تواترت أنباء من مصادر مطلعة بجنوب السودان ان هناك تقرير كان قد قدم للجنة الخماسية للأمن والدفاع بحكومة الجنوب أمس الأول ذكر مقدم التقرير العميد أكول رئيس استخبارات الجيش الشعبي ان مقاتلي قطاع الشمال لن يعودوا للحرب مرة أخري، وهناك خلافات كبيرة بين قوات الجيش الشعبي من جنوب السودان ومقاتلي قطاع الشمال بسبب التعامل المزدوج للفريق مالك عقار بين جوباوالخرطوم، سيما وان مقاتليه المحليين فى النيل الازرق لا يرغبون فى الحرب وأيدوا انسحاب عقار من النيل الازرق. وفى نفس السياق ذكر التقرير ان 90% من الجنود فى ميدان القتال كانوا من جنوب السودان والآن بعد الانسحاب أكثر من 700 مقاتل فى جنوب النيل الازرق هم جنود جنوبيون ؛ بهذا نجد ان حكومة الدولة الوليدة لم ولن تتواني ولو أى لحظة عن دعم التمرد فى النيل الازرق وبهذا التقرير ووصول أى لجنة عليا يتبين ان الدولة وحكومتها وجيشها كان قد سخرت كل مجهوداتها لدعم وإشعال نار وفتيل الحرب فى الدولة الأم وذلك باستمرار تقديم تقارير وكتابات و مراجعة سير عمليات الدعم، ومن خلال ما سبق سرده أقرّت حكومة جنوب السودان بفشل متمردي قطاع الشمال فى تحقيق انتصارات ميدانية على القوات المسلحة السودانية فى جنوب كردفان والنيل الازرق رغم تبيانها لمقدار الدعم الكبير المقدم لهذه القوات من قبل حكومة الجنوب، ومن التقارير يتضح بما لا يدع مجالاً للشك ان قوات الجيش الشعبي هى الفاعل الرئيسي وإعدادها الكثيرة فى الحرب. بمثل هذا التقرير ليس على دولة الجنوب إنكار أنها تدعم التمرد، بل وتسخر له ثلث قواتها كما ذكرنا آنفاً . وفى صعيد متصل بالأحداث يبدو ان قطاع الشمال للحركة الشعبية عقد اجتماعاً مغلقاً كانت مصادر خاص ل(سودان سفاري) أكدت ان الاجتماع جاء على خلفية التوترات السائدة داخل القطاع بين أبناء النوبة وناقش الاجتماع أيضاً التقرير المقدم للجنة الخماسية، ويذكر المصدر ان الاجتماع كان داخل قاعة (جون قرنق) فى جوبا لتقييم العمل الميداني . ايضاً الاجتماع ناقش إمكانية محاولة إعادة الهجوم على تلودي بأى ثمن لضمان استمرار دعم حكومة جنوب السودان للقطاع بجانب إعادة الثقة للقيادات التى فقدت ثقة حكومة الجنوب على أثر التقرير السابق الذكر لقيادة القطاع، خاصة بعد فشل مالك عقار في لقاء سلفا كير لأكثر من شهر. من الملاحظ ان الحركة الشعبية قطاع الشمال أصبحت تبحث عن قضيتين تستجلب بها الدعم وتخاف على مصيرها المجهول خاصة بعد تنامي تيار داخل الحركة الشعبية (دولة الجنوب) وحكومته لدعم حركات دارفور بجوبا على حساب قطاع الشمال. أيضاً ان الهجوم على تلودي سوف يكلف القطاع ما لا طاقة له به خاصة وأنها أصبحت مركز وعاصمة للولاية بعد انتقال الجهود الإدارية فى ولاية جنوب كردفان للدعم المعنوي للأهالي للولاية ومدينة تلودي . فى جانب آخر هناك معلومات لكنها غير شديدة الموثوقية تؤكد ان هنالك مخطط لأبناء دينكا نقوك بالجيش الشعبي و حكومة دولة جنوب السودان من أجل تشكيل لواء من أبناء المنطقة لقيادة صراع جديد مع جمهورية السودان(الشمالى)، تحت مسمي الجيش الشعبي لتحرير أبيي، تحت قيادة رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي الفريق أفيان دينق الذى ينتمي الى منطقة أبيي. ايضاً تذكر مصادر المعلومات ان هناك أكثر من 3 آلاف من أبناء وبنات دينكا نقوك تم تجميعهم فى لواء أطلق عليه (لواء تحرير أبيي). من ما سبق من معلومات يؤكد ان حكومة الجنوب تتخبط عسكرياً وسياسياً لإيجاد منفذ وكرت ضغط تثير به حمية حكومة الخرطوم للرجوع للتفاوض معها فى القضايا العالقة بين الجانبين، فى خطوة جديدة للتصعيد العسكري أو هندسة خط جديد للتفاوض، خاصة وأنها فقدت جانب التفكير فى ورقة النيل الازرق .