أسوأ ما فعلته الحكومة في اتفاقية نيفاشا أنها أضافت إبعادا جديدة لصراعنا مع الإخوة في الجنوب, بدلا إن تطفئ ذلك الصراع المشتعل أصلا كيف ذلك دعونا نشرح لكم الحكومة أيها السادة ورثت النزاع بين الشمال والجنوب من حكومة الصادق المهدي والتي بدورها ورثته من حكومة الصادق المهدي والتي بدورها ورثته من حكومة نميري ونحن هنا نتحدث فقط عن التمرد في شكله الجديد الذي اندلع عام 1983م بعد اتفاقية اديس ابابا, الذي يجب إن نوضح إن الحكومة ورثت جيشنا مقعدا ومشلولا وميزانيات ضعيفة وأراضي كثيرة محتلة وتحت سيطرة الحركة الشعبية ما فعلته الحكومة لاحتواء الوضع تمثل في دعوة الحركة الشعبية لمؤتمر الحوار السياسي حول قضايا السلام والحركة بالطبع لم تستجب ثم قامت بتأهيل الجيش وأنشأت قوات الدفاع الشعبي وبدأت في عمليات صيف العبور واستعادت عشرات المدن من الحركة الشعبية وبعد ذلك بدأت الحركة الشعبية في الاستجابة لدعاوي السلام والجلوس لطاولة المفاوضات فكانت ابوجا الأولي والثانية والإيقاد وفرانكفورت وغيرها إلي الوصول لمحطة ميشاكوس وناكورو ونيفاشا. في نيفاشا الحكومة تعتبر إن أعظم انجاز انجزته هو ايقاف الحرب والاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره إما وحدة او انفصال. ولكن هذا ليس صحيحا علي إطلاقه, لان نيفاشا أضافت عقدا جديدا لمشكلة ببرتوكولات جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وابيي وهي أصلا إن هذه المناطق لم تكن ضمن حدود الجنوب المتعارف عليها في 1/1/56 وإنما تم احقام هذه المناطق قسرا بنقل رقع الحرب إليها من ثم اعتبارها جزءا من الصراع الحكومة في إطار سعيها المتعجل لإنهاء الحرب في الجنوب ومواجهة الضغوط الغربية قبلت بتلك البرتوكولات المشئومة ولم تأخذ في حساباتها إن هذه المناطق ستبقي جذور صراع مشتعلة إلي مائة عام أخري حتي إذا حصل الجنوب علي الانفصال مع إن الحكومة كانت قد حسمت هذه المسائل والمناطق الثلاث بتوقيعها علي اتفاق المبادئ (ميشاكوس) والذي اتفق فيه الجانبان علي الحدود المتعارف عليها في 1/1/1956م أي إن ابيي وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ليست جزءا من الجنوب وذلك بحسب د. غازي صلاح الدين في إفادته لتلفزيون النيل الأزرق الأسبوع الفائت وهو الرجل الذي وقع آنذاك عن جانب الحكومة فيها دفع سلفاكير من جانب الحركة طبعا بعد ذلك ابعد د. غازي من الملف وفي تقديرها انه لم يكن ليوقع علي تلك البروتوكولات لو كان بيده الملف. ما يحدث الآن هو إن الجنوب شبه حصل علي تقرير مصيره كاملا فالحركة الشعبية تسيطر علي كل الجنوب ومفاتيحه بيدها وتحلم في السيطرة علي أجزاء من الشمال والعقدة الأبرز في ابيي من ناحية أنها غنية بالنفط ومن ناحية اخري ان الاثنيان التي تسكنها المسيرية والدينكا يجسدون الصراع بين الشمال والجنوب في ابلغ تجلياته ان المفاوض الحكومي اخطأ مرتين مرة عندما قبل بان تدخل مناطق ابيي وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق لتكون جزءا من الصراع ومرة اخري عندما أعطي الدينكا الحق في الاستفتاء علي ابيي وحرم المسيرية مع أنهم تنطبق عليهم ذات المزايا باعتبارهم سكان المنطقة وكل عام جديد نكتشف خطل نيفاشا واخطاء المفاوض الحكومي, نيفاشا لم تكن كلها خيرا ايها السادة. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 13/1/2010م