أن يعلن عدد من منسوبي ما يسمي بقطاع الشمال في الحركة الشعبية رفض الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق فذلك أمر (حسن), وأن تعلن تلك القيادات الانشقاق عن الحركة وإعفاء (الهاربين) عقار والحلو وعرمان فذلك أمر بالضرورة سيكون (مقبولا) رغم أنه شأن داخلي في صفوف حركة لا تجد الاعتراف من الآخرين, ولكن أن تعلن المجموعة المنشقة عن تسمية (قائد) للجيش الشعبي القيادة الجماعية فذلك أمر (مرفوض) جملة وتفصيلاً, مهما كان توافق (المنشقين) مع الرأي الرسمي حول نبذ الحرب في الولايتين حيث تسعي الحركة بمسمياتها المختلفة أن تشعل الأوضاع فيهما. ليس هناك فرق بين (الفريق) عقار الذي تنكر لموقعه الدستوري وخذل مواطنيه في ولايته وأشعل الحرب وبين (الفريق) عرديب الذي أعلن نفسه نائبا لرئيس ما يسمي بالحركة الشعبية (لتحرير السودان) وقائدا للجيش الشعبي القيادة الجماعية بالشمال (!!) ثم يطالب الحكومة بتوفيق أوضاع (جيشه) الوهمي, وليس بعيداً أن يطلب غدا مقابلة رئيس الجمهورية باعتباره قائدا للقوات المسلحة (موازيا) له بصفة أطلقها علي نفسه قائدا لما يسمي بالجيش الشعبي ,, وأي ترحيب رسمي يحظي به عرديب يمثل بمكيالين) ويصبح مثار تساؤلات حول جدوى عدم السماح لمجموعة (الثلاثي المتمرد) عقار والحلو وعرمان بالعمل السياسي في البلاد ما بعد انفصال الجنوب. يمكن القول أن مبادرة دانيال كودي حول جنوب كردفان كانت موقفة وجاءت في توقيت مناسب لكنها اكتسبت أهميتها من الموقع التأسيسي الذي كان ولا زال يشغله كودي في الحركة الشعبية وإمكانية تأثيره علي أبناء جنوب كردفان بما يقود الي وقف الحرب , وقد ساعد بالفعل موقف كودي في ضعف العمليات العسكرية وانحسارها في الولاية ثم انسلاخ عدد من مؤيدي الحلو عنه. لكن حدوث ذلك في جنوب كردفان ليس بالضرورة أن ينسحب علي ولاية النيل الأزرق والتي نجحت القوات المسلحة في إعادة الأمور لنصباها والسيطرة علي الأوضاع فيها بفضل قرارات الرئيس بالطواري وتعيين الحاكم العسكري. لا اعتقد أنه من الموقف أن يتم السماح لدانيال كودي وعرديب بتشكيل جسم جديد باسم قطاع الشمال برئاسة احدهما وإعلان الثاني قائدا للجيش الشعبي , وإذا كان كودي وعرديب (جادين) في العمل علي نبذ الحرب ورفض تصرفات عقار والحلو عليهما فان من واجبهما إعلان التخلي عن اسم الحركة الشعبية ووقف الادعاء بقيادة (جيش شعبي) ثم الإعلان عن تشكيل كيان سياسي جديد بأي اسم يختارونه ليتم التعامل معهم عبره رغم المعرفة التامة بخلفياتهما, وعلينا أن نتذكر وتتعلم من تاريخ السودان الذي شهد تكوينات (هلامية) في ظروف استثنائية أصبحت فيما بعد (خميرة عكننة) مستمرة لأهل السودان سواء في الجنوب أو دارفور أو الشرق أو حتي كردفان, نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأن يجنبنا الفتن الظاهرة والباطنة بأيدينا أو بأيدي غيرنا. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 12/9/2011م