرب علي النظام ) وليس في الدستور بند ينظم ( الحرب علي النظام ) .. إما إذا كانت الإجابة( بالوسائل السلمية) .. فلماذا لا ينظر عبد العزيز الحلو مباشرة إلى ما ينفع أهله وقومه ليتقرب به زلفى نحو (الإطاحة) بحكومة المؤتمر الوطني في أول انتخابات قادمة ؟ جنوب كرد فان ولاية زاخرة بالموارد .. لكنها زاخرة بفرص الاحتراب والتدمير.. وليس أمام أي سياسي ينطلق من قاعدتها إلا خياران .. طريق التنمية أو نفق الحرب .. الأول يحتاج إلي بعض الصبر علي مكارة الانتظار النبيل لحصد رضا الناس ودعمهم الديمقراطي .. والثاني لمن تعجل ويريد شق الطريق وسط دماء الشعب السوداني ليصل إلي القصر الجمهوري علي جماجم المغلوبين علي أمرهم..ولو نظر الفريق عبد العزيز الحلو إلي تجربة رفيقة الدكتور جون قرنق .. لتفتحت بصيرته علي الحكمة والحل الأمثل .. فبعد أكثر من عشرين عاماً من الحرب المتواصلة وشلالات الدم .. والدمار والدخان والنيران .. ما وجد جون قرنق طريقاً أسرع وأفضل من المفاوضات والحوار والتسوية السياسية .. طريق أبيض يفضي لحل أبيض .. ولو تغير القدر وعاش جون قرنق إلي اليوم لربما كان اليوم أول رئيس للسودان كله .. من أصول جنوبية .. فيكون أخذ بالسلام والحوار أضعاف ما كان يحلم به علي ألسنة الرماح.. ربما لأن الفريق عبد العزيز الحلو عاش تجربة طويلة في النضال تحت ظلال السلاح فاضحي أكثر تعلقاً بالخيارات الأقرب من خبرته .. لكن ما ذنب الأهالي والشباب في جنوب كرد فان ؟ أن تفرض عليهم خوض غمار حرب هم وقودها .. من الأجدر أن نؤسس عهداَ وطنياَ جديداً لا يحجر التفكير في (تغيير النظام) بشرط واحد ..هو تحمل الوقوف في صف الانتظار .. انتظار الوسائل الديمقراطية .. هكذا تفعل كل الأمم المتحضرة .. أو نلك التي تراودها أحلام التحضر .. لكن إذا أصر كل (فريق!) أن يحتكم إلي سلاحه .. فحتى لو انتصر وقطف السلطة غداَ سيهب في وجهه (فريق!) .. فيظل السودان أبد الدهر دولة(فرقاء) مدمجة بالحروب والويلات الطاردة للاستقرار والتنمية .. نقلاً عن صحيفة التيار السودانية 26/7/2011م