أصدرت حركة العدل والمساواة بياناً وقّعه الناطق الرسمي باسم الحركة جبريل آدم هنأت فيه ثوار ليبيا (الذين كانت تقاتلهم) على الانتصار الباهر الذي أوقعته بكتائب القذافي (الذي كان يدعمهم) وطالبتهم بتوفير الحماية اللازمة لرئيسها الدكتور خليل إبراهيم والوفد المرافق له والعمل على خروجه بسلام من طرابلس حيث ظل يقيم هناك منذ مايو (2010م)، وأوضح البيان المدهش أن وجود خليل في ليبيا لم يكن بإرادته إنما تم عن طريق مؤامرة دولية هدفت إلى عزل القيادة عن قاعدتها الشعبية، وندّد البيان بحكومة الخرطوم على خلفية اتهامها بإيغار صدور الثوار الليبيين وزرع الفتنة بينهم وبين أبناء دارفور في ليبيا بالإدعاء أن مقاتلين من دارفور يقاتلون في صفوف قوات القذافي، حين قرأتُ هذا البيان أُصبت بحالة من الغثيان الكامل إذ إنني لا أتصوّر أن (قوة العين) ومسح الوجه (بالمرقة) يصل إلى هذا الحد البشع لمحو التاريخ من الزمن وهو لا يزال يجري. للتوضيح الأمين أنوه إلى أن ثوار ليبيا هم أول من أعلنوا أن مقاتلين من دارفور ينشطون في القتال لصالح القذافي جاء ذلك في تصريح أدلى به آمر كتيبة طبرق لقناة العربية يوم الأربعاء الموافق (9/مارس/2011م) ولكي أوضح أكثر كان التصريح بالصوت والصورة ضمن تقرير أعده المراسل أحمد بغاتو. في يوم الخميس (14/ أبريل /2011م) أدلى السيد علي زيدان رئيس منظمة حقوق الإنسان الليبية والسفير الأسبق بفرنسا بمعلومات لقناة الجزيزة في نشرة منتصف اليوم أوضح فيها صراحة بالكلمات الواضحة التي لا تقبل اللبس ولا تحتمل التأويل أن حركة العدل والمساواة التي يقودها الدكتور خليل إبراهيم المقيم بطرابلس تحت الرعاية والإشراف الكاملين لمكتب العميد عبدالله السنوسي مدير المخابرات الليبية تقاتل بجانبي كتائب القذافي، وكان ذلك التصريح من داخل أستوديو البث المباشر لقناة الجزيرة فيما يعرف في اصطلاحات الإعلام ب(ون تو ون). في يوم الجمعة الموافق (29/ أبريل /2011م) وقف أمام المصليين بساحة بنغازي السيد مبروك ونيس وندّد في خطبته بحركة العدل والمساواة أمام كل المصليين الذين تجاوز عددهم عشرات الآلاف وهم ذات الثوار الذين يخاطبهم البيان، وكانت الصلاة منقولة على الهواء مباشرة عبر قناة الجزيرة في تمام الساعة الثانية ونصف بتوقيت مكةالمكرمة. ثوار ليبيا الذين يستجديهم البيان هم من أعلنوا مشاركة العدل والمساواة بأنفسهم ولم يكن للحكومة أي دور سوى التماهي مع ذلك الإعلان. ما لم يتطرق له البيان أن حركة العدل والمساواة ظلت تراهن على انتصارات ساحقة للقذافي على الثوار الذين تتودد لهم العدل والمساواة الآن وظلت تحلم بدعم من القذافي بعد انتصاره وبنت تكتيكاتها التفاوضية على ذلك الحلم الذي بخّره الثوار. أتمنى من كل قلبي أن ينجو خليل من غضبة الثوار الذين ظلوا يتحدثون عن دوره ضدهم منذ مارس الماضي، وأتمنى أن يكون هذا الدرس عظة لكل (أرزقية المخابرات ولكل الحالمين والمتوهمين والواهمين والضالين آمين). نقلا عن صحيفة الرائد بتاريخ :24/8/2011