واجهت بريطانيا انتقادات أمس الثلاثاء في مؤتمر عن الإنترنت لبحثها فرض قيود على شبكات التواصل الاجتماعي بعد أعمال شغب شهدتها البلاد في أغسطس حتى على الرغم من أن وزير الخارجية وليام هيج وبخ الدول التي تمنع الانترنت لخنق الاحتجاجات. واتهمت مجموعة معارضة للرقابة الدول الغربية باتباع معايير مزدوجة مشيرة الى ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فكر لفترة وجيزة في تقييد شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن اجتاحت أعمال الشغب مدن انجليزية في أغسطس. وقال جون كامبفنر المدير التنفيدي لجماعة «اندكس اون سنسورشيب» في المؤتمر «من السهل جدا الدفاع عن حقوق الانسان الواضحة في مواجهة النظم الشمولية في أنحاء العالم لكن بمجرد أن يتعلق الامر باستقرار الدولة على الغرار الغربي فان حرية التعبير يمكن المساومة عليها. لابد أن تكون هناك قاعدة واحدة للكل.. بما في ذلك الحكومات الغربية». ويحضر المؤتمر الذي يستمر يومين في لندن مسؤولون حكوميون وممثلون لشركات التكنولوجيا ومنظمات للمجتمع المدني ومدونون وخبراء امنيون من اكثر من ستين بلدا، علما أن المتحدثة الرئيسية فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون اعلنت عدم حضورها في اللحظة الاخيرة. وفي خطابه الافتتاحي امام الوفود الذين شملوا مسؤولين من روسيا والصين، قال هيج ان المنافع الاجتماعية والاقتصادية للانترنت جمة، محذرا من الخسارة التي ستلحق في النهاية بالبلدان التي تسعى لتقييد نشاطات الانترنت. وقال وزير الخارجية البريطاني «علينا ان نتطلع الى مستقبل من فضاء الانترنت لا تخنقه القيود او الرقابة الحكومية، بل يزدهر فيه الابتكار والتنافس والاستثمار وتتكافأ فيه الريادة». وشدد هيج على ضرورة ان تتاح الفرصة «على الانترنت» لحقوق الانسان، وخصوصا الحق في الخصوصية وحرية التعبير. وقال «نحن نرفض وجهة النظر القائلة ان من المقبول في زمن الاضطرابات ان تفرض الحكومات قيودا على الانترنت وشبكات الهواتف ووسائل الاعلام الاجتماعي». وعلى الارجح اشار هيج بعبارته هذه الى بلدان في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، علما أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فكر بدوره في امكان منع المشاغبين من التواصل عبر الشبكة الاجتماعية خلال اعمال الشغب التي شهدتها انجلترا في اغسطس. من جانبه حذر وليام اكيكسون رئيس جوجل المعني بقضايا حرية التعبير في اوروبا والشرق الاوسط وشمال افريقيا، خلال اجتماع على هامش المؤتمر من ان مساعي تقييد التواصل عبر الانترنت ليست محصورة بالانظمة غير الديمقراطية. وقال اكيكسون ان حرية التعبير «تتعرض لتحديات اقرب الينا هنا في اوروبا. هناك 60 بلدا تفرض قيودا الان على الانترنت، مقارنة ببلدين قبل عقد مضى». واستشهد بقضية العام الماضي شهدت اصدار احكام بالسجن ستة اشهر مع وقف التنفيذ بحق ثلاثة من المديرين التنفيذيين لجوجل ايطاليا على خلفية انتهاك الخصوصية عبر فيديو على الانترنت اظهر تعرض مراهق معوق للتحرش في مدينة تورينو الايطالية. وقال اكيكسون ان «المخاطر هنا حقيقية في الحاضر وتهدد الشركات مثل جوجل». ومن المقرر ان تتطرق محادثات لندن الى جدول اعمال واسع غير انه يرجح ان ينصب التركيز على مباحثات مغلقة تتعلق بالامن العالمي، والنظر في كيفية التعامل مع هجمات الانترنت ضد افراد وهيئات وحكومات. واتهم مستشار وزاري بريطاني كلا من الصين وروسيا الاثنين بانهما وراء الكثير من الهجمات، وقد اوفدا ممثلين لهما الى مؤتمر لندن. ويشمل الوفد الصيني مسؤولين من وزارات الخارجية وتكنولوجيا المعلومات والامن العام فضلا عن هيئة مجلس الدولة للمعلومات، بحسب ما صرح مسؤول بالسفارة الصينية في لندن. وقال هيج ان هدف المؤتمر هو تحديد مبادئ عالمية اساسية لفضاء الانترنت، تشمل الحاجة الى ضمان اطلاع الجميع بشكل عام ومفتوح على الانترنت وعلى ان تلتزم الحكومات التصرف «بشكل متناسب» مع التحديات، لا بشكل مفرط. المصدر: اخبارالخليج 2/11/2011