توقع بنك السودان المركزي توصل مفاوضات أديس أبابا للقضايا العالقة إلى تفاهمات بشأن العملة تؤدي لاسترداد (الملياري جنيه) الموجودة في دولة جنوب السودان دون مقابل وجمعها بطريقة منظمة. وأقر مساعد محافظ البنك المركزي للصيرفة والعملة النور عبد السلام الحلو ، بأنّ المركزي اضطر لطبعة ثانية للعُملة عقب نكوص دولة جنوب السودان عن محادثات العُملة ، ومطالبتهم بتعويض نظير استرداد عُملة جمهورية السودان. وقال النور "كنا نملك معلومات بأن جنوب السودان سيصدر عُملته، وكانت لدينا ترتيبات منذ العام 2010 وصلنا فيها لقراءة التحديد والكميات وبدأنا الاستعداد لأسوأ الفروض ، وأضاف"كنا نأمل في قيام اتحاد نقدي بين الدولتين المنفصلتين الشئ الذي يعطي فرصة للدولة الضعيفة لتتدرج. وقال النور ان رفض دولة الجنوب للاتحاد النقدي دعاهم للتفكير في طباعة عُملة جديدة ، واتهم جهات لم يسمها بمساعدة دولة الجنوب في طباعة عُملتها قبل الانفصال ، ووصف الخطوة بغير المقبولة في الأعراف الدولية ، وقال "كنا نأمل مساعدتهم في طباعة عملتهم بالسودان" ، مشيراً إلى أن دولة الجنوب كانت تمهد لطباعة عملتها ، خاصةً وأنّ هناك عُملة جنوبية يطلق عليها الجنيه السوداني الجديد كانت متداولة في رومبيك قبل الاتفاقية. وأوضح مساعد محافظ البنك المركزي للصيرفة والعملة أن دخول (الملياري جنيه) الموجودة في الجنوب للشمال بطريقة غير منظمة تؤثر في الاقتصاد السوداني وتحدث تضخماً ، خاصةً وأن دولة جنوب السودان يمكن أن تستخدمها كعُملة أجنبية لتشتري بها عملة حرة من الشمال ما يؤدي لارتفاع الدولار ، ونَوّه إلى أن المبلغ عقب الانفصال أصبح فائضاً يفترض أن يخزن ويعود للاصدار. وكشف النور أنّ الكتلة النقدية المتداولة بالبلاد تبلغ (11) مليار جنيه ، (70%) منها داخل ولاية الخرطوم ، و(30%) بالولايات، مشيراً الي أن الفئات الثلاث الكبيرة تمثل (90%) من العملة. ونوه النور إلى أن هناك أكثر من (600) فرع لاستبدال العملة ، بجانب فروع أخرى سيتم إنشاؤها ، مشيراً الى أن هناك كميات كافية من الطبعة الثانية، وأكد استمرار الكتلة النقدية القديمة والجديدة في التداول. وقال النور إن بنك السودان المركزي وجّه بأن تكون جميع المبالغ التي تخرج من البنوك بالطبعة الجديدة ، بجانب الوقوف يومياً على رصد ومتابعة حجم الاستبدال ، مشيراً إلى أن الجنيه سيتحول إلى عملة معدنية الأسبوع المقبل، بجانب طرح الخمسة جنيهات في ذات الموعد. ورهن اعلان العُملة القديمة غير مبرئة للذمة بوصول حجم الاستبدال إلى درجة (99%)، وقال: حال وصلت ال (99%) خلال الأسبوعين المقبلين، سنعلن ان العُملة القديمة غير مبرئة للذمة، وأكد أن المركزي يعرف المبالغ الموجودة في كل ولاية ، وقال" حددنا لها مبالغ للاستبدال وأرسلناها. وحث النور على ضرورة اسراع الخطى في الاستبدال خوفاً من دخول عُملة جنوب السودان القديمة للشمال ، وقال "إذا دخلت إلينا ستؤثر على اقتصاد الشمال".