ليس هنالك ادني شك وفقا لمتابعاتنا ومتابعات العديد من المراقبين ان تحالف (كاودا )الذي تم مؤخرا وجمع في طياته بين قطاع الشمال في الحركة الشعبية (الحطام الذي تبقي من الحركة الشعبية في الشمال )وحملة السلاح في دارفور هو تحالف جري إملاؤه املاءً من الخارج فالعَّراب الرئيس لهذا التحالف كما شهدنا ورأينا هي الولاياتالمتحدة والوكيل الذي عهدت إليه بعملية المقاولة هو ياسر عرمان وكان ذلك واضحا في التحركات واللقاءات التي ظل يجريها عرمان طوال الأسبوع الماضي ويجريها في اتجاه موازي نائب القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم مع بعض القوي السياسية .الهدف من التحالف اذا قرأناه من ناحية المصالح الاميريكية المرتبطة بالضرورة مع المصالح الإسرائيلية هو ان يوفر لها عملا مسلحا في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتتكفل هي بإغراق هذه المناطق بأكبر عدد من جنود الأممالمتحدة في مسعى يهدف للضغط علي السلطة المركزية في الخرطوم لتقديم تنازلات كبيرة لصالح دولة الجنوب الوليدة بشأن القضايا العالقة بينها وبين الدولة الأم .القوي الكبرى غير مهتمة بأن يحقق حملة السلاح في دارفور حلمهم بحكم السودان أو فصل إقليم دارفور ولا مهتمة بعلمانية السودان أو دولة المواطنة التي يتحدث عنها باستمرار وإسهاب ياسر عرمان والمتمرد الحلو ومالك عقار ولكنها مهتمة بسودان ضعيف غير قادر علي استخدام موارده غير قادر علي النهوض .المستخدمين في العملية سواء في قطاع الشمال او الحركات الدار فورية المسلحة هم أصلا محبطون جراء عجزهم وفقدانهم القدرة والإرادة الذاتية علي تحقيق أهدافهم بمفردهم في ظل فقدانهم لأي قواعد بل وتنامي الكراهية ضدهم ولهذا فليس لديهم أو لم يعد لديهم أصلا ما يخسرونه فأحلامهم باتت تتركز فقط علي المدى الذي تحدده لهم مخططات القوي الكبرى وهم قانعون بذلك طالما في ذلك إقصاء لخصمهم اللدود المؤتمر الوطني أو تحجيم لدوره .لهذا يمكن القول انه تحالف خالٍ من النبض الوطني الحقيقي اذ ليس هنالك في مفاهيم العلاقات الدولية مفهموما واحدا مؤداه ان قوي دولية كبري تعين قوي مسلحة صغيرة وضعيفة علي الوصول لأهدافها لتحقيق أهداف وطنية جادة ومتجردة .هذا محض هراء لا يمكن ان يتصوره عاقل ومن ثم فان أقصي ما يمكن ان نستشفه من هذا الحلف –الذي جاء متأخرا وبمعطيات محدودة هو انه تحالف أُجراء عبر عملية مقاولة لانجاز عمل المستفيد منه هو صاحب المشروع ومهندسه الرئيس وهم في هذه الحالة الولاياتالمتحدة وإسرائيل وبعض الدول الغربية التي تقف خلف المشروع وفي الحقيقة هذا ما سيجعل القوي السياسية السودانية المعارضة (الأمة ،الشيوعي ،الشعبي ،الاتحادي )وغيرها من القوي الأخرى تقف ضد المشروع تزداد صعوبة العملية وخسارتها وفداحة ما سوف يترتب عليها !وقد بدأت مؤشرات الأمر حين رفض سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد العملية برمتها !!