أكدت السلطات المصرية السبت «التزامها الكامل بتأمين» البعثات الدبلوماسية على اراضيها غداة اقتحام متظاهرين لمقر السفارة الاسرائيلية في القاهرة. وقال بيان صدر في اعقاب اجتماع مشترك للمجلس الاعلى للقوات المسلحة ومجموعة الازمات في الحكومة ان «مصر تؤكد التزامها الكامل باتفاقياتها الدولية بما في ذلك تأمين كل البعثات الدولية» الديبلوماسية. واكد البيان، الذي تلاه وزير الاعلام اسامة هيكل وبثه التلفزيون المصري، انه تقرر «تطبيق كل بنود قانون الطوارئ» الساري في مصر منذ اكثر من ثلاثين عاما للحفاظ على الامن ومواجهة «الخروج على القانون». كما شدد البيان على انه تقرر «قيام اجهزة الامن من الان فصاعدا باتخاذ ما يلزم» من اجراءات للحفاظ على الامن «بما في ذلك حقها الشرعي في الدفاع عن النفس حفاظا على امن الوطن». ولم يحدد البيان طبيعة الاجراءات التي يمكن ان تلجأ اليها الشرطة والتي تندرج في اطار «الدفاع الشرعي عن النفس حفاظا على امن الوطن». واوضح البيان انه سيتم احالة من «يثبت تورطهم» في اقتحام السفارة الاسرائيلية والمواجهات التي وقعت في محيطها مع الشرطة الى «محكمة امن الدولة العليا - طوارئ» وهي محكمة استثنائية تشكل بموجب قانون الطوارئ ولا يمكن الطعن باحكامها. واعتبر البيان ان «مصر شهدت يوما عصيبا وبات واضحا ان تصرفات البعض اصبحت تهدد الدولة المصرية، وان «مصر تتعرض لمحنة حقيقية تهدد كيان الدولة كلل وهو ظرف استثنائي يستهدف اجراءات قانونية حاسمة». واكد البيان ان «ما حدث بالامس (السبت) خروج على القانون ولا يمكن ان يوصف من ارتكبوا هذه الافعال بانهم شرفاء» كما انه من شأنه «المساس بصورة مصر امام المجتمع الدولي». وكان مبنى السفارة الاسرائيلية في القاهرة قد تعرض للاقتحام مساء الجمعة خلال تظاهرات عنيفة سقط خلالها اربعة قتلى واكثر من الف جريح. وتأتي المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية احتجاجا على مقتل خمسة من رجال الأمن المصريين على الحدود على يد القوات الإسرائيلية الشهر الماضي. وذكر مصدر أمني مصري أن عددا من المتظاهرين المسلحين اقتحموا مبنى مديرية أمن الجيزة مساء الجمعة، وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن بالمديرية. وقال المصدر إن رجال الشرطة أطلقت قنابل غاز مسيل للدموع لإبعاد باقي المتظاهرين والحيلولة دون دخول المزيد منهم المبنى. وأوضح المصدر أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة على الوضع، واعتقلت أحد الأشخاص المشتبه بتورطهم في الهجوم. وأشار إلى أن بعض الحرائق اندلعت داخل مبنى المديرية، فيما أضرمت النيران في سيارة تابعة للشرطة. ونقل موقع صحيفة يديعوت احرونوت على شبكة الانترنت عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله ان «الهجوم العنيف على السفارة الاسرائيلية حادث خطير لكن كان يمكن ان يكون اسوأ لو تمكن المتظاهرون من تجاوز الباب الاخير وإلحاق الاذى بموظفينا». واضاف نتنياهو «يسعدني اننا تمكنا من تجنب وقوع كارثة واريد ان اشكر للرئيس الامريكي باراك اوباما مساعدته». واستنادا الى التلفزيون العام الاسرائيلي فان نتنياهو كان على اتصال مباشر خلال الليل عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع عناصر الامن الاسرائيليين الستة المكلفين بحماية السفارة والذين لم يكن يفصلهم عن المتظاهرين سوى باب مصفح. وخلال هذا الاجتماع طلب قائد الحراس الاسرائيليين من رئيس الوزراء بان «يبلغ بنفسه والديه اذا ما تعرض للقتل» كما اوضح التلفزيون. وعلى الاثر اتصل نتنياهو بالرئيس الامريكي باراك اوباما الذي كان لتدخله لدى السلطات المصرية تأثير حاسم وفقا للتلفزيون. واعرب الرئيس اوباما عن «قلقه الشديد» وطالب السلطات المصرية بحماية البعثة الدبلوماسية الاسرائيلية. كما اتصل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ليلا بوزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا طالبا مساعدة الولاياتالمتحدة في حماية السفارة. وقد انقذت وحدات خاصة مصرية الاسرائيليين الستة الذين احتجزوا في السفارة بينما كان المتظاهرون يجتاحونها ويلقون بالاوراق والوثائق الدبلوماسية من شرفات مكاتبها، كما ذكر المسؤول الاسرائيلي الكبير. وقد عاد السفير الاسرائيلي في مصر اسحق ليفانون الى اسرائيل في ساعة مبكرة من صباح السبت. واعلن مسئول حكومي اسرائيلي كبير السبت، ان المسئول الثاني في السفارة الاسرائيلية بمصر سيتابع مهامه في القاهرة. وأفادت تقارير اخبارية أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر رفض استقالة حكومة عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، خلال الاجتماع الذي عقد بين شرف وبعض وزرائه وبين المجلس العسكري. وكانت أنباء قد ترددت في وقت سابق عن اعتزام حكومة شرف تقديم استقالتها على خلفية احداث الجمعة. وكانت مجموعة الأزمة الوزارية المصرية قد عقدت اجتماعا طارئا امس برئاسة شرف بمقر مجلس الوزراء، لبحث حادث اقتحام المتظاهرين مقر السفارة الإسرائيلية. من ناحية اخرى أكد السفير السعودي لدى مصر أحمد قطان عدم تعرض أي أحد من منسوبي السفارة لأي إصابات جراء الأحداث المصرية التي وقعت أمس بالقاهرة، مشيرا إلى أن مندسين بين المتظاهرين حاولوا إحراق السفارة السعودية بمصر . وقال قطان في تصريح خاص لصحيفة «سبق» الإلكترونية هاتفيا السبت: «للأسف كان هناك مندسون بين المتظاهرين حاولوا إحراق السفارة وتصدت لهم قوات الأمن المصرية بكل قوة». وأكد أن «جميع منسوبي السفارة بخير ولم يتعرض أحد لأي إصابات جراء الأحداث التي اندلعت يوم الجمعة بالقاهرة». وأضاف قطان أنه تم احتراق سيارة تابعة للسفارة السعودية في حين أصيبت سيارة ثانية بتلفيات، جراء الأحداث، حيث أحرقت ثلاث سيارات تابعة لقوات الأمن المصرية، كانت متوقفة أمام مقر السفارة لحمايتها. المصدر: اخبار الخليج 11/9/2011
