قبل أيام عندما شاع خبر زيارة وفد من قطاع الشمال برئاسة عرمان لإسرائيل سارع عرمان لنفي الخبر قائلا أن هناك مشروع زيارة لمصر بدعوة من المسئولين . ولكن ذلك النفي الذي جاء في بيان قصير وليس مؤتمرا صحفيا كما درج عرمان وقطاع الشمال علي ذلك مما جعلنا نقول عندئذ ان النفي ليس سوي عملية إعلامية محدودة دعت إليها مفاجأة خروج الخبر للإعلام. ولان حبل الكذب (قصير) – كما يقولون حملت الينا صحف الأمس الصادرة في الخرطوم خبر زيارة وفد القطاع الي إسرائيل باسماء أعضاء الوفد وتفاصيل برنامجهم في العاصمة تل أبيب. حيث التقي الوفد برئيس لجنة الأمن والعلاقات الخارجية في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) ووزير الدفاع.. وقام رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلي بدوافع الوفد من مطار بن غوريون ليعود الي حيث غادر بطائرة إسرائيلية خاصة. وهذا كله يتوافق وينسجم مع أهداف الإستراتيجية التي جعلت منها الراعي الاول لدولة جنوب السودان الوليدة وهي تعمل علي اجل ان تكون للجنوب في عهده الجديد خطوط نفطه الناقلة الخاصة التي تمر عبر ممبسا في كينيا وليس عبر الشمال لتحرم جمهورية السودان من تبادل المنافع والمصالح مع دولة الجنوب كما كان هدف زعزعة الأوضاع وعدم الاستقرار هو الهدف الأساس والمكمل لذلك الهدف. وعليه ليس غريبا ان تكون تلك الزيارة قد جاءت بعد تحالف كاودا الأخير بين الحركة الشعبية – (قطاع الشمال) والفصائل المتمردة في دارفور. ومن ثم وتبعا لذلك كان الهم الأول لهذه الزيارة هو اللقاء مع وزير الدفاع ورئيس المخابرات العسكرية ورئيس لجنة الأمن والعلاقات الخارجية بالبرلمان ووزير الخارجية أيضا بحثا عن الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي للدولة الوليدة بشكل عام ولقطاع الشمال ذراع الحركة المأمول في جمهورية السودان بشكل خاص. فهو الآلية والأداة التي تعين علي ذلك كله. وبهذه الطريقة فان عرمان وحزبه السياسي (قطاع الشمال) لم يعد لهما مكان وهما علي علاقة وصلة وثيقة بالدولة العبرية بل أصبحا من آلياتها في الوصول الي أهدافها وطموحاتها في المنطقة بكاملها وليس جمهورية السودان وحدها. فليعلم السيد عرمان ان حبل الكذب قصير وخبر اليوم بفلوس يصبح غدا ببلاش.! نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 16/8/2011م