لم تخلُ التشكيلة الجديدة لحكومة ولاية الخرطوم من المفاجآت على صعيد الإحلال والإبدال، حيث صعد لواجهة الجهاز التنفيذي عدد من القيادات الشابة التي ظلت تنتظر طويلاً حظها في التوزير مثل عبد الله شيخ إدريس السياسي الخطيب صاحب المبادرات المشهودة في ساحة حزبه المؤتمر الوطني، وصعدت الأستاذة مشاعر الدولب لمنصب وزير الرعاية الاجتماعية، حيث ذهبت الوزيرة السابقة عفاف أحمد عبد الرحمن من الموقع بصورة مفاجئة وغير متوقعة لكثير من المراقبين حالها كوزير التخطيط العمراني، واختار الدكتور عبد الرحمن الخضر لمحلية كرري معتمداً من قطاع الطلاب والشباب لضخ الدماء في شرايين محلية (تكلست) وفقدت الكثير بالتعيينات العشوائية، ومنذ مغادرة مبارك الكودة لكرري لم يشهد جسدها السقيم عافية وتمددت في حاراتها الأوساخ وتردت صحة البيئة ونشطت عصابات النهب والسلب الليلي، فهل يفلح الشاب الناجي محمد علي فيما فشل فيه كمال محمد عبد الله ومن قبله د. عمار سليمان. ü من مظاهر الحكومة الجديدة للخرطوم صعود القيادات العسكرية والأمنية مما يعكس اهتمامات الوالي بتنويع وتعدد مشارب الانتماءات المهنية لأعضاء الحكومة، فجاء بالفريق أمن الرشيد فقيري نائب مدير جهاز الأمن وزيراً للتخطيط والتنمية العمرانية، واللواء عمر نمر الخبير في مناطق النزاعات واختصاصي شؤون المجتمع، معتمداً لمحلية الخرطوم التي شهدت في الشهور الأخيرة فوضى في الأسواق وتردٍ في الخدمات وبات السوق العربي بالخرطوم ومحطات المواصلات العامة مهدداً لأمن النظام برمته لتداخل الأسواق العشوائية بالنظامية، ولجوء المحلية للبحث عن موارد على حساب صحة الإنسان والنظام في عاصمة تبحث عن معتمد يعيد إليها وجهها المدني، فهل يفلح عمر نمر في المهمة. ü وحافظ د. عبد الرحمن الخضر على رمزية قومية الخرطوم وضرورة تمثيل أطراف السودان في إدارتها، حيث جاء الطيب حسن بدوي أبرز قيادات جبال النوبة والمسؤول السياسي للجنة أبناء النوبة في المؤتمر الوطني، وزيراً للشباب والرياضة خلفاً للوزير السابق أسامة ونسي الذي لم يحقق النجاح في المهمة التي أسندت إليه، ولكن هل جاء الطيب حسن بدوي لعلاج أزمات كرة القدم وحسم فوضى الأندية وصراعات الهلال والمريخ، أم جاء لرسالته السياسية في الحيلولة دون تمدد الحركة الشعبية في أوساط النوبة، والحفاظ على مكاسب الوطني التي تحققت من النزوح يساراً.. واحتفظ الوالي الخضر لدارفور بالتمثيل بالإبقاء على د. يوسف تبن كرئيس للمجلس الأعلى للبيئة وهو مجلس قعيد شأنه كالمجلس الأعلى للثقافة والإعلام الذي عين لقيادته الوزير د. محمد عوض البارودي الذي يمثل أيضاً الشمال في حكومة الخضر.. وجعل الخضر للشرطة وجوداً في حكومته مثل جهاز الأمن والمخابرات، بتعيين الفريق التهامي مساعد مدير الشرطة معتمداً على محلية أم درمان خلفاً للمعتمد أبو كساوي الذي شكل خروجه مفاجأة غير متوقعة بالنظر لأدائه المميز خلال الفترة الماضية، ولم تتمدد تعيينات الخضر لبقية الأجندة الثلاثة، حيث خلت الوزارة من وجه عسكري قادم من القيادة العامة، أما تعيين د. مأمون حميدة في وزارة الصحة فقصته مثيرة نرويها غداً. نقلا عن صحيفة اخر لحظة السودانية 17/11/2011م