أثار الإعلان عن تشكيل تحالف جديد من أربع حركات من كبرى فصائل "المعارضة المسلحة" تحت ما يسمى بالجبهة الثورية السودانية وفق إعلان جديد بهدف إسقاط الحكومة المركزية ردود فعل لافتة دولياً ومحلياً مما أثار تساؤلات حول المتغيرات المحتملة لهذا الإعلان في المواجهة بين الطرفين، والمسارات التي يمكن أن تتخذها موازين القوى الجديدة سياسياً وعسكرياً. من إعلان التحالف في بيانه التأسيسي سوف يتضح اتجاه التحالف العنصري وهذا هو أولى المسارات المتعرجة وذلك "أنهم ادعوا إسقاط النظام ثم التوجه إلى إيجاد سودان لا مركزي رغم اختلافاتهم الأيدلوجية". أهم ما يميز المسار المتعرج أن الحركات كانت تتوقع دعماً وموقفاً مشجعاً خارجياً ولعل ردود الفعل الدولية كانت مفاجئة لتحالف الجبهة الثورية السودانية وذلك على خلفية توتر العلاقات بين القوى الغربية وحكومة الرئيس عمر البشير، لكن الموقف جاء بخلاف ما توقعت فأدانته الأممالمتحدة فيما اكتفت الولاياتالمتحدة بانتقاده ، ويبدو أنه من الواضح أن جانب الإدانة والموقف الغير مشجع من جانب الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة ليس له علاقة بالجانب السياسي وهو تغيير نظام الخرطوم الحاكم، بل بتوجهها لاستخدام القوى العسكرية لتحقيق هذا الهدف، ما من شأنه توسيع نطاق الحرب الأهلية في السودان وما يترتب عليه من تبعات أهمها تعريض دولة الجنوب الوليدة لخطر الانزلاق مجدداً في أتون حرب شاملة، خاصةً أن التحالف أُعلِن من داخل أراضي الدولة الجديدة مما يضيف "حرب وكالة" من خلال تجييش حكومة الجنوب للحركات المسلحة السودانية الدارفورية. الطريق المتعرج الآخر هو أنها ليست مسنودة شعبياً لتحقيق مطالبها خاصةً أن القوى المعارضة السودانية كانت قد اتخذت تجاهها موقف، وأن السلاح ليس وسيلة ضمان أبجديات صراعها السياسي. المسار المضاد وهو من جانب الحكومة السودانية وهو نجاحها في الاستفادة من معطيات عدم الحماسة الواسعة حالياً، محلياً ودولياً، لتحالف الجبهة الثورية "جوبا-ياي" فإنها نشطت من قواعدها بعقدها العديد من المؤتمرات التنشيطية آخرها مؤتمرها العام الثالث في 21 من الشهر الجاري؛ أضف إليها توسيع مواعين المشاركة السياسية من خلال إشراك قوى سياسية لها وزنها وذلك لتخفيف الضغوط السياسية عليها، كما أنها نجحت في الحفاظ على تفوقها العسكري في الرهان على المعارضة المسلحة وذلك بأكبر دليل بعد فرض سيطرتها على النيل الأزرق ومحاصرة تمرد الحركة الشعبية في جنوب كردفان والتوجه نحو "كاودا" ومحاصرة تمرد الحركة الشعبية ومنعه من التمدد كذلك الحفاظ على التوازن وهدوء الأوضاع الأمنية الحالية في دارفور التي تراجع فيها نشاط الحركات المسلحة إلى حد كبير. أيضاً من المسارات المتعرجة أن التحالف ومن خلال ندواته الخارجية أبرزها ندوة فيلادلفيا أضحي يتباكى أمام الجميع على الوضع الإنساني في مناطق الحروب حيث ركز المتحدثون جميعهم على الأوضاع الإنسانية ووصفتها بالسيئة ونسيت أو تناست أنهم من خلال النيل الأزرق وجنوب كردفان كانت هي إحدى الفاعلين الرئيسيين في الوضع الإنساني باتخاذها المسلك والمسار العسكري. أيضاً أكد جميع المتحدثين على الضغط على النظام الحاكم وإرغامه لفتح ممرات إنسانية آمنة تتيح للمنظمات الإنسانية توصيل المعونات والدعم إلى المحتاجين بصورة عاجلة، كما أكدوا بضرورة حظر الطيران في تلك المناطق. مما نشر حول الندوة يتضح أن التحالف أخذ منذ بداياته مسار متعرج للمنظمات التي هي أزرُع أخرى لها، وذلك معروف من خلال نقل بعض من طيران المنظمات لجرحى الجيش الشعبي في حرب النيل الأزرق الأخيرة وكعادتها تمارس قيادات التحالف عاداتها في عدم الوطنية.