ليس رئيس تحرير صحيفة الوفاق الأخ رحاب طه وحده الذي تضجر في عموده بالأمس من انتظار السودانيين جميعا لأن تتمخض مداورات و (مناتلات) الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يقوده مولانا الميرغني حول المشاركة في الحكومة أو عدم المشاركة, وأن كان رحاب قد نادي بأن (أوقفوا هذا العبث), فان كثير من الناس ظلوا يقولون ذلك وأكثر!! ومهما علا صوت (كورسات الإيجار) التي حاصرت قيادة الاتحادي هاتفة بعدم المشاركة, فان الميرغني وحده هو صاحب القوة التي يتباهي بها الاتحاديون, ومن دونه فان الحزب لن يختلف كثيرا عن الواجهات التي صدرت جماعة المحتجين هذه, لكن الميرغني نفسه له أيضاً حسابات يريد أن يحسبها ويضمنها, بعيدا عن تأوهات الرافضين, وتهافت المؤيدين!! وبالنسبة لنا نحن الذين ليس لنا (في الجمل أو الجمالي) لم نقلق من مناورات الاتحادي بل كنا نريده أن يوسعها أكثر فيشاور جماهيره بالولايات ويسمع صوتها, وننتظر من كل هذه الهتافات والجري والمطاردات والاجتماعات, أن تصب في اتجاه تقوية الممارسة الديمقراطية الحقة, التي تبث الحياة في شرايين الأحزاب والشعوب, وتمنعها من أن تذبل وتنزوي!! وان كان الميرغني يريد المشاركة من كل قلبه أو لا يريدها, وان كانت نتيجة كل هذا العراك بالمشاركة في الحكومة أو عدم المشاركة, ضد رغبته الشخصية أو معها, فان هذا التمرين الديمقراطي البسيط سيقدم فوائد عظيمة للجسد الاتحادي, سيدركها لأبد مولانا بحسه العالي وذكائه الذي لا يضمر, وستكون مفتاحا له ليرسم مستقبل الحزب الاتحادي, وهيكله وبنائه!! وبمثل ذلك فإننا ننتظر انعقاد المؤتمر التنشيطي العام للمؤتمر الوطني, ويهمنا جدا أن يتيح الحزب مساحة واسعة للحراك الديمقراطي داخله, وأن تتم مناقشة شؤون الحزب الداخلية من قيادات وأمانات ومكاتب وهياكل, وكذلك شؤون الدولة التي يقودها الحزب من أزمات تواجهها وقضايا تحوم حولها, بكل شفافية وحرية وسعة أفق, فربما نجد حكمة هنالك!! ولن تؤذي أسماعنا هتافات معادية أو (تضرسنا) كلمات نابية, ولن ينهكنا انتظار قرار حاسم أو يصيبنا بالملل تكرار, طالما أن ذلك يصب جميعه في تقوية نسيجنا الديمقراطي!! (بس الفاولات ما تكتر)!! نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 22/11/2011م