حذر مساعد محافظ البنك المركزي للصيرفة والعملة عبد السلام الحلو من دخول نحو ملياري جنيه من دولة جنوب السودان الى البلاد بطريقة غير منظمة، معتبرا انها ستؤثر على الاقتصاد السوداني وتحدث تضخماً، لجهة امكانية استخدام تلك العملة من قبل الجنوب في شراء عملة حرة من الشمال ما يؤدي لارتفاع الدولار. وحث الحلو على ضرورة إسراع الخطى في الاستبدال تحوطا من دخول العملة القديمة من الجنوب للشمال. وتوقع عبد السلام توصل الطرفين الى تفاهمات بشأن العملة في مفاوضات أديس ابابا للقضايا العالقة وقال ان من شأنها استرداد الملياري جنيه الموجودة في دولة الجنوب دون مقابل. واشار الى رغبة الحكومة سابقاً في قيام اتحاد نقدي بين الدولتين المنفصلتين الشيء الذي يعطي فرصة للدولة الضعيفة لتتدرج. وأقر النور عبد السلام الحلو، في برنامج مؤتمر إذاعي الذي بث أمس الجمعة، باضطرار المركزي لطبعة ثانية للعملة عقب نكوص دولة الجنوب عن محادثات العملة، ومطالبتهم بتعويض نظير استرداد عملة جمهورية السودان، وقال: «كنا نملك معلومات بأن الجنوب سيصدر عملته، وكانت لدينا ترتيبات منذ العام 2010م وصلنا فيها لقراءة التحديد والكميات وبدأنا الاستعداد لأسوأ الفروض»، واتهم الحلو جهات لم يسمها بمساعدة دولة جنوب في طباعة عملتها قبل الانفصال، ووصف الخطوة بغير المقبولة في الأعراف الدولية. وكشف الحلو أن الكتلة النقدية المتداولة بالبلاد تبلغ (11) مليار جنيه، (70%) منها داخل ولاية الخرطوم، و(30%) بالولايات، وأوضح أن الفئات الثلاث الكبيرة تمثل (90%) من العملة، ونبه الحلو إلى أن هناك أكثر من (600) فرع لاستبدال العملة، بجانب فروع أخرى قال انه سيتم إنشاؤها، واكد ان الجنيه سيتحول الى عملة معدنية الأسبوع المقبل، بجانب طرح فئة الخمسة جنيهات في ذات الموعد. ورهن إعلان العملة القديمة غير مبرئة للذمة بوصول حجم الاستبدال إلى درجة ال (99%)، وقال: حال وصلت ال (99%) خلال الاسبوعين المقبلين، سنعلن ان العملة القديمة غير مبرئة للذمة.