بعث نائب لجنة السودان بالكونغرس الأمريكي فرانك وولف رسالة موقعة من قبل (62) عضواً بالكونغرس الأمريكي تنتقد سياسة اوباما نحو السودان وتصفها بالمعيبة، وطالب أعضاء الكونغرس في رسالتهم بضرورة تغيير تلك السياسة مضيفين أن النموذج الحالي الذي تتبعه إدارة اوباما في علاج الصراعات في السودان من خلال عمليات الوساطة الفردية لكل أزمة على حِدة غير فعال، وأشارت الرسالة إلى أن الأحداث الحالية بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ومنطقة دارفور خيرُ شاهدٍ على ضرورة تفعيل السياسة الأمريكية نحو السودان لمعالجة الأزمات الحالية بتلك المناطق بجانب العمل على حشد المجتمع الدولي لتوسيع الممارسة الديمقراطية بالسودان وتشجيع الإعلام المستقل ومبادرات مكافحة الفساد إضافة لعملية سلام شامل بحضور جميع الأطراف. إجراءات سريعة: وقال الناشط السياسي وممثل ولاية فرجينيا بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري فرانك وولف في رسالته إذا لم تسارع الولاياتالمتحدة وأصحاب المصالح الرئيسين باتخاذ اجرءات سريعة فإن ذلك من شأنه أن يزيد العنف وأن السلام الذي يأمل في تحقيقه الكثير من السودانيين ستذروه الرياح في ظل عدم الاستقرار والحرب، وأشادت الرسالة بالدور الذي لعبه الولاياتالمتحدة في تسهيل الاستفتاء السلمي لحق تقرير المصير للجنوب والاعتراف بدولة الجنوب الوليدة خلال العام الحالي، لافتة إلى أن تلك الجهود وحدها غير كافية لحل مشكلات السودان لا سيما وأن اتفاقية السلام كان الهدف منها إعادة تشكيل واقع جديد للسودان وأنها أقرت ثلاثة مبادئ تتضمن توزيع أكثر عدلاً للسلطة والثورة بين المركز والأطراف والتحول الديمقراطي وحق السودانيين في تقرير مستقبلهم، مضيفةً أنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تعتمد سياسة جديدة لمعالجة جذور المشكلة، وتحدثت الرسالة عن ازدياد الأوضاع سوءاً بمنطقة جنوب كردفان وحذرت من احتمال تعرض المنطقة لمجاعة في ظل تعذر ممارسة النشاط الزراعي فضلاً عن العنف المتواصل والتشريد، وفي ظل هذه الأوضاع يجب على الولاياتالمتحدة العمل على معالجة المرض بدلاً عن الأعراض خاصةً وأن عدم الاستقرار بالسودان والمناطق به لن يكون في مصلحة الجميع-وفقاً للرسالة-. رد فعل: في السياق يرى الخبير الدبلوماسي الرشيد أبو شامة أن تغيير الإدارة الأمريكية لسياستها نحو السودان يعتمد على حجم الضغط وأن توقيع (62) عضواً من الكونغرس الأمريكي على الرسالة عدد غير كافي لإحداث تغيير، واعتبر أبو شامة في حديثه ل(السوداني) أن هذه التحركات من قبل جماعات الضغط هي رد فعل على تصريحات البيت الأبيض مؤخراً فالمبعوث الأمريكي الخاص للسودان ونائب مستشار الأمن أبلغا حكومة الجنوب أنه يتعين عليها احترام سيادة السودان ووجها بضرورة وقف حكومة الجنوب لدعمها للجماعات المسلحة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ورجح أبو شامة أن ردة الفعل هذا متحرك من الجنوب أو من عناصر موجودة بواشنطن فبعض قيادات الجنوب لها اتصالات بمجموعات الضغط التي لها تأثيرها على نواب الكونغرس الأمريكي خاصةً وأن جماعات الضغط هذه معروفة بثرائها وتقديمها المال الذي يلعب دوراً كبيراً في حرص النواب على إرضاء هذه المجموعات التي بدورها تقدم الدعم المالي الذي يستخدم خلال الحملات الانتخابية، ويرى أبو شامة أن هنالك تغييراً في سياسة الإدارة الأمريكية نحو السودان خاصة التصريحات الأخيرة التي كانت مفاجئة للسودان فتحذير البيت الأبيض للجنوب يعتبر تحولا ًجديداً في موقف الإدارة الأمريكية، وتوقع أبو شامة ألا تُثمِر هذه الضغوط لأن فرانك وولف معروف بمواقفه المعادية للسودان. وتمضي الباحثة مجال العلاقات الدولية بجامعة واشنطن جولي كريستمان في ذات الاتجاه وترى أن بعث الإدارة الأمريكية لنائب مستشار الأمن القومي الأمريكي دينيس ماكدونوج للخرطوم هو علامة مشجعة على أن إدارة اوباما تعيد التفكير في ظل التطورات الأخيرة. في الأثناء يرى البروفيسور محجوب الباشا مدير المعهد الدبلوماسي في حديثه ل(السوداني) أن الكونغرس الأمريكي جزء من آليات صنع القرار الأمريكي ويساهم في رسم السياسة الخارجية الأمريكية، معتبراً أن تأثير هذه الضغوط يتوقف على التوازنات الموجودة بأمريكا خاصةً وأن السياسة الأمريكية لا يرسمها اتجاه واحد إلا في حال استطاعت هذه العناصر استمالة جهات أخرى. نقلاً عن صحيفة السوداني 1/12/2011م