وصلت رياح التغيير التي يقودها الثوار بليبيا إلى قلب العاصمة السودانية الخرطوم من خلال تغيير اسم برج الفاتح التابع للشركة الليبية للاستثمارات الخارجية لاسم برج كورينثيا. وتم إنزال العلم الليبي من على البرج وإبداله بعلم الثوار. ويمثل برج الفاتح المكون من 18 طابقاً أحد الاستثمارات الناجحة بالخرطوم التي تملكها الحكومة الليبية بزعامة العقيد معمر القذافي. وبلغت تكلفة إنشاء البرج 190 مليون دولار. وأجمع خبراء سودانيون، على ضبابية الرؤية في الوقت الراهن حول مستقبل العلاقات السودانية الليبية، وشكل دعم القذافي للحركات المسلحة بدارفور، بجانب خدمة الثوار الليبيين لأجندة غربية. ووصف القذافي مع الخرطوم بأنه صديق للسودان من الظاهر بينما أفعاله عكس ذلك. تناقض المواقف وأضاف سيف الدين البشير، رئيس تحرير صحيفة "سودان فشن"، أن القذافي كان متناقضاً جداً وغامضاً في علاقاته مع السودان، حيث له علاقات وطيدة مع الحركات المسلحة بدارفور، ويعمل على زعزعة الاستقرار بالإقليم من خلال مساندته للحركات، بجانب دعمه أيضاً للتمرد بالجنوب. وأكد أن دعم القذافي للحركات المسلحة مختلف وستحدده الثورة بليبيا، لكنه عاد وقال إن أي تطورات جديدة في ليبيا تصب في مصلحة الخرطوم، باعتبار أن القذافي كان صديقاً للسودان من الظاهر لكن أفعاله عكس ذلك. وأضاف أن القذافي ظل طوال السنوات الماضية يمثل كل النظام بليبيا ويعمل لأن يكون قائداً أفريقياً كبقية القادة التاريخيين في أفريقيا، أبرزهم نيلسون مانديلا، جمال عبدالناصر، ومع هذا الوضع ظل القذافي يثير المشاكل مع العديد من دول الجوار، وخاصة مصر والجزائر والسودان وتشاد دون مبررات.